ماري لوبان.. جذور قبطية مصرية على أبواب قصر الإليزيه
جدّدت مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف في الانتخابات الرئاسية الجارية ماري لوبان، روايتها السابقة عن امتداد جذور عائلتها إلى مصر، وأكدت الرواية، التي تطرقت إليها بشيء من التفصيل هذه المرة، شهادات خبراء ومواقع أنساب، حيث شددوا على أن لوبان ابنة عائلة ممتدة عاشت شرق المتوسط نهايات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، كما انفردت إحدى هذه الروايات بالإشارة إلى مقدم عائلتها مع عودة الحملة الفرنسية على مصر، بحسب صحف ومواقع.
وقالت لوبان في 15 أبريل الجاري، في خطاب لها ضمن حملتها الانتخابية في برنيبان، إن «والدة جدتها، وكانت تدعى بولين، ولدت في صعيد مصر، وعاشت معظم سنوات عمرها هناك، وأنجبت جدتها في الصعيد، ثم انتقلت لظروف عائلية إلى الإسكندرية».
وقالت مصادر مقربة من لوبان لصحيفة «غلوب ورلد نيوز إيكو» إن «لوبان البالغة من العمر 53 عاماً، سبق أن أشارت إلى هذا الأمر عابراً، وآخر مرة عام 2017، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن المرشحة الرئاسية الفرنسية لديها ولع بالحضارة المصرية القديمة وآثارها، وهو ما انتهى بها إلى نبش وكشف جذورها الصعيدية».
وقال الباحث الفرنسي جين ميل للصحيفة إن «ما ذكرته لوبان عن أصولها المصرية، يعود إلى الوجود الفرنسي، الذي كان متعاظماً في الشرق، في بدايات القرن الثامن عشر، عندما كان الفرنسيون مغرمين وقتها بالتجارة وجمع الأموال والاكتشافات الأثرية، وما يستوجب ذلك من تواصل مع الشعب المصري»، وتابع ميلان «تركز الأقباط السكاني وقتها كان في جنوب مصر».
وأشارت الصحيفة إلى أن «لوبان تصف نفسها بأنها (أبوالهول) الذي يخرج منتفضاً من بين الأنقاض، الأمر الذي يرتبط بتصورها عن جذورها المصرية».
وقال خبير الأنساب الفرنسي جان لوي بوكارونول «أتلانتكو» إن «جدة لوبان تنحدر من عائلة تنتشر جذورها في تونس والجزائر ومصر، وقد تزوج أفرادها بإيطاليين ويهود وعرب، وإن جدة لوبان تزوجت عام 1907، بقائد أشغال في حظائر فرنسية».
وأكد موقع «جبيربرت» المعني بالأصول العائلية الفرنسية، أن «بولين ولدتها في مصر، وجدتها تدعى بيريت لالان، وقدمت بالفعل من جنوب مصر، أما جدها لأبيها فكان فرنسي يبيع النبيذ في مندوك».
ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية في عام 2015 إيجازاً قال إن لوبان لها جذور مسلمة، لكنها عادت وسحبته على الفور، معتذرة بأن النشر تم لمسودة كتابة وضعت بالخطأ، بحسب «موروكو ورلد نيز».
وقال إبرام راجي، على موقع «تاريخ القبطي المنسي»، إن «بعض الفرنسيين لهم جذور مصرية قبطية، وإن الجنرال يعقوب القبطي، سافر إلى فرنسا مع الحملة الفرنسية لدى عودتها، ومعه أسر قبطية ومشتركة، وكان من بين هؤلاء جدود شخصيات مشهورة مثل، إلياس، صاحب القاموس الشهير، ويوحنا الشفتيشي، الذي ساعد شامبليون على فك رموز حجر الرشيد».
تجدر الإشارة، إلى أن لوبان عرفت بشخصيتها الجريئة والمتصلبة، وقد انقلبت على والدها، وغيّرت اسم الحزب الذي تنتمي إليه إلى «التجمع الوطني»، وأبعدت عدداً من قيادات الحزب التاريخية عن سدة القيادة، من بينهم ابنة أخيها، ماريون ماريشال، التي كانت تعتبر نفسها الوريثة الشرعية للحزب مما حدا بالأخيرة إلى الالتحاق بخصم لوبان التاريخي، إيريك زمور، رغبة في المكايدة الشخصية، بحسب تقارير صحافية.
يذكر أن موقع «أوست فرانس» أورد في تقرير له عن سيرة لوبان الذاتية بمناسبة الانتخابات أن المرشحة الرئاسية «ولدت عام 1968، ووالدها هو جان ماري لوبان، مؤسس (الجبهة الوطنية) في فرنسا، ووالدتها بيريت لوبان، وقد انفصل الزوجان بعد فترة ارتباط قصيرة، وأن ماري لوبان درست القانون، ثم عملت في المحاماة، وتولت رئاسة الجبهة الوطنية بدل أبيها، كما أنها خاضت انتخابات 2017، وحصلت على 18% من الأصوات، أما حالتها الاجتماعية فهي منفصلة حالياً، بعد أن ارتبطت لفترات بزيجتين».
• لوبان تصف نفسها بأنها «أبوالهول» الذي يخرج منتفضاً من بين الأنقاض، انعكاساً لتصورها عن جذورها المصرية.
• جدة لوبان تنحدر من عائلة تنتشر جذورها في تونس والجزائر ومصر، وقد تزوج أفرادها بإيطاليين ويهود وعرب.