لوس أنجلوس تكافح لحل أزمة المشرّدين في محطات المترو
عند مدخل محطة مترو تحت الأرض، جلست الأميركية، تراسي هيلامز، على أرض المحطة، وهي تقضي الوقت بحرق الخيوط المتدلية من بنطالها الجينز، في الساعة الثالثة صباحاً، إلى جانب 10 مشردين آخرين بانتظار فتح أبواب المحطة ووصول القطارات في مدينة لوس أنجلوس.
ولطالما كانت حياة هيلامز تتسم بالفوضى منذ أن كانت في الحادية عشرة من عمرها، بعد وفاة والدتها، وتركتها تتنقل في مراكز الأيتام. وعندما أصبحت في سن الرابعة والخمسين، أصبحت تعاني مرضاً ذهنياً، وإدماناً على الكحول والمخدرات. وهي لا تريد البقاء إلى جانب مدمنين آخرين، كي لا «يثيروا» لديها رغبة في تعاطي المخدرات. وهي تقول: «عشت في المترو ومحطاته منذ أربع أو ست سنوات. وأشعر بأمان أكثر فيها».
ولطالما وجد المشردون في المترو ومحطاته ملجأً مريحاً بالنسبة لهم، حيث الهدوء والهواء المكيف في أنظمة النقل بالمترو، ويتمكنون من النوم في المحطات وفي القطارات والحافلات. ولكن أعدادهم بدأت تتزايد بسرعة كبيرة في السنوات الأخيرة، ما أربك الركاب، وعرقل جهود مؤسسة النقل الهادفة إلى زيادة أعداد الركاب التي تناقصت خلال أزمة «كورونا».
وكما هي الحال في المكتبات العامة والساحات، وجد المسؤولون عن المترو أنفسهم في خضم أزمة مشردي المنطقة، ما أجبرهم على أن يصبحوا منظمة خدمات اجتماعية بحكم الواقع. وفي عام 2018، أطلقت مؤسسة المترو المبادرة الأولى من نوعها لتقديم المأوى لسائقي الدراجات المشردين. وبدأت البرنامج الذي كان عبارة عن مشروع بكلفة 1.2 مليون دولار، ونما حتى أصبح مبادرة بقيمة 27.5 مليون دولار.
ولكن هذه المشكلة ظلت في تزايد. وتقدر مؤسسة النقل بالمترو أنه كان يوجد نحو 5700 مشرد في أنظمتها للنقل في شهر أغسطس الماضي.
وقال مدير برنامج التوعية في المترو الذي تديره منظمة «لنساعد المشردين» ستيف فيشر، إن المشردين ممن يقودون الدراجات هم الأكثر انعزالاً والأكثر معاناة من المشكلات السلوكية، من المشردين الذين يعيشون وسط تجمعات في الشوارع. ويشتكي المشرفون على المترو من مضايقات المشردين ومن اتساخ المقاعد بالقاذورات.
ويحاول الأخصائيون الاجتماعيون إقناع هيلامز بالذهاب إلى ملجأ في فترة الليل، حيث عرضوا على بعض المشردين في جنوب لوس أنجلوس، أن يتم نقلهم إلى الملجأ، ولكن هيلامز رفضت ذلك، لأنها لا تريد البقاء مع آخرين في غرفة واحدة. وقالت هيلامز: «كنت أحاول إقناع هذا الرجل لمنحي غرفة لوحدي، لأني أحب فني فأنا شاعرة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news