أكدت أن حادثة بافلو ليست بمعزل عن الحوادث المشابهة الأخرى
فاطمة موريل: معالجة القتل في أميركا تبدأ بمناهج مناهضة للعنصرية
بعد مقتل 10 أشخاص، ثمانية منهم من السود، في حادث إطلاق نار عنصري في سوبر ماركت بمدينة بافلو، أواخر هذا الشهر، أدركت المشرفة على المبادرات الثقافية واللغوية في مدارس بافلو العامة، فاطمة موريل، أن معلمي المدينة، لا يمكنهم تجنب مناقشة المأساة مع الطلاب. وتقول موريل: «لا يمكننا أن نخجل من وقائع القضية، وبالنسبة لجميع أطفالنا، يتعين علينا تفكيك سيادة البيض، التي يتحاشى كثيرون الحديث عنها».
واستهدف مسلح بافلو، وهو أبيض، المتسوقين السود، ويتبنى آراء تفوّق العنصر الأبيض ويستشهد بنظرية مؤامرة عنصرية، لا أساس لها من الصحة حول زعمه «استبدال» الأميركيين البيض باليهود والمهاجرين وذوي البشرة الملونة.
وألفت موريل «منهج التحرر» للتدريس في مدارس المنطقة في عام 2020، بهدف تعزيز المساواة في المدارس، وإثراء النقاش حول إرث العنصرية في الولايات المتحدة، وتقديم وجهات نظر متنوعة للطلاب والمزيد من الدروس حول المساهمات التاريخية لمجتمعات السود واللاتينيين والسكان الأصليين. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة التي أجرتها مجلة التايم الأميركية معها:
هل يؤكد هذا الهجوم أهمية التعليم المناهض للعنصرية، مثل منهج التحرر؟
• منهج التحرر مهم جداً في هذا الصدد، ومن الضروري بالنسبة لنا إضفاء الطابع الإنساني على الأشخاص الملونين في عيون العالم، لأنني أرى أن اللون يعتبر قاسماً مشتركاً في كل عمليات القتل التي تعرض لها رجال ونساء وأطفال سود وملونون عزّل، وفي هذا الهجوم العنصري، والعديد من الهجمات الأخرى التي حدثت بسبب اللون. ومع تكرار هذه الهجمات، علينا أن نبدأ في إعادة برمجة شبابنا، وتعليمهم عن الإنسانية وحب بعضهم بعضاً. ونحتاج الى أن نتحدث عن القاسم المشترك بيننا، وأننا جميعاً مميزون، ويجب أن نتعامل بإنصاف، ونتأكد من أن طلابنا يعرفون ذلك منذ سنيّهم الأولى.
هناك جهود حثيثة في جميع أنحاء البلاد لتقييد كيفية مناقشة المعلمين للعنصرية في الفصل، ما يجعل من الصعب على المعلمين مناقشة حادثة إطلاق النار هذه مع طلابهم، ما هو تعليقك على ذلك؟
• أعتقد أنه يتعين علينا الكف عن المبالغة السياسية. كل ما يتم تدريسه ليس نظرية عرقية نقدية. الحقائق والوقائع التاريخية هي أمور ثابتة. إنه تاريخنا كأمة واحدة. الفظائع التي حدثت ولاتزال تُرتكب بحق الملونين لها جذور طويلة تمتد حتى أيام العبودية. ويحتاج شبابنا، خصوصاً أطفالنا البيض، أن يلموا بكل ما يتعلق بهذا الأمر، حتى لا ينتهي بهم المطاف أن يكونوا مثل هذا الشاب الذي ارتكب هذا العمل المروع. إنهم بحاجة إلى أن يكونوا متعلمين. شيء آخر خطير للغاية هو أن يخبرنا الآخرون بما ينبغي علينا قراءته وما لا ينبغي أن نقرأه، وأن نخضع للرقابة في الفصول الدراسية والمدارس حول ما يمكننا إخبار أطفالنا به. وهذا ليس مبدأ ديمقراطياً، إنها ليست حرية.
هناك بعض المعلمين الذين قد يرغبون في تجنب مناقشة حادث إطلاق النار. لماذا تعتقدين أنه من المهم بالنسبة للمعلمين إجراء هذه المحادثات الصعبة؟
• أعتقد أن مثل هذه الحوادث ينبغي أن تشكل جدالاً مستمراً في جميع مدارسنا. يجب أن تكون جزءاً إلزامياً من المنهج، إننا نتحدث عن العنصرية والعنصرية النظامية ومدى خطورتها. وعندما تنظر إلى ما حدث لأحمود أربري (أحد السود الذي اغتاله بيض خلال ممارسته رياضة الركض)، وإلى ما حدث لترايفون مارتن (أسود آخر قُتل بدم بارد)، وجورج فلويد (الذي مات على يد الشرطة)، ثم ما حدث هنا في بافلو - نرى أن العنصرية والكراهية أمر خطير. أعتقد أن مثل هذه الحوادث يعالجها التعليم، وأدعو جميع مقاطعاتنا في جميع أنحاء البلاد أن يعلموا أطفالنا حب الإنسان وما هي مساهماته، الأطفال يراقبوننا ويراقبون ما يحدث، وعلينا أن نتذكر ذلك. وما نفعله نحن كبالغين هو القدوة التي سيتبعها شبابنا.
الفظائع التي حدثت ولاتزال تُرتكب بحق الملونين لها جذور طويلة تمتد حتى أيام العبودية. ويحتاج شبابنا، خصوصاً أطفالنا البيض، أن يلمّوا بكل ما يتعلق بهذا الأمر، حتى لا ينتهي بهم المطاف أن يكونوا مثل هذا الشاب الذي ارتكب هذا العمل المروّع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news