دراسة بحثية إسبانية: ذوات الدم البارد لا تشيخ أبداً
كشفت دراستان بحثيتان تغطيان أكثر من 100 نوع من البرمائيات والزواحف، أن معدلات شيخوخة السلاحف والسمندل تقترب من الصفر. في عام 2009 قام باحثون من المتحف الوطني الإسباني للعلوم الطبيعية بزيارة بركتين في سلسلة جبال غوادراما وسط إسبانيا. والتقطوا جميع البرمائيات وثبتوا عليها علامات، ثم أطلقوا سراحها. ومكّنهم رصدهم لآلاف العينات لأكثر من 10 سنوات، من تقدير المدة التي تعيشها هذه الحيوانات، وكيف تتقدم في العمر في البرية. واكتشفوا أن العمر المتوقع لها أطول مما كان يُعتقد سابقاً، وعملية الشيخوخة في بعض الأنواع بطيئة للغاية.
وتتوقع النظريات التطورية حول الشيخوخة، أن جميع الكائنات الحية تضعف وتتدهور مع تقدم العمر، والذي ينتهي بالموت. الثدييات، وهي فئة الحيوانات التي تمت دراستها على نطاق واسع، تبلغ ذروة نموها عندما تصل إلى مرحلة النضج الجنسي، وبمجرد إنجاز المهمة الحيوية المتمثلة في ضمان بقاء الأنواع، تبدأ هذه الحيوانات، وكذلك البشر، في الضعف وتتسارع عملية الشيخوخة. وكان يُعتقد أن هذا النمط شائع في مملكة الحيوان بأكملها، بما في ذلك الزواحف والبرمائيات. إلا أن ذلك ثبت خطؤه وفقاً للدراستين.
وأكدت هذه الدراسة الاعتقاد السائد بأن السلاحف تعيش لفترة طويلة. وفي الواقع، تعيش العديد من الأنواع، مثل تلك الموجودة في جزر غالاباغوس، إلى ما بعد 100 عام. ومع ذلك، وفقاً لدراسة ثانية نُشرت في مجلة ساينس، فإن متوسط عمر 52 نوعاً مختلفاً من السلاحف، هو 39 عاماً، وهو أقل بكثير من متوسط 137 عاماً لنوع التواتارا، وهي زواحف تشبه الإغوانا تستوطن نيوزيلندا.
يشير فرناندو كولشيرو، الباحث في جامعة جنوب الدنمارك، وهو مؤلف مشارك للدراسة الثانية التي ركزت على السلاحف، إلى أن الشيخوخة هي نتيجة لعملية استغلال الطاقة عند بلوغ النضج الجنسي، إما للبقاء على قيد الحياة أو للتكاثر.