بموجب قانون يحدّد بدء الدراسة في الثامنة والنصف
الطلاب المراهقون في كاليفورنيا سيحصلون على وقت إضافي للنوم
ستكون العودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية مختلفة بعض الشيء، هذا العام، للمراهقين في كاليفورنيا، الذين سيقضون وقتاً أطول في السرير، مما اعتادوا عليه. وقدم حاكم الولاية، غافين نيوسوم، أول قانون أميركي يفرض عدم بدء دوام فصول المدارس الثانوية، قبل الساعة الثامنة والنصف صباحاً. ويأتي التغيير بعد سنوات من الحملات التي قام بها الآباء والخبراء، الذين يجادلون بأن أطفال أميركا محرومون من النوم، ما يضر بصحتهم العقلية. ويقول مؤيدو الإجراء الجديد إن الطلاب الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من الراحة، يكافحون في الأداء الأكاديمي، وهم أكثر عرضة لخطر التورط في حوادث السيارات والانتحار.
ويحتاج المراهقون إلى وقت إضافي في الفراش في الصباح، لأنهم يبقون مستيقظين إلى وقت متأخر من الليل، مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، بسبب تأخر إفراز هرمون النوم «ميلاتونين»، وفقاً للعلماء.
ستبدأ سيسيان ألفيردي الصف الحادي عشر، في مدرسة «غلينديل» الثانوية، نهاية أغسطس. وكانت تستمتع بقسط إضافي من النوم، منذ بداية العام الدراسي الماضي، عندما قام المعلمون بتحويل بداية الدروس من الساعة 8 صباحاً إلى الثامنة والنصف. وقالت ألفيردي، 16 عالماً: «لقد جعل هذا التغيير الذهاب إلى المدرسة أسهل كثيراً»، متابعة «بالنسبة إلى الاستيقاظ والتركيز على الدراسة، الأمر أسهل بكثير مما كان عليه من قبل». وقالت المراهقة الأميركية إن أداءها الأكاديمي قد تعزز بسبب النوم الإضافي، وهو اعتقاد مشترك بين صديقاتها.
وقالت جوي ويك، التي تدير جمعية «ابدأ الدراسة لاحقاً»، التي تناضل من أجل التغيير في ساعات الدراسة، إن التغيير طال انتظاره، موضحة أن «العلم لا جدال فيه»، مضيفة أن الهيئات، بما في ذلك الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، والأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، والأكاديمية الأميركية لطب النوم، كلها تدعم الإجراء، «نحن نعلم أنه عندما يُسمح للمراهقين بفترة نوم إضافية، فإنهم يفعلون ذلك، وسيكون لديهم صحة نفسية أفضل، وأداء أفضل في المدرسة، وهم بالتالي سائقون أفضل وأقل عرضة للانتحار».
وبموجب القانون الجديد، سيتم منع المدارس المتوسطة من بدء الدراسة قبل الساعة 8 صباحاً، بينما ستبدأ المدارس الثانوية في الساعة 8.30 صباحاً أو بعد ذلك. وكاليفورنيا هي الولاية الأكثر كثافة سكانية، في أميركا، وستؤثر التغييرات على نحو ثلاثة ملايين طالب يدرسون في المدارس الثانوية والمتوسطة. وكان متوسط وقت بدء المدارس الثانوية في البلاد في عام 2017-2018 الساعة 8 صباحاً، لكن نحو 42% بدأوا أيامهم قبل ذلك، بضمنهم 10%، ممّن قرع جرس حصتهم الأولى قبل الساعة 7.30 صباحاً، وفقاً للمركز الوطني للتعليم.
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بالنوم من ثماني إلى 10 ساعات، كل ليلة لمن تراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً، وهو هدف يقول مؤيدو قانون كاليفورنيا الجديد، إنه من الصعب مواجهته في أوقات الدراسة المبكرة. ومع ذلك، لا يؤيد الجميع القواعد الجديدة. ويؤكد معارضو هذه الخطوة، أن على السلطات أن تترك مثل هذه القرارات للمناطق والمقاطعات المحلية، التي هي في وضع أفضل لمعرفة ما يصلح لأطفالها. وهناك، أيضاً، مخاوف من أن التغييرات يمكن أن تضر بشكل غير متناسب بعائلات الطبقة العاملة، التي قد لا تتمكن من بدء أيامها بعد التوقيت السابق، ويمكن الآن إجبارها على تغيير مواعيدها.
فترة عصيبة
يرى المُدرس في مدرسة «بيكرسفيلد» بولاية كاليفورنيا، جيريمي آدامز، أن نظام التعليم في الولاية مر بفترة عصيبة، بسبب الاضطراب الناجم عن الوباء. ويضيف آدمز، الذي ألّف كتاباً حول التحديات التي تواجه الجيل الجديد في أميركا، أن هذا ليس الوقت المناسب لإدخال المزيد من التغييرات، «بدأنا نقف على أقدامنا، ونعود إلى نوع من الحياة الطبيعية، وهذا وقت سيئ حقاً للقيام بتغييرات»، موضحاً أنه كان يجب تأجيل تطبيق القانون أو إلغاؤه تماماً. ووصف آدمز هذه الخطوة بأنها «سياسات قاسية» من حكومة الولاية، وقال إن المناطق التعليمية المحلية في وضع أفضل بكثير لتقرير ما هو الأفضل لطلابها.
42 %
من طلاب كاليفورنيا بدأوا أيامهم قبل الثامنة صباحاً، العام الماضي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news