جدارية تجسّد قضيتها في طريق زيارة الرئيس الأميركي إلى الأراضي الفلسطينية
شيرين أبوعاقلة في انتظار جو بايدن
على جدار الفصل العنصري المقام شمال مدينة بيت لحم، حيث المكان المقرر لمرور الرئيس الأميركي جو بايدن، في طريقه إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، اليوم الجمعة، وزيارة كنيسة المهد في بيت لحم، رسمت لوحة جدارية ضخمة تجسد صورة الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبوعاقلة، وهي ترتدي درع الصحافة الذي لم يكن واقياً أمام رصاص جنود الاحتلال.
إلى جانب صورة الشهيدة الصحافية، كتب الفنان الفلسطيني التشكيلي، تقي الدين سباتين، باللغة الإنجليزية «خبر حي على قيد الحياة»، في رسالة موجهة إلى بايدن، بعد نتائج تحقيق وزارة الخارجية الأميركية في مقتل مراسلة قناة الجزيرة، المخيبة لآمال الشعب الفلسطيني، الذي انتظر كشف الحقيقة كاملة، لملاحقة الاحتلال الإسرائيلي في محاكم الجنايات الدولية.
مكان جذاب
الجزء الذي اختاره سباتين من جدار الفصل العنصري شمال بيت لحم، والمسمى «قبة راحيل»، لإحياء مسيرة أبوعاقلة، وإثارة قضيتها مجدداً على طريقته الخاصة، يجذب كل من زار مدينة مهد السيد المسيح عليه السلام، قادماً من مدينة القدس الشريف، حيث يعد المكان المدخل الرئيس بين المدينتين الفلسطينيتين، وهو المسار ذاته لزيارة بايدن من الجانب الإسرائيلي، إلى الأراضي الفلسطينية.
رسالة بأسلوب مختلف
الفنان سباتين يؤكد في حديثه مع «الإمارات اليوم» أنه يريد الانتصار لقضية الصحافية شيرين أبوعاقلة، التي اغتالها جنود الاحتلال الإسرائيلي في تاريخ 11 من شهر مايو الماضي، في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، فبعد تقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي لم ينصف شيرين، وكان بمثابة الرصاصة الثانية الموجهة بحقها، أخذ الفنان التشكيلي على عاتقه إثارة قضيتها مرة أخرى أمام الإدارة الأميركية، ولكن بأسلوب لم تعهده دبلوماسية السياسيين.
ويقول الفنان الفلسطيني: «إن بايدن سيرى واضحاً وعن قرب حجم تضامن أبناء الشعب الفلسطيني المخلص لدماء شهدائه مع قضية أبوعاقلة، والذين يعبرون عن ذلك بشتى الطرق، رغم ما يتعرضون له من معاناة يومية قاسية، على يد المستوطنين، وجنود الاحتلال».
ويأمل سباتين أن يرى جدارية أبوعاقلة كل من يزور بيت لحم بعد مشاهدة بايدن لها، وأن تكون عنواناً ومقصداً لجميع السياح والحجاج المسيحيين في كل الأوقات، مضيفاً «سيدرك تماماً كل من يشاهد جدارية الصحافية الشهيدة، أننا لا ننسى رموز شعبنا، ونرسمهم في قلوبنا وعقولنا».
ويضيف الرسام التشكيلي: «بدأت في رسم اللوحة الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء الخامس من شهر يوليو الجاري، على مدار ست ساعات متواصلة، وهذه الجدارية بمثابة جهد جماعي مشترك، تم بمساعدة بعض الزملاء الصحافيين، والكثير من سكان بيت لحم، الذين أحبوا شيرين، فمنهم من أحضر السلالم، ومنهم من جلب الطعام والشراب، والكثير من مظاهر التضامن والتعاضد».
خبر حي
«خبر حي على قيد الحياة، هذه العبارة سيشاهدها بايدن برفقة صورة الصحافية الشهيدة، وهي تأتي في إطار التأكيد على استمرار رسالة شيرين أبوعاقلة في نقل الحقيقة، والاستمرار في إثارة قضيتها للمطالبة بحقها، ومحاكمة قتلتها من جنود الاحتلال»، يقول سباتين.
ويضيف «رحلت شيرين، ولكنها باقية خبراً حياً على قيد حياة سكان الأراضي المحتلة، وداخل كل منزل فلسطيني، وهي خبر حي لجميع انتهاكات الاحتلال بحقنا».
وكان الفنان التشكيلي سباتين قد التقى الصحافية الشهيدة أبوعاقلة في عام 2015، عندما اقتنت من معرضه الخاص لوحة فنية، خطها بيديه لقطاع غزة المحاصر.
وشهد المقطع ذاته من الجدار العنصري، الذي يعزل بيت لحم شمالاً، العديد من جداريات الفنان الفلسطيني، المناهضة للاحتلال والعنصرية، فقد رسم جورج فلويد، ضحية العنصرية الأميركية، وبعد استشهاد الطالب إياد الحلاق الذي يعاني التوحد في مدينة القدس الشريف، رسمه على الجدار، وخط إلى جانبها عبارة «ليس فلويد فقط، إياد الحلاق أيضاً».
الجزء الذي اختاره سباتين من جدار الفصل العنصري شمال بيت لحم، والمسمى «قبة راحيل»، لإحياء مسيرة أبوعاقلة، وإثارة قضيتها مجدداً على طريقته الخاصة، يجذب كل من زار مدينة مهد السيد المسيح عليه السلام، قادماً من مدينة القدس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news