المرصد
«انتقاد أممي للإعلام»
انتقد مجلس الأمن في بيان، الثلاثاء الماضي، تناول بعض وسائل الإعلام لمهام قوات حفظ السلام الدولية، ووصف تناول هذه الوسائل للموضوع، بأنه يراوح بين «التغطية الخاطئة» و«التضليل المتعمد»، بحسب «أسوشييتدبرس».
وقال البيان إن «هناك الكثير ممّا يجب فعله لتصحيح محتوى التغطيات الإعلامية، التي تتناول 12 مهمة أممية، وتضم 90 ألف ضابط وجندي».
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على كلام المجلس، ونوه لوجود القوات الأممية «في الخانة الأكثر خطورة اليوم، مقارنة بأي وقت مضى، بسبب تعقد النزاعات»، وقال إن «قوات حفظ السلام تواجه إرهابيين ومجرمين وجماعات مسلحة»، واستدرك «لكن السلاح الذي تتم محاربة هذه القوات به، ليس فقط القنابل والمتفجرات، وإنما التضليل الإعلامي المتعمد، والمعلومات الخاطئة، وخطاب الكراهية»، وشدد غوتيريس على أن للعامل الأخير «تأثيراً سلبياً على نحو نصف العاملين في القوات الأممية»، وضرب على ذلك مثلاً بـ«الخطاب المزور الذي ادّعى وجود علاقة بين قائد القوات الأممية في مالي، وجماعة مسلحة هناك، والذي انتشر على (منصة واتس أب) أولاً، لتلتقطه وسائل الإعلام المحلية، بما تسبب في إشعال الكراهية ضد القوات، وفي جعل مهمتها على الأرض شديدة الصعوبة».
وأكد قائد ميداني أممي، هو الجنرال ماركوس واكوتا، العامل في الكونغو، صحة ما أشار إليه غوتيريس ومجلس الأمن، مشيراً إلى أن «مشاعر معاداة قوات حفظ السلام منتشرة لدرجة أنها تعيق عمله».
والواقع أن أزمة علاقة الإعلام بقوات حفظ السلام تضع الطرفين في مأزق.
فمن جهة لا يشكك أحد في صدقية تأثير التأذي الأممي من الصورة السلبية في الإعلام، لكن من جهة أخرى فإن «هذه السلبية» ليست بالضرورة مفبركة أو مزورة أو متعمدة.
فالواقع أن قوات حفظ السلام، بحسب تقرير ارتكزت إليه «العفو الدولية»، ارتكبت وترتكب أخطاء وانتهاكات متوالية، كان من بينها مثلاً ممارسة جنود من حفظ السلام عام 2013 «مقايضات جنسية» مع 229 امرأة من هاييتي، مقابل أن يمنحوهن الغذاء والدواء، كما أن عدد الشكاوى بالاغتصاب الجنسي بلغ في الفترة من 2008 إلى 2013 في البلد ذاته 500 شكوى، وكان ثلث هذه الشكاوى من قاصرات.
الأمم المتحدة على حق في الدفاع عن سمعة قواتها، فبالفعل قد تكون هناك مبالغات، أو أكاذيب، أو مكايدات بين الأطراف المتصارعة، لكن الإعلام أيضاً على حق في اقتحامه للمسكوت عنه وكشفه، بدليل أن الانتهاكات التي كشفتها وسائل إعلام، اعترفت بها وحققت بها واتخذت إجراءات بشأنها المنظمة الدولية ذاتها. المطلوب فقط معالجة الأمر بدقة شديدة، واقعة بواقعة، ومحاولة التثبت من الحقائق بإخلاص في واقع كله رمال متحركة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news