حرائق الغابات الكاسحة صارت أكثر تواتراً وشملت أنحاء العالم
صارت الحرائق الكاسحة التي كانت في وقتٍ ما نادرة الحدوث، أكثر تواتراً، ويستمر اشتعالها وقتاً أطول وتشمل أنحاء العالم، ويساعد على اندلاعها جزئياً على الأقل تغير المناخ الذي يتسبب في زيادة ضخمة في أحجام الحرائق وشدتها حتى في فصل الشتاء.
في النصف الأول من عام 2022 أتت حرائق الغابات على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وبلدات ومنازل. ومن المرجح أن يزيد عددها، في حين يشهد العالم المزيد من موجات الحر وفترات جفاف تحطم الأرقام القياسية.
وفي ما يلي قائمة بحرائق الغابات الكاسحة في أنحاء العالم المسجلة في عام 2022 مصنفة بالقارات:
■■ آسيا
■ كوريا الجنوبية
(مقاطعة أولجين): اندلع الحريق في الرابع من مارس الماضي في مقاطعة أولجين الساحلية الواقعة في شرق البلاد، بالقرب من محطة هانول للطاقة النووية، وانتشر في أنحاء مدينة سامتو القريبة، وأتى على أكثر من 14800 فدان، ودمر 159 منزلاً على الأقل ودفع 6200 شخص إلى ترك المنطقة، طبقاً لتقرير نشرته وكالة «أسوشيتد برس».
وأمر رئيس كوريا الجنوبية حينها، مون جاي إن، ببذل جهود شاملة لحماية محطة هانول للطاقة النووية من حرائق الغابات.
■■ إفريقيا
■ المغرب
(المنطقة الشمالية - تازة): اندلع عدد من الحرائق ابتداء من يوم 13 يونيو الماضي في أقاليم العرائش ووزان وتطوان في شمال البلاد، وفي إقليم تازة في جنوب شرق البلاد. والتهمت النيران 4000 فدان من الغابات على الأقل، وألحقت أضراراً بكثير من المنازل وأودت بحياة شخص واحد، بحسب قناة تلفزيون «فرانس 24».
وأرغمت الحرائق 1100 شخص على الفرار من 15 قرية في العرائش، في حين تم إجلاء 645 من السكان من تازة وتطوان، بحسب وسائل إعلام.
■■ أوروبا
■ فرنسا
(جيروند): استعر حريقان في منطقة جيروند جنوب غرب فرنسا منذ 12 يونيو الماضي، أحدهما على ساحل المحيط الأطلسي، والآخر في بلدة لانديرا جنوب مدينة بوردو.
وتسبب الحريقان اللذان ساعد على إشعالهما الجفاف، ودرجات الحرارة التي ارتفعت إلى 42.6 درجة مئوية في احتراق نحو 47700 فدان حتى 19 يوليو الجاري. وصدرت الأوامر لنحو 34 ألف شخص بمغادرة المنطقة.
■ إسبانيا
(زامورا): اندلع الحريق يوم 15 يونيو الماضي في إقليم زامورا وساعدت على اشتعاله موجة حر حطمت الأرقام القياسية. وأحرقت ألسنة اللهب 61 ألف فدان على الأقل، وتم إجلاء أكثر من 6000 شخص من 32 قرية في المنطقة. وأودى الحريق بحياة شخصين ولحقت بثلاثة آخرين إصابات خطيرة.
(سييرا بيرميجا): اندلع حريق في الثامن من يونيو الماضي في إقليم ملقة على منحدرات جبل بوجيرا في سييرا بيرميجا. ودمر الحريق 8600 فدان من الغابات والأدغال، وتسبب في إجلاء 2000 شخص من بلدة بينافيس المجاورة. وبلغ الحريق مرحلة الاستقرار الآن.
■ تركيا
(موغلا): اندلع حريق غابات يوم 13 يوليو الجاري، بالقرب من بلدة مرمريس في إقليم موغلا المطل على بحر إيجة، وامتد عبر الغابات في المنطقة التي يسكنها عدد قليل من الناس. ودمر الحريق نحو 17 منزلاً و1700 فدان من الأراضي. وتم إخلاء نحو 450 منزلاً وإجلاء 3530 شخصاً.
■ البرتغال
(موركا): اندلع حريق غابات يوم 17 يوليو الجاري في منطقة موركا في شمال البرتغال، وامتد صوب فيلا بوكا دي أجيار، وكارازيدو دي مونتينيجرو. وألحق الحريق أضراراً بمساحة بلغت 14800 فدان، طبقاً لبرنامج «كوبرنيكوس لمراقبة الأرض» التابع للاتحاد الأوروبي. وعُثر على زوجين مسنين ميتين داخل سيارة محترقة.
(أوريم): اندلعت حرائق غابات عدة في السابع من يوليو الجاري، في منطقتي لايريا وسنتاريم في منطقة أوريم. واحترق أكثر من 7413 هكتاراً، وأغلقت السلطات الطرق السريعة الرئيسة والطرق الجانبية، في الوقت الذي تسببت الرياح القوية في إعاقة فرق الإطفاء عن أداء عملها. وتم أيضاً إغلاق أهم طريق سريع في البرتغال بسبب حريق آخر اندلع إلى الجنوب.
■■ أميركا الشمالية
■ الولايات المتحدة
(كاليفورنيا - متنزه يوسيميتي الوطني): اندلع حريق في الثامن من يوليوالجاري في جزء من متنزه «يوسيميتي الوطني» بولاية كاليفورنيا، الذي يضم بعض أضخم وأقدم أشجار السيكويا العملاقة في العالم. والتهمت النيران 3772 فداناً بحسب تقرير نشره نظام المعلومات إنسي ويب حتى 13 يوليو الجاري. ولم يُصب أي من أشجار السيكويا المعروفة في يوسيميتي حتى 11 يوليو الجاري.
(أريزونا): اندلع ما يسمى حريق الأنابيب يوم 17 أبريل الماضي في غابة ناشيونال فوريست، والنصب الوطني سانسيت كراتر فولكانو ناشيونال مونيومينت، ومتنزه لاك بيل بارك، شمال مدينة فلاجستاف في ولاية أريزونا.
وأتى الحريق على أكثر من 20 ألف فدان ودفع السلطات إلى إلزام سكان أكثر من 2100 منزل بالنزوح.
(نيو مكسيكو): شكل الاندماج بين حريق هيرميتس بيك في جبال سانجري دي كريستو في مقاطعة سان ميغيل، وحريق كالف كانيون في شرق سانتا، أكبر حريق في ولاية نيو مكسيكو إلى اليوم. واندلع الحريقان يومي 6 و19 أبريل الماضي على التوالي، وأحرقا 341735 فداناً حتى 15 يوليو، بحسب تقرير نشرته خدمات «سانتا في ناشونال فوريست سيرفيسيز». وتم احتواء ألسنة اللهب الآن بنسبة 93%.
(كاليفورنيا - بيج سور): أتى الحريق الشتوي النادر، الذي سمي حريق كولورادو، على 1050 فداناً جنوب مونتيري، وإلى الشمال مباشرة من المنطقة التي تعرف باسم بيج سور في كاليفورنيا من 21 إلى 24 يناير الماضي. وتسبب في إجلاء نحو 500 شخص بموجب أوامر إجلاء وتسبب في إغلاق طريق سريع رئيس.
■ كندا
(كولومبيا البريطانية): اندلع حريق يوم 14 يوليو الجاري بالقرب من قرية ليتون في كولومبيا البريطانية، وهو أكبر حريق غابات في الإقليم حتى الآن هذا العام، بحسب خدمة «بي سي لحرائق الغابات».
وفي اليوم التالي لاندلاع الحريق احترق نحو 2000 فدان، وأصدرت السلطات المحلية أوامر إجلاء لملاك عقارات قريبة من الحريق، في حين طلبت من سكان محميات «فيرست نيشن» الرحيل عن المنطقة.
■■ أميركا الجنوبية
■ الأرجنتين
(كوريينتس): اندلعت حرائق كوريينتس في إقليم كوريينتس، بالقرب من حدود باراغواي في السابع من فبراير الماضي، ودمرت نحو مليونين و223948 فداناً من الغابات والمراعي تمثل قرابة 12% من الإقليم.
وشردت النيران أو قتلت حيوانات برية عدة مثل خنزير الماء والذئاب المروضة والتماسيح والغزلان، وأنواع أخرى.
رئيس الوزراء الإسباني: أكثر من 500 وفاة مرتبطة بموجة الحر
أدت موجة الحر التي تضرب إسبانيا منذ 10 أيام إلى وفاة أكثر من 500 شخص، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قبل أيام خلال رحلة إلى أراغون، المنطقة الشمالية من البلاد المتضررة من الحرائق.
وأضاف: «خلال موجة الحر توفي أكثر من 500 شخص بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بحسب الإحصاءات»، في إشارة إلى التقديرات بشأن ازدياد معدلات الوفيات التي نشرها معهد للصحة العامة.
وأفاد بأنه «طلب من السكان توخي الحذر الشديد، وأن حالة الطوارئ المناخية أمر واقع».
واجتاحت إسبانيا موجة حر تؤثر على معظم أجزاء غرب أوروبا، أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى 45 درجة مئوية في بعض المناطق الأسبوع الماضي، وتسببت باندلاع عشرات حرائق الغابات.
وأشار سانشيز إلى البيانات الصادرة عن معهد كارلوس الثالث للصحة الذي يقدر عدد الوفيات المرتبطة بالحر بناء على عدد حالات الوفاة الزائدة لدى مقارنة الأرقام بالمعدلات المسجّلة في الأعوام السابقة.
ولفت المعهد في الأيام الأخيرة إلى أن بياناته عبارة عن تقديرات إحصائية ولا تعد حصيلة رسمية للوفيات.
موجة شديدة الحرارة تؤثر على 100 مليون شخص
شهدت مساحات شاسعة من أراضي الولايات المتحدة الأسبوع الماضي موجة حارة غير مسبوقة، الأمر الذي أدى لرفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في العديد من المناطق، ما دفع خبراء الأرصاد إلى التحذير من مخاطر الجفاف والتعرض لأشعة الشمس.
وقالت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية إن نحو 100 مليون أميركي من مدينة نيويورك شرقاً وحتى لاس فيغاس على الساحل الغربي، شهدوا مؤشرات حرارة خطيرة تزيد على 38 درجة مئوية وكانوا هدفاً لتحذيرات وإرشادات بخصوص الحرارة على مدار اليوم. ونصحت السكان بالبقاء في منازلهم وتجنب الأنشطة الشاقة والحفاظ على رطوبة أجسامهم بتناول كثير من السوائل.
وأوضحت الإدارة أن درجات الحرارة حطمت الأرقام القياسية اليومية في أنحاء تكساس ولويزيانا وأركنسو الأربعاء الماضي.
ويمثل تلوث الهواء خطراً صحياً آخر في أثناء الموجة الحارة، إذ يمكن أن يتضاعف التلوث الناتج عن شبكة الكهرباء عندما تعمل محطات الطاقة بكامل قدرتها خلال فترات الحرارة الشديدة.
وطلبت شركة إركوت، مشغل شبكة الكهرباء في ولاية تكساس، من المنظمين البيئيين بالولاية هذا الأسبوع، استخدام سلطتهم التقديرية عندما تتجاوز محطات الطاقة حدود التلوث.
الحرارة تفسد سياحة الخيول في فيينا
فيما ترزح مناطق واسعة من أوروبا تحت موجة قيظ استثنائية، يبدي سائقو عربات الخيل السياحية التقليدية في فيينا قلقاً على المستقبل، في ظل تصاعد الضغوط من مجموعات الرفق بالحيوان الرافضة لـ«تعذيب» الخيول.
في إسطبل إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال في العاصمة النمساوية، يشرح سائق الخيل ماركو بولاندت طريقة تكيف الحيوانات مع الحر المتزايد وأوقات الاستراحة التي تحصل عليها.
وينادي نشطاء يمينيون بخفض عتبة الحرارة القصوى التي يُسمح بتشغيل الخيول عندها من 35 درجة مئوية حالياً إلى 30، لكنّ سائقي الخيول وأصحاب الشركات التي يعملون فيها يعتبرون أن السير بهذا المطلب قد يقضي على مهنتهم المتوارثة منذ قرون.
وقال بولاندت لوكالة «فرانس برس»: «يمكننا جميعاً العيش مع درجة حرارة 35، لكن النزول إلى مستوى أدنى من ذلك ليس جيداً للخيول، كما سيترتب علينا مناقشة التبعات الاقتصادية لمثل هذا القرار».
وأشار الشاب البالغ 28 عاماً، المتحدر من فيينا، إلى أن الخيول المدربة على جر العربات تحتاج إلى هذا النشاط، فيما يحتاج سائقوها إلى المردود المالي المتأتي من ذلك.
وخلال الأيام الأكثر حرّاً، يتأكد سائقو عربات الخيل من أن حيواناتهم تشرب كميات كافية من المياه، مع اختيار مواقع في الظل خلال فترات بعد الظهر عند انتظار الزبائن.
وأكد بولاندت أن «المناخ يتغير وحرارة الطقس آخذة في الازدياد»، مضيفاً: «بطبيعة الحال الوضع يتغير إذ كان ممنوعاً علينا تشغيل الخيول سبعة أيام سنوياً، أو ثلاثين يوماً في السنة».
ولايزال نحو 300 جواد تجر عربات في أنحاء فيينا، خصوصاً في وسط المدينة ومواقع سياحية أخرى، ما يوفر آلاف فرص العمل، بحسب بولاندت.
وقال سائق الخيل: «أدركت أن أحداً لا يمكنه أن يشرح للناس طريقة عمل الأمور»، متحدثاً عن القواعد المتشددة والكشوف البيطرية الدورية التي يتعين القيام بها للحفاظ على سلامة الخيل.
وتلقى هذا النشاط الاقتصادي ضربة قوية بفعل تدابير الإغلاق منذ بدء جائحة «كوفيد-19» سنة 2020، لكنه بدأ بالتعافي بسرعة هذا العام.
إلا أن الناشطين المدافعين عن حقوق الحيوانات يقولون إن الخيول تعاني بشدة هذا الوضع خصوصاً خلال فترات الحر الشديد.
وقال الناشط في جمعية «أسوسييشن أغاينست أنيمل فاكتوريز» ديفيد فينزل: «هذا العمل يرتبط بوضوح بتعذيب الحيوانات. الخيول تعمل أحياناً تحت الشمس في ظل حرارة تبلغ 34.5 درجة مئوية».
وأضاف: «هي تتعرض للضجيج والدخان والازدحامات المرورية وللإجهاد بطبيعة الحال».
وكان مسؤولون في بلدية فيينا يعتزمون في يونيو الفائت تشديد التشريعات المعمول بها في هذا الإطار، لكنهم قرروا في نهاية المطاف تأجيل العمل بتخفيض الحرارة القصوى التي يُسمح بتشغيل الخيول عندها، بانتظار إجراء دراسة العام المقبل.
لذا يمكن أن تستمر عربات الخيول السياحية بالعمل إلا في حال تخطت الحرارة 35 درجة مئوية.
نحو 100 مليون أميركي من مدينة نيويورك شرقاً وحتى لاس فيغاس على الساحل الغربي، شهدوا مؤشرات حرارة خطيرة تزيد على 38 درجة مئوية، وكانوا هدفاً لتحذيرات وإرشادات بخصوص الحرارة على مدار اليوم. ونُصح السكان بالبقاء في منازلهم وتجنب الأنشطة الشاقة والحفاظ على رطوبة أجسامهم.
أرغمت الحرائق 1100 شخص على الفرار من 15 قرية في العرائش المغربية، في حين تم إجلاء 645 من السكان من تازة وتطوان، بحسب وسائل إعلام.
في النصف الأول من عام 2022 التهمت حرائق الغابات مساحات شاسعة من الزراعات وأتت على بلدات ومنازل. ومن المرجح أن يزيد عددها، في حين يشهد العالم المزيد من موجات الحر وفترات جفاف تحطم الأرقام القياسية.