مبعوث آسيان: حل أزمة ميانمار يستعصي حتى على «سوبرمان» نفسه
أقر مبعوث إقليمي مكلف بالتوصل لاتفاق سلام بشأن النزاع في ميانمار، بأن «سوبرمان نفسه لا يمكنه حل الأزمة»، وذلك في ختام أسبوع من اجتماعات خارجية لم تفضِ إلى تقدم يذكر. وتشهد ميانمار نزاعاً داخلياً حاداً في أعقب الانقلاب العسكري في فبراير 2021. ووفق تقديرات منظمة محلية، قتل أكثر من 2100 شخص في حملة قمع يشنّها المجلس العسكري ضد معارضيه. وقادت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) جهوداً لوقف النزاع، ظلت غير مثمرة إلى الآن. وأقرت المجموعة المؤلفة من 10 دول في بيان مشترك الجمعة، بالفشل في تحقيق تقدم بشأن خطة طارئة لحل الأزمة من خمس نقاط.
وقلّل المبعوث الخاص لآسيان وزير الخارجية الكمبودي براك سوكون الذي زار بورما مرتين منذ الانقلاب، من احتمال تحقيق تقدم في المدى القريب. وقال للصحافيين في بنوم بنه «أنا مجرد مبعوث خاص، لست سوبرمان (الرجل الخارق)»، مضيفاً «أعتقد أن سوبرمان نفسه لا يمكنه حل أزمة ميانمار».
ولا تخفي دول آسيان امتعاضها من القادة العسكريين في ميانمار على خلفية ضربهم بخطة السلام عرض الحائط، خصوصاً بعد إعدامهم الشهر الماضي أربعة سجناء بينهم اثنان من رموز الدفاع عن الديمقراطية. والخطة التي تم إقرارها في أبريل العام الماضي، تدعو إلى إنهاء فوري للعنف وحوار بين العسكر وخصومهم المناهضين للانقلاب.
وشدد سوكون على أنه «لا يمكن حل المسائل في اجتماع واحد أو اجتماعين أو أعوام طويلة من الاجتماعات». وأضاف أن «المفاوضات تتطلب أعواماً، كما هو الحال في ميانمار. بعد زيارتين للمبعوث الخاص، زيارتين فقط، يبدأ صبر البعض بالنفاد ويريدون نتائج».
وألمح وزير الخارجية الكمبودي إلى إمكان زيارته ميانمار للمرة الثالثة في سبتمبر، إلا أن ذلك يبقى رهن التقدم بشأن خطة النقاط الخمس. وحذّر من أن تتم إعادة النظر بهذه الزيارة في حال أقدم المجلس العسكري على تنفيذ إعدامات إضافية. وكان بيان دول آسيان الجمعة حضّ قادة المجلس العسكري على اتخاذ خطوات ملموسة قبل قمة الرابطة المقررة في نوفمبر المقبل. وأكد البيان ضرورة تمكن المبعوث من لقاء «كل الأطراف المعنية»، في إشارة لمنع المجلس العسكري لقاءه بالحاكمة المدنية الفعلية أونغ سان سو تشي التي أطاح بها الانقلاب. وكانت ماليزيا التي تقود الدعوات لخطوات أكثر صرامة، ألمحت الأسبوع الجاري لاحتمال تعليق عضوية ميانمار في رابطة آسيان في حال لم يلمس الأعضاء الآخرون تقدماً قبل قمتهم المقبلة.