سجلت آثاراً صحية حتى عند المستويات المنخفضة
باحث أميركي: دخان حرائق الغابات سيّئ مثل المصادر الأخرى
يحذّر العلماء من أن السياسات الصحية الحالية لا تحمي الناس بشكل فعّال من مخاطر استنشاق الدخان. وتحدثت «الغارديان» إلى الباحث في مختبر التغير البيئي بجامعة ستانفورد، سام هيفت نيل، وهو أحد مؤلفي دراسة جديدة في هذا الصدد. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار:
■ ما أكثر النتائج إثارة في الدراسة؟
■■ إحداها هي أنه حتى لو نظرت إلى العائلات ذات الدخل المرتفع، حول منطقة خليج سان فرانسيسكو، فإن جودة الهواء الداخلي فيها رديئة حقاً، أثناء حرائق الغابات. لقد فاجأني ذلك، لأني كنت أعتقد أن الأثرياء الذين يهتمون بجودة الهواء كانوا قادرين على حماية أنفسهم بشكل فعّال. ولا يبدو أن هذا هو الحال. وهذا مثير للقلق، لأننا نتوقع أن تكون العديد من المجموعات أقل قدرة على حماية نفسها.
■ ما تأثير الدراسة على واضعي السياسات؟
■■ يختلف تلوث حرائق الغابات اختلافاً جوهرياً عن أنواع التلوث الأخرى. وعندما يكون هناك تلوث من وسائل النقل، فمن السهل نسبياً محاولة تقليل مصدر التلوث من خلال تنظيم انبعاثات المركبات، وفرض ضرائب على البنزين، أو أي شيء يريد صانعو السياسات القيام به. ولكن من الصعب فعل ذلك مع حرائق الغابات.
■ ما التدابير التي يمكن اتخاذها لمساعدة الفئات السكانية الضعيفة؟
■■ سيكون الإجراء الأكثر فاعلية هو توفير أجهزة تنقية الهواء للأسر الضعيفة. وربما يعني ذلك العائلات ذات الدخل المنخفض. وقد يعني بالتأكيد الأشخاص الذين يعانون الربو أو غيره من مشكلات الجهاز التنفسي التي ستتفاقم.
وفي كاليفورنيا، يوجد في منطقة «باي أير»، على سبيل المثال، برنامج لإعارة أجهزة تنقية الهواء أثناء حرائق الغابات السيئة. إنها مجرد سياسة مكلفة حقاً، ويصعب تنفيذها على نطاق واسع. ولكن الجهود جارية لمحاولة توسيعها، لأنه إذا كنت قادراً على إبقاء النوافذ والأبواب مغلقة والبقاء في المنزل وتشغيل جهاز تنقية الهواء، فإن ذلك يبدو أنه أفضل طريقة لحماية نفسك.
■ ما الأبحاث الأخرى التي تجري في العالم، إذ إننا جميعاً ننظر إلى الأخبار ونرى الحرائق وموجات الحر في جميع أنحاء أوروبا؟
■■ هناك العديد من النقاط الرئيسة من العمل الأخير. إحداها أنه لا توجد مستويات آمنة من التلوث. وقد سُجلت آثار صحية حتى عند المستويات المنخفضة حقاً. لذلك، ليس هناك مستوى آمن من التعرض. والنقطة الرئيسة الثانية هي أن الناس افترضوا في البداية أن التلوث الناجم عن دخان حرائق الغابات قد يكون أقل ضرراً من التلوث من مصادر أخرى. ولا يبدو أن هذا هو الحال. يبدو أن دخان حرائق الغابات سيئ مثل التلوث من مصادر أخرى.
■ ما العمل الآن؟
■■ أحد الأسئلة الحقيقية التي لم تتم الإجابة عنها هو محاولة فهم ما وراء الاختلافات في جودة الهواء الداخلي. وحتى المنازل المجاورة، يمكن أن يكون لها جودة هواء داخلية مختلفة تماماً. وهذا صحيح حتى بمجرد حساب السنة التي تم فيها بناء منازل الناس، سواء كان لديهم مكيف هواء أم لا، وكل هذه الأشياء الأخرى.
ونحن مهتمون بمراقبة الأسر ذات الدخل المنخفض؛ ونريد معرفة المزيد عن العائلات التي لا تمتلك بالضرورة الموارد اللازمة لشراء أجهزة مراقبة جودة الهواء الخاصة بها.
■ من الذي يقيس تأثيرات التلوث العالمي؟
■■ إنها حقاً وسيلة بحث جديدة وواعدة تقدمت بسرعة. وقد طرحت وكالة الفضاء الأوروبية قمراً اصطناعياً جديداً قبل ثلاث أو أربع سنوات، يحتوي على أجهزة استشعار مصممة خصيصاً لمراقبة التلوث. وقد أعطانا هذا حقاً رؤية جديدة حول أنماط التلوث العالمية، لأنه يمكنك رؤية التلوث كل يوم في كل مكان في العالم.
عندما يكون هناك تلوث من وسائل النقل، فمن السهل نسبياً محاولة تقليل مصدر التلوث من خلال تنظيم انبعاثات المركبات، ولكن من الصعب فعل ذلك مع حرائق الغابات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news