أسرار جديدة عن سمير الإسكندراني في ذكرى رحيله
متجر أثاث في ميدان التحرير يكشف شبكة جاسوسية في الخمسينات
كشفت حلقة جديدة من مشروع «أرواح في المدينة» التابع لصندوق التنمية الثقافية بمصر، عن أسرار جديدة في حياة المطرب الراحل سمير الإسكندراني، حيث تسببت مسامرة بين والده تاجر الأثاث فؤاد الإسكندراني وعميل تجاري في الكشف عن شبكة تجسس إسرائيلية بعد حرب 1956، وتمخض ذلك في ما بعد عن لقائه بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ليستوضح منه المزيد من المعلومات بهذا الشأن. وتأتي إذاعة الحلقة مواكبة لذكرى رحيل سمير الاسكندراني الثانية عن عمر ناهز الـ82 عاماً.
وكشفت الحلقة التي قدمها الإعلامي محمود التميمي في مسرح الهناجر، أن السبب الرئيس في اكتشاف شبكة التجسس هو «حديث عابر تم بين والد سمير، التاجر فؤاد الإسكندراني، في محله بميدان التحرير، وأحد المشترين، حيث كان الاسكندراني الأب يحرص على إثبات كل المعلومات الخاصة بالمشتري على فاتورة البيع، بما في ذلك عنوانه ومهنته، واكتشف عندما كتب فاتورة لأحد العملاء أن العميل مسؤول في جهة سيادية أمنية، فما كان منه إلا أن أخبره بأن ابنه الشاب العائد من أوروبا قد تعرض لمحاولة تجنيد أجنبية هناك، وأنه يرغب في أن يقابل أحد المسؤولين الكبار ليبلغه بمعلومات خطيرة».
وتابع أن «سمير الإسكندراني حاول قبل ذلك الوصول إلى الجهات المسؤولة لإبلاغها بذلك، لكن لأسباب غير معروفة، كان لقاء متجر الأثاث هو السبب المباشر في تفجر القضية التي أخذت من الإعلام اهتماماً واسعاً وقتها».
الجدير بالذكر أن قضية التجسس التي عرفت باسم «شبكة الحبر الأبيض» وقعت لدى سفر الإسكندراني إلى روما عام 1958، وتعرفه إلى شخص يدعى سليم، اتضح لاحقاً ان اسمه الحقيقي جوناثان سميث، ونجحت الأجهزة الأمنية المصرية وقتها في إقناع الإسكندراني بمجاراة الشبكة حتى تم الإيقاع بكل أفرادها.
على صعيد موازٍ، كشفت «أرواح في المدينة»، أن متجر الأثاث الذي كانت تمتلكه عائلة المطرب الراحل قد لعب دوراً كبيراً في صعوده وشهرته.
وروى معد الحلقة واقعة طريفة بهذا الشأن، حيث أرسل أحد القراء رسالة الى باب «بريد القراء» الذي كان يشرف عليه الصحافي والأديب الراحل صالح جودت، يسأل فيها عن «المكان الذي يستطيع فيه الحصول على أسطوانة الإسكندراني»، فيرد عليه جودت بأن «عليه أن يتوجه الى محل الأثاث الكائن بـ5 شارع التحرير في القاهرة، ويطلب الأسطوانة من صاحب المحل فؤاد الإسكندراني، والد المطرب سمير الإسكندراني»، ويعلق المعد بأن «هذه هي أغرب طريقة للرد على سؤال من هذا النوع».
وكشفت الحلقة أيضاً تفاصيل جديدة عن علاقة سمير الإسكندراني بالسياسة، حيث وثقت ترشحه في دورة للانتخابات البرلمانية.
الطريف أيضاً أن سمير الإسكندراني خاض الانتخابات ببرنامج مشترك مع والده حمل صورتيهما معاً، وقد تضمنت الحلقة نسخة من هذا البرنامج الموجه لأهالي دائرة عابدين، وقد حملت عباراته روح الخمسينات الحماسية، حيث قال مخاطباً الجمهور «إن معركتكم هذه (يقصد المعركة الانتخابية) من أجل تحقيق أمانيكم، فمن أجل عزتكم وكرامتكم يتقدم منكم جنديان بشرف الجهاد من أجلكم».
سمير الإسكندراني ولد في 8 فبراير 1938، وتوفي في 13 أغسطس 2020 بحي الغورية بالقاهرة، درس بكلية الفنون الجميلة، وأتقن خمس لغات أجنبية، واشتهر بعلاقته بالفن والادب والثقافة، وغنى بالعربية والإنجليزية والايطالية، وارتبط بعلاقات واسعة مع كبار الشعراء والملحنين مثل زكريا أحمد وبيرم التونسي وأحمد رامي، واعتبرته الكاتبة فاطمة ناعوت «والدها الروحي»، ودعت الى تكريمه بوسام وطني، وإطلاق اسمه على أحد شوارع القاهرة، وأحد مدرجات كلية الفنون الجميلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news