تجدد النقاش في ذكرى رحيل سعد زغلول حول نقل ضريحه
جدد الاحتفاء بذكرى رحيل الزعيم المصري سعد زغلول في أغسطس 1927، استدعاء ذكريات المعركة الشرسة التي واكبت قصة دفن زغلول، واستمرت لأكثر من 10 سنوات في صدارة جدل الحياة السياسية المصرية، والتفاصيل الخاصة بالخلافات حول مكان الضريح ونقله، والجدل الذي رافق فكرة إقامة تمثالين لسعد زغلول في سابقة فريدة بشأن الاحتفاء بزعيم تاريخي في مصر، تشبث بها مناصروه وعارضها بشدة خصومه، بحسب متابعين وباحثين تاريخيين.
وقال الصحافي والسياسي حمادة فؤاد إن «جمهورية مصر العربية اليوم زاخرة بعدد لا يبارى من الشوارع والميادين التي تحمل اسم سعد زغلول وهو أمر لم ينله آخر باستثناء عبدالناصر، رغم بعد المسافة التاريخية التي تقترب من قرن، بسبب عمق رسوخ ثورة 1919 وذكريات التحرر من الاستعمار الإنجليزي، ومن أبرز هذه الأماكن التي تحمل اسم سعد زغلول تلك التي في مناطق السيدة زينب والهرم بالقاهرة ومدينة دسوق بالدلتا بالإضافة إلى الإسكندرية التي تضم أبرز تمثال له بمحطة الرمل التي توجد بصمات لسيرته في العديد من أماكنها».
وتابع فؤاد أن «سعد زغلول ظل معاصراً في أحداث مصر السياسية التي تعيشها ولو بصورة رمزية، وأبرز علامات ذلك حضوره في أحداث احتجاجات 25 يناير 2011 حيث كانت الوقفات التي أحياها الشباب بالشموع على ضريحه في الرابع من يناير 2011 مقدمة لاندلاع الثورة في 25 يناير».
وأضاف فؤاد «إن قصة ضريح سعد ونقله وإقامته في مكانه الحالي، في شارع الفلكي قرب القصر العيني، هي قصة نضال استمر 10 سنوات، عكَس الصراع بين قادة ثورة 1919 من جهة والسراي والإنجليز وأحزاب الأقليات من جهة أخرى، حيث حاول الأخيران عرقلة إقامة الضريح أو التقليل من شأنه لإضعاف الحركة الوطنية والشعبية المصرية».
وتابع «لقد قررت السلطات في البداية دفن رفات سعد زغلول في مقابر الإمام الشافعي في أطراف القاهرة ريثما يتم تجهيز الضريح، ثم تقرر لاحقاً نقل الرفات إلى الضريح الذي أقامة الوفد بجانب منزله وإقامة تمثالين له، فاعترضت السراي بوصف ذلك يمثل تجاوزاً لحجم تكريم محمد علي باشا وإبراهيم باشا، وتضامن مع السراي من خلف الكواليس الاحتلال، ثم تجدد النقاش ثانية عام 1931 لكن بصيغة أخرى حيث حاول إسماعيل صدقي تحويل ضريح سعد إلى ضريح لكل الزعماء الوطنيين بحيث لا يكون مقصوراً على رفاته، فرفضت أم المصريين صفية زغلول ذلك، ثم تمكن الوفديون بعد وصولهم للحكم مجدداً عام 1936 من إصدار القانون رقم 53 لسنة 1936 بإنشاء الضريح، وانجزوا ذلك في احتفالية شعبية مهيبة في 19 يونيو 1936 حضرها قادة الوفد التاريخيون مثل مصطفى النحاس ومحمود فهمي النقراشي ورئيسا مجلس الشيوخ ومجلس النواب وقتها، وحمل الرفات على عربة عسكرية تجرها ثمانية خيول انطلقت من الإمام الشافعي إلى وسط القاهرة، وبلغ الخوف من حدوث مفاجأة تمنع من نقل الرفات أن زار مصطفى النحاس الضريح بنفسه قبيل ليلة الاحتفالية ليتأكد أن كل شيء على ما يرام، لتخرج المصور يومها بمانشيت شهير وهو (سعد يعود إلى ضريحه منتصراً)، وقد ظلت زيارة الضريح رمزاً سياسياً بعد ذلك تؤشر لتطور سياسي في البلاد مثل زيارة النحاس له بعد 23 يوليو أثناء خلافه مع قادة يوليو 1952، وتوجه الشباب له قبل وأثناء 25 يناير 2011». نقل ضريح سعد إلى مكانه الحالي بشارع الفلكي قرب القصر العيني، يعد قصة نضال استمر 10 سنوات، عكَس الصراع بين قادة ثورة 1919 من جهة والسراي والإنجليز وأحزاب الأقليات من جهة أخرى، وحاول الأخيران عرقلة إقامة الضريح أو التقليل من شأنه لإضعاف الحركة الوطنية والشعبية. السلطات قديماً قررت في البداية دفن رفات زغلول في مقابر الإمام الشافعي في أطراف القاهرة ريثما يتم تجهيز الضريح، ثم تقرر لاحقاً نقله إلى الضريح الذي أقامه الوفد بجانب منزله وإقامة تمثالين له، فاعترضت السراي بوصف ذلك يمثل تجاوزاً لحجم تكريم محمد علي باشا وإبراهيم باشا.