خبيرة ألمانية: الصين وروسيا تحاولان إيجاد نموذج استراتيجي من الشراكة

قالت رئيسة قسم الاستراتيجية والأمن في آسيا والمحيط الهادي بمعهد السياسة والأمن في جامعة كيل الألمانية، الدكتورة سارة سكرشبيرغر، في مقابلة مع صحيفة «ذي دبلومات»، إن روسيا والصين تمتلكان في العديد من مجالات تعاونهما أهدافاً متوافقة.. وفي ما يلي مقاطع من هذه المقابلة:

■ هي يمكنك أن تصفي لنا باختصار المفاهيم المتغيرة في التعاون بين روسيا والصين؟

■■ حتى قبل سنوات قليلة كان المحللون الغربيون يميلون إلى التقليل من احتمالات أن تشكل روسيا والصين نموذجاً استراتيجياً حقيقياً من الشراكة، وبدأ هذا التصور في التغير قبل جائحة «كورونا» بوقت قصير، عندما عززت الصين وروسيا تعاونهما العسكري على نحو ملحوظ، وأدت تصرفات البلدين خلال الجائحة إلى جعل التعاون بينهما يبدو ملحوظاً على نحو متزايد.

■ هل لكِ أن تشرحي لنا الأبعاد العسكرية والاقتصادية والتنظيمية للعلاقات الروسية الصينية؟

■■ في العديد من مجالات تعاونهما، تمتلك الصين وروسيا أهدافاً متوافقة، وتصورات متشابهة للتهديدات والمصالح، وأحد هذه المجالات هو الأمن العسكري، حيث تتشارك الدولتان حدوداً برية طويلة جداً، الأمر الذي يشجع على إقامة تفاهم بين الدولتين الجارتين يخفف من العبء العسكري اللازم من أجل حماية كل هذه الحدود، ويتم نشر الجنود العاملين في حراسة هذه الحدود إلى أماكن أخرى.

وأما في مجال التعاون الاقتصادي، فتبدو قدرات الدولتين وحاجاتهما متوافقة على الرغم من أنهما غير متماثلتين عندما يتعلق الأمر بالقوة الاقتصادية، حيث تتفوق الصين بشدة لأن الصين تعتبر الآن أضخم سوق في العالم، وتستطيع توفير الكثير من رؤوس الأموال من أجل المشاريع الاستثمارية الروسية، خصوصاً التي انسحب منها المستثمرون الغربيون.

وهناك أيضاً بُعد منهجي للتعاون بين الروس والصينيين استناداً إلى المصالح المشتركة، وترفض الدولتان التدخلات الغربية وتعتبرها إمبريالية، ومن هذا المنطلق تقف الدولتان متحدتين في مواجهة الغرب.

■ ما هو تحليلك لـ«العامل الأوكراني» في التعاون التقني الروسي الصيني؟

■■ قبل عام 2014 كانت روسيا وأوكرانيا في حالة تعايش في صناعة الأسلحة، وقد ورثت الدولتان أجزاء من مجمعات صناعة الأسلحة السوفييتية، وكانت الصين زبوناً مهماً لشراء الأسلحة من كلتا الدولتين، والمثير للاهتمام أن أوكرانيا كانت مستعدة لتزويد الصين بالقطع التقنية المهمة التي كانت روسيا تتردد في تقديمها لبكين،

ولكن بعد عام 2014، وعندما أصبحت أوكرانيا قريبة جداً من الغرب، وتوقفت علاقتها مع روسيا في ما يتعلق بصناعة الأسلحة، استفادت الصين من ناحيتين، فنظراً إلى أن روسيا أصبحت الآن تحت العقوبات، أصبحت تقبل تقديم أسلحتها المتطورة جداً من الناحية التقنية إلى الصين. ومن الناحية الثانية أصبحت أوكرانيا بعد عام 2014 متعطشة جداً للدعم الدولي في صراعها مع روسيا، الأمر الذي جعل الصين شريكاً جذاباً وقادراً على الاستثمار في صناعة السلاح المفلسة في أوكرانيا.

■ ما هو تأثير السياسة المحلية على العلاقات الصينية الروسية؟

■■ تاريخياً كان هناك تحاملات وصور نمطية سلبية بين الدولتين نتيجة تاريخ حافل بالصراع والخيانات، ومع ذلك تفيد دراسة أجراها الأستاذ المتخصص في العلاقات بين الصين وروسيا مارسين كازمارسكي، من جامعة غلاسكو البريطانية، بأن المجموعات المؤثرة في روسيا والمقربة من الكرملين طورت رؤية إيجابية للتقرب من الصين، ومن المهم رؤية تأثير حرب أوكرانيا على تغير رؤية روسيا بالنسبة للصين. قد يؤدي فشل الحملة العسكرية في تحقيق أهدافها حتى الآن، وسوء التقدير الاستراتيجي للكرملين؛ إلى تقليص مكانة روسيا كشريك قيم في نظر الصينيين إلى حدٍّ ما.

• الصين كانت زبوناً مهماً لشراء الأسلحة من روسيا وأوكرانيا، والمثير للاهتمام أن أوكرانيا كانت مستعدة لتزويد الصين بالقطع التقنية المهمة التي كانت روسيا تتردد في تقديمها لبكين.

الأكثر مشاركة