«مارشال إنجلترا».. الدوق الذي أمضى 20 عاماً في التخطيط لجنازة الملكة إليزابيث
كانت ممرات مجلس اللوردات الطويلة هادئة بشكل غير معتاد، هذا الأسبوع. ومع تأجيل جلسات البرلمان البريطاني إلى ما بعد جنازة الملكة إليزابيث الثانية، وعمل معظم الموظفين من المنزل، بدا المبنى هادئاً. والحقيقة أن الترتيبات الخاصة بهذا الحدث المهم، قد بدأت منذ فترة طويلة. ودوق نورفولك الثامن عشر، إدوارد فيتزالان هوارد، الذي يلقب أيضاً بـ«مارشال إنجلترا»، هو الرجل المسؤول عن تنظيم تشييع الملكة وفعاليات الجنازة. وقد شغل أجداده المنصب وتولوا هذا النوع من المهام، بشكل مستمر منذ عام 1672، وسيكون تتويج الملك المقبل مسؤوليته، أيضاً.
ويتولى المارشال، أيضاً، الإشراف على تدريبات افتتاح البرلمان، وهي مسؤوليته الأكثر اعتيادية. وفي عام 2002، وخوفاً من أن الأمر قد لا يكون بهذه البساطة، بدأ المارشال التخطيط لهذا الأسبوع، في 2022. وكانت هناك اجتماعات سنوية في غرفة العرش بقصر باكنغهام، والتي بدأت بـ20 شخصاً. وبحلول أبريل من هذا العام وصل العدد إلى 280. وتلقى المنظمون لجنازة الملكة الكثير من المساعدة من موظفي قصر باكنغهام. وعلى مدى السنوات الـ10 الأولى، عمل المارشال عن كثب مع المقدم أنتوني ماثر، وهو عضو قديم في الأسرة المالكة، والذي قاد الحفل في جنازة رئيس الوزراء السابق، ونستون تشرشل، وكانت تلك هي آخر مرة نظمت فيها جنازة رسمية.
وبالنسبة إلى دوق نورفولك، كانت نقطة البداية الواضحة هي إلقاء نظرة على جنازة جورج السادس، والد الملكة إليزابيث الثانية، ولكن ذلك كان قبل 70 عاماً. وقد كان دائماً مدركاً تماماً أن الاحتفالات يجب أن «تتماشى مع الزمن». لهذا السبب، ولأول مرة منذ 200 عام، ستكون الجنازة الرسمية في «وستمنستر أبي»، حيث يمكن استيعاب 2000 شخص في الدير، وكنيسة «شانت جورج» في وندسور، ما يسمح بحضور 800 آخرين.
وكان التغيير الآخر هو التخطيط ليوم إضافي، «هذا هو الحد الأقصى للوقت الذي يمكنني إدارته ضمن الجدول الزمني. يجب أن يسمح لـ85 ألف شخص بإلقاء نظرة على النعش»، يقول الدوق.
وفي غضون ذلك، أعرب البعض عن خيبة أملهم لأن رحلة الملكة، من إدنبرة إلى لندن، لم تكن بالقطار، ما سيسمح للناس بتوديعها في المحطات وعلى طول خط السكك الحديدية. ولكن المارشال يؤكد أنه «في النهاية، جعلت المخاوف الأمنية الأمر مستحيلاً. وإذا توقف القطار لأي سبب لم تكن هناك خطة طوارئ موثوقة».
وحدث كل شيء كما كان مخططاً، فقد نُقل نعش الملكة بين الأماكن المختلفة، بلا مشكلات، «لقد كان مؤثراً بشكل لا يصدق أن أكون في وستمنستر في مثل هذه المناسبة التاريخية». ومع تحقيق الجزء الأول، ستتحول أفكار الدوق إلى جنازة يوم الإثنين، واستكمال التدريبات لإتمامها بنجاح. ويتعين على هاورد أن يصل إلى وندسور قبل النعش، «سأذهب من خلال الطريق السريع لأتجاوزه. كل شيء يجب أن يعمل بشكل جيد».
وبحلول نهاية يوم الإثنين، لاشك أن الدوق سيتنفس الصعداء، ولكن هل يمكن أن يسمح لنفسه أيضاً بالشعور بالفخر بنجاح مهمة تم التخطيط لها لـ20 عاماً؟ ومع ذلك، لن يحصل على أجر مقابل أداء مهمته، «أنا مصمم على ألّا أتقاضى بنساً واحداً من الدولة مقابل عملي كمارشال».
منصب تقليدي
يتولى دوق نورفولك مسؤولية ترتيب افتتاح جلسات البرلمان، فضلاً عن تنظيم الجنازات الرسمية للملوك، ومراسم تنصيب الملوك الجدد وتتويجهم. ويشغل هذا المنصب تقليدياً أعلى دوق في إنجلترا، وهو المارشال الحالي، دوق نورفولك الثامن عشر، إدوارد فيتزالان هوارد، 65 عاماً، الذي ورث اللقب عندما توفي والده في عام 2002. وكجزء من واجباته، لعب الدوق دوراً رئيساً في إعلان تشارلز الثالث ملكاً للمملكة المتحدة، إذ كان يقف على الشرفة المطلة على محكمة «فريري»، في قصر سانت جيمس، حيث تمت قراءة الإعلان الرئيس بصوت عالٍ.
أعرب البعض عن خيبة أملهم لأن رحلة نعش الملكة، من إدنبرة إلى لندن، لم تكن بالقطار، ما سيسمح للناس بتوديعها في المحطات وعلى طول خط السكك الحديدية.