الإعصار فيونا يهدّد جُزر توركس وكايكوس
بات الإعصار «فيونا»، وهو أول إعصار كبير في الموسم الحالي، يهدد أمس جزر توركس وكايكوس بعدما أودى بحياة خمسة أشخاص وتسبب بفيضانات وانقطاعات في التيار الكهربائي في منطقة الكاريبي.
ودعت سلطات هذه الجزر، وهي مقاطعة بريطانية، من وراء البحار، كل السكان إلى ملازمة منازلهم فيما تضرب رياح عاتية مصحوبة بأمطار غزيرة قد يصل مستواها إلى 20 سنتيمتراً في بعض المناطق.
وحذّر المركز الوطني للأعاصير ومقره في ميامي في الولايات المتحدة من احتمال حصول فيضانات أنهر مباغتة، مشيراً إلى أن هذه الظواهر الخطرة تستمر بتهديد جمهورية الدومينيكان أيضاً.
ومع رياح تصل سرعتها إلى 185 كيلومتراً في الساعة أحياناً، صنف فيونا في الفئة الثالثة على مقياس سافير - سمبسون ما يجعله «الإعصار الكبير الأول في موسم 2022 للأعاصير في المحيط الأطلسي»، بحسب المركز الوطني للأعاصير. وتفيد التوقعات بأن الإعصار قد يزداد قوة.
وتسبب الإعصار بمقتل شخص في غوادولوب بعدما جرف فيضان نهر منزله، وقضى شخصان في جمهورية الدومينيكان واثنان آخران في بورتوريكو.
وقال حاكم بورتوريكو بيدرو بيرلويزي إن الإعصار خلّف «أضراراً كارثية» في هذه المنطقة التابعة للسيادة الأميركية.
وأوضح المركز الوطني للأعاصير أن فيضانات مباغتة قد تحصل رغم أن الأعصار بدأ يبتعد عن بورتوريكو.
وقد أعلنت حالة الطوارئ في بورتوريكو فيما أبدى الحاكم أول من أمس نيته الطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن إعلان المنطقة منكوبة.
في جمهورية الدومينيكان، تتواصل الأمطار والفيضانات «في أماكن معينة» وفق المركز نفسه.
وقد غمرت المياه طرقا عدة أو أن أشجاراً وأعمدة كهرباء سقطت عليها، ما أدى إلى تعطل حركة السير في محيط منتجع بونتا كانا في شرق البلاد حيث انقطع التيار الكهربائي على ما أفاد صحافيون من وكالة «فرانس برس».
وأشارت السلطات أول من امس إلى أن الأحوال الجوية أدت إلى تشريد أكثر من 10 آلاف شخص، وحُرم 400 ألف شخص من التيار الكهربائي و1.2 مليون نسمة من المياه.
في بورتوريكو، تسبب الإعصار فيونا بانزلاقات تربة وبسقوط أشجار وأعمدة كهرباء وإغلاق طرق وتدمير جسر.
وروى فريدي موراليس (40 عاماً) الذي اضطر لمغادرة منزله لوكالة «فرانس برس»، أن «الأمر كان قوياً وفظيعاً. أردت إخراج الفرش إلا أن المياه غمرتني فعجزت عن ذلك. لقد تضرر كل شيء تقريباً». وينتشر في الشوارع أثاث منازل وفرش ومقتنيات شخصية أخرى.
وقال خورخي سينترون (57 عاماً)، المقيم على الساحل الجنوبي الغربي: «لقد كانت تجربة رهيبة». وأكد أن الرياح التي صاحبت فيونا «أقوى بكثير من تلك التي رافقت ماريا»، الإعصار الذي دمر الجزيرة في 2017.
ولحقت أضرار هائلة بالقطاع الزراعي في بورتوريكو على ما أكد رئيس جمعية المزارعين، هيكتور كورديرو، الذي أشار في اتصال إذاعي اول من أمس إلى أن محاصيل الموز والخضر والبن تضررت كثيراً. وأوضح أن الفيضانات والأمطار «قضت على الزراعة عموماً».
وقد حرمت كل مناطق بورتوريكو البالغ عدد سكانها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة من التيار الكهربائي مع اقتراب الإعصار.
وعادت الكهرباء لنحو 300 ألف شخص فقط هم من زبائن شركة لوما للكهرباء، لكن الحاكم قال خلال مؤتمر صحافي إنه يتوقع أن يعود التيار إلى «جزء كبير من الجزيرة» أمس.
ولايزال نحو 700 ألف شخص من دون مياه عذبة بحسب السلطات.
الأحوال الجوية أدت إلى تشريد أكثر من 10 آلاف شخص، وحُرم 400 ألف شخص من التيار الكهربائي، و1.2 مليون نسمة من المياه.