انزعاج مصري لخطأ ترجمة صيني وصف عرائس المولد بالأصنام
أثار خطأ ترجمة صيني في تقرير لإحدى القنوات عن صناعة حلوى عرائس المولد النبوي الشريف في مصر، والتي وصفها التقرير بـ«الأصنام»، حالة من الدهشة والغضب في الشارع المصري، وانتقل الاستياء إلى شبكات التواصل التي شهدت هجوماً وسخرية من الخطأ القاتل، وطالبت إدارة القناة بمزيد من التدقيق، ما اضطر التلفزيون إلى حذفه تراجعاً عن الخطأ.
وكانت قناة «سي جي تي إن» الصينية قد أجرت تحقيقاً مصوراً عن صناعة حلوى المولد في منطقة «باب البحر» في القاهرة، وتاريخ الصناعة، وأشكال العرائس، ووصف مراقبون التقرير بالجيد، لكن فروق الثقافات تسببت في «خطأ قاتل»، بحسب توصيفات إعلامية، حيث وصفت العرائس والحلويات بـ«الأصنام»، فخرج التقرير على صفحة القناة على شبكة التواصل بعنوان «عمال مصريون يصنعون الأصنام ترحيباً بالمولد النبوي».
وتشتهر منطقة «باب البحر» التي غطاها التقرير بأنها قلعة صناعة الحلويات المصرية، التي يعود تاريخها إلى العصر الفاطمي، وتمتد حدود المنطقة من ميدان باب الشعرية بقلب العاصمة المصرية، حتى شارع كلوت بك قرب محطة سكك حديد مصر، التي تنطلق منها القطارات إلى مختلف المدن المصرية، وقد سميت كذلك، لأنها كانت تضم أحد بابين صنعا في سور لحماية القاهرة في العصر الأيوبي، وقد شيده قراقوش وزير صلاح الدين عام 1147، وكان هذا الباب يطل على النيل الذي كان يسمى تجاوزاً بالبحر، بحسب باحثين ومؤرخين، واشتهر الحي بصناعة وعرض كل أنواع الحلويات بدءاً من حلويات رمضان وكعك العيد، وخامات الحلويات، والمكسرات والشوكولاتة الخام، وحتى حلويات المولد النبوي بأشكالها المختلفة، والتي من أشهرها حلوى «لبن العصفور»، وعرضت القناة صوراً لعمال أثناء صنعهم للحلوى في المراحل المختلفة.
الجدير بالذكر أن القناة الصينية، التي خرجت للوجود عام 2009 بوصفها الأولى من نوعها في بث الأخبار والدراما الصينية بالعربية، يتابعها 15 مليون مشاهد عربي في العالم منهم ثلاثة ملايين مصري، بحسب أرقام 2019، طبقا لإفادة مسهبة قدمها كبير مقدمي القناة أو شيا لان، في ورشة الإعلاميين العرب التي نظمها معهد الأبحاث والدراسات التابع للتلفزيون الصيني.