عدد متزايد من المسنّين الأميركيين يعيشون بمفردهم في منازلهم

تمتمت آيسي هوفلاندر، في ارتباك، بسبب الغثيان وعدم قدرتها على مغادرة الحمام. وحاول زوجها الضغط بقطعة قماش مبللة على رقبتها، وكانت يداه الضعيفتان ترتجفان بسبب مرض باركنسون. «ماذا يحدث؟ ماذا يحدث هنا؟» قالت آيسي.

وتغيرت أدوارهم بشكل غير متوقع، ففي عمر 85 عاماً، أصبحت آيسي هي التي تقوم بالرعاية الصحية، وتقدم الرعاية المنظمة والحيوية لزوجها، توم، 88 عاماً. ولكن عندما أدى يوم شاق من مساعدة توم على الاستحمام وارتداء الملابس وتناول الطعام ونقله إلى المواعيد الطبية؛ إلى إصابة آيسي بإرهاق شديد، في يوليو؛ وانتهى بها الأمر في غرفة الطوارئ، بسبب أزمة صحية. وأُلقي اللوم في جزء كبير منه على نقص الرعاية المهنية في المنزل.

وفي ظل النقص في العاملين في مجال الرعاية المنزلية، في الولايات المتحدة، والذي تفاقم خلال الجائحة، أمضى الزوجان معظم هذا العام على قائمة وكالات خاصة، في انتظار تعيين مساعد رعاية منزلية محترف. ولكن على مدى أربعة أشهر، من أبريل إلى أغسطس، لم يكن هناك مساعدون متاحون، ما ترك آيسي تتحمل العبء بمفردها. وأمضت أياماً في روتين نوم مدته ساعة، اشتمل على إعطاء توم حبوبه قبل وضعه في كرسيه، وكانت تبقى بلا نوم في السرير.

وتقول آيسي في إحدى المقابلات: «إنه يحتاج إلى الكثير من العناية، وهو يحتاج إلى أكثر من المساعدة لارتداء اللباس»، متابعة «هذا يجعلني قلقة بشأن ما سيحدث. إلى متى يمكنني القيام بذلك؟ وأصبحت حالة عائلة هوفلاندر شائعة بشكل متزايد، مع تفاقم النقص في عدد العاملين في مجال الرعاية المنزلية، في البلاد، ما يهدد استقلالية جيل من الأميركيين المسنين، الذين أرادوا قضاء سنواتهم الأخيرة في المنزل، بدلاً من قضائها في دور رعاية المسنين.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً يريدون البقاء في منازلهم لأطول فترة ممكنة، وقد أظهرت الدراسات أن الشيخوخة في المنزل، يمكن أن تعزز نوعية الحياة وتقدير الذات. ولكن الذعر الصحي الذي واجهته آيسي، إذ بقيت في المستشفى طوال الليل، وهي تعاني أحد أشكال الصداع النصفي، يكشف عن المخاطر عندما يضطر كبار السن إلى العيش بمفردهم.

وتزيّن صور الطفولة لأطفالهم البالغين، الآن، حائط غرفة المعيشة، بينما يساعد مصعد مثبت على جانب الدرج، توم، المصاب بمرض باركنسون، على الصعود والنزول.

ووفقاً للخبراء والمسؤولين الحكوميين، فإن هذا النقص يسبق انتشار الوباء، لكنه تفاقم بسببه. وارتفع الطلب على الرعاية المنزلية، إذ أدت عمليات الإغلاق وحالات العدوى والوفيات، إلى تخوّف الناس والابتعاد عن دور رعاية المسنين، حيث انخفض عدد المقيمين فيها، على المستوى الوطني، من نحو 1.3 مليون في عام 2019 إلى 1.1 مليون في عام 2021، لينتعش العدد جزئياً في عام 2022.

وفي الوقت نفسه، وبسبب سوق العمل غير المستقر، استقال عمال الرعاية ذوو الأجور المتدنية، وانتقلوا إلى وظائف منخفضة الضرائب، وعمل بعضهم في شركة أمازون وكسائقي «أوبر». ويؤثر نقص الخدمات، أيضاً، على الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً، والذين يعتمدون على الآخرين في تلبية الاحتياجات اليومية.

■ بسبب سوق العمل غير المستقرة، استقال عمال الرعاية ذوو الأجور المتدنية، وانتقلوا إلى وظائف منخفضة الضرائب.

■ أظهرت الدراسات أن الشيخوخة في المنزل يمكن أن تعزّز نوعية الحياة وتقدير الذات.

نشاط يومي

تعيش نسبة متزايدة من كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة في المنزل، لكنهم يواجهون صعوبة في العثور على المساعدة التي يحتاجون إليها للقيام بنشاطهم اليومي بأمان. وقد تُجبر حادثة سقوط أو عدم قدرة مقدم رعاية المساعدة، على دخول دار لرعاية المسنين، أو الذهاب إلى منزل الأطفال البالغين.

ويهدّد النقص في عمال الرعاية خيار الشيخوخة في المنزل للأشخاص، سواء كان المسنون مؤهلين للحصول على برنامج الرعاية الحكومي، أو لديهم حالات طبية مؤهلة للحصول على تغطية التأمين الصحي، أو يجب عليهم الدفع من جيوبهم.

1.1

مليون شخص يقيمون في دور الرعاية، في عام 2021.

الأكثر مشاركة