الأمم المتحدة: نصف دول العالم غير مستعدة للكوارث
حذّرت الأمم المتحدة أمس من أن نصف دول العالم تفتقد لأنظمة الإنذار المبكر المتقدّمة الضرورية لإنقاذ الأرواح، على الرغم من تضاعف الظواهر الجوية الحادة والكوارث المناخية.
وحذّرت وكالات الأمم المتحدة المعنية بالطقس والحد من مخاطر الكوارث، في تقرير أصدرته أخيراً، من أن البلدان التي لديها أنظمة إنذار مبكر ضعيفة، تسجّل في المعدّل حصيلة وفيات ناجمة عن الكوارث أعلى بثمانية أضعاف مقارنة بالبلدان ذات الأنظمة الأكثر فاعلية.
وتتيح أنظمة الإنذار المبكر الملائمة التي تحذر من الفيضانات والجفاف وموجات الحر والعواصف وغيرها من الكوارث، التخطيط لتخفيض التأثيرات الضارة إلى أدنى مستوى.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن «الظواهر المناخية الحادة ستحدث. لكن يجب ألا تتحول إلى كوارث مميتة». ومع تزايد الآثار الملموسة للتغير المناخي، يشهد العالم مزيداً من الكوارث التي تنطوي على «آثار مضاعفة وتراكمية»، وفق التقرير الصادر أمس. وخلص التقرير إلى أن البلدان يجب أن تكون مجهّزة بأنظمة إنذار مبكر للمخاطر المتعددة، إلا أن نصف دول العالم فقط لديها حالياً أنظمة من هذا النوع. والمناطق الأكثر فقراً، وغالباً الأكثر عرضة لتداعيات الصدمات المناخية والكوارث الطبيعية، هي الأسوأ تجهيزاً. فهذه الدول تواجه بشكل متزايد أوضاعاً متعددة التأثيرات.
ثغرات كبيرة
أشار التقرير إلى أن نحو نصف بلدان العالم الأقل تقدماً، وثلث الدول الجزرية الصغيرة النامية فقط لديها أنظمة إنذار مبكر للتحذير من الأخطار المتعددة.
وحذّرت الممثلة الخاصة للأمين العام للحد من مخاطر الكوارث مامي ميزوتوري من خطورة وجود «ثغرات كبيرة» على صعيد الحماية. وقالت «هذه الأوضاع تتطلب تغييراً عاجلاً لإنقاذ الأرواح وسبل العيش والأصول».
ومع تزايد المخاطر، أسهمت أنظمة الإنذار المبكر بدرجة كبيرة في الحد من الوفيات المتصلة بالكوارث.
وأظهر تقرير الأمم المتحدة أن حصيلة الأشخاص المتضررين من الكوارث ارتفعت بنحو الضعفين من معدّل قدره 1147 شخصاً من أصل 100 ألف في السنة بين العامين 2005 و2014، إلى 2066 شخصاً في الفترة الممتدة بين العامين 2012 و2021.
لكن في الوقت نفسه، وفي مقارنة بين هاتين الفترتين (2005-2014 و2012-2021) انخفضت الحصيلة السنوية للأشخاص الذين قضوا من جراء الكوارث أو فُقد أثرهم من 1.77 شخصاً لكل 100 ألف إلى 0.84 شخص.
في هذا السياق، أشارت ميزوتوري إلى الفيضانات الموسمية الكارثية التي اجتاحت باكستان أخيراً، وغمرت ثلث أراضيها، وأدت إلى مصرع نحو 1700 شخص.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للحد من مخاطر الكوارث إن على الرغم من هذه الكارثة «كانت حصيلة الوفيات لتكون أعلى بكثير لولا وجود أنظمة الإنذار المبكر».
البلدان التي لديها أنظمة إنذار مبكر ضعيفة، تسجّل في المعدّل حصيلة وفيات ناجمة عن الكوارث أعلى بثمانية أضعاف مقارنة بالبلدان ذات الأنظمة الأكثر فاعلية.