آثار الفيضانات المدمرة في باكستان ستظل محسوسة لسنوات
فقد محمد نعيم خوسو مساحات شاسعة من المحاصيل عندما دمرت السيول الغزيرة أجزاء من باكستان، في يوليو وأغسطس الماضيين، وحولت أرضه في جعفر أباد إلى بحيرة. وقال خوسو، «استثمرت 40 مليون روبية (163 ألف جنيه إسترليني) في محاصيل مختلفة، معظمها من الأرز»، متابعاً «لقد فقدت كل شيء تقريباً. لقد دمرت الفيضانات وجرفت كل شيء». وقال صاحب الحقول الباكستاني، إنه لم ير مثل هذا المطر في حياته من قبل، وأن المياه كانت تأتي من كل مكان. وأضاف، «أخشى حدوث أزمة غذائية في بلوشستان وخارجها».
وجرفت مياه الفيضانات المحاصيل والمنازل وسبل العيش. والزراعة هي المصدر الرئيس للدخل بالنسبة للكثيرين في مقاطعات جعفر أباد، وسوهباتبور، ونسير أباد، وجال ماجسي، ومع ذلك فقد دمرت الفيضانات 70٪ من المحاصيل.
وعلى الصعيد الوطني، تم تدمير ما لا يقل عن أربعة ملايين فدان من المحاصيل، وهو جزء من الدمار الاقتصادي الذي قدّره رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بما يتراوح بين 30 و35 مليار دولار. وفي حين بدأ هطول الأمطار الغزيرة في التوقف، لاتزال الفيضانات في العديد من المناطق في إقليمي بلوشستان والسند. ويلعب الأطفال ويسبحون في الحقول، حيث كان من المفترض أن تكون محاصيل الأرز الخضراء جاهزة للحصاد.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن آثار الفيضانات ستظل محسوسة لسنوات مقبلة في بلد «على وشك أن يشهد حدوث كارثة صحية عامة». وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير الأسبوع الماضي، إنه يتوقع زيادة انعدام الأمن الغذائي في باكستان.
وفي منطقة سوهباتبور في بلوشستان، قال محمد علي إن 500 فدان من المحاصيل قد جُرفت. وأوضح، «لقد خسرت كل استثماراتي لهذا الموسم، لكن بالنسبة لي فإن الموسم الجديد هو الأكثر إثارة للقلق» متابعاً، «إنه أكتوبر الآن، ولا يمكنني زراعة القمح، لأنه لم يبق لدينا أي أرض جافة. وتنحسر المياه ببطء شديد، ويبدو أننا لن نستطيع زراعة القمح والمحاصيل الأخرى».
وفي منطقة لاركانا، في إقليم السند المجاور، أكد ساجد علي، أن أكثر من 70٪ من محاصيله تالفة. وقال، «لقد فقد الناس محاصيلهم، كما فقد البعض بذور القمح التي احتفظوا بها في مخازنهم ومصانعهم، للاستخدام في المواسم الجديدة. الأرض لاتزال مغمورة بالمياه ولا يمكننا زراعة أي شيء هنا لفترة طويلة».
وقالت وزيرة التغير المناخي الباكستانية، شيري رحمن، إن نصف سلة الخبز في البلاد قد تم القضاء عليها في الفيضانات، موضحة، «من الواضح أنه ستكون هناك صدمات للأمن الغذائي للبلاد» وأضافت لصحيفة الغارديان، «لسنا متأكدين من الكيفية التي سيحدث بها موسم البذر بالفعل مع هذا القدر من الماء والتربة الرطبة».
ووفقاً لمؤسسة «المجلس الأطلسي» البحثية، يبلغ إجمالي الأضرار التي لحقت بالزراعة 3.18 مليار دولار، منها 1.63 مليار دولار في السند و1.04 مليار دولار في بلوشستان. وتبلغ خسائر الثروة الحيوانية 291 مليون دولار، منها 125 مليون دولار في بلوشستان و109 ملايين دولار في السند.
وقالت رحمن، «سيكون لها آثار فورية ومتوسطة المدى على الأقل على حياة الناس،» متابعة، «نعتقد أنه من المهم جداً السعي للحصول على الغذاء والمساعدات الغذائية، وكذلك العمل على مد الأنابيب الزراعية المناسبة للتغير المناخي، ولكن هذا الجهد طويل الأجل إلى حد ما» وقال كل من محمد علي، في بلوشستان، وساجد علي، في السند، إنهما لم يلحظا مساعدة الحكومة، وأن الافتقار إلى المأوى يعني أن العديد من الناس، بمن فيهم عمال المزارع الأساسيون، أصبحوا الآن بلا مأوى.
وينام محمد رسول، 50 عاماً، على جانب الطريق، منذ أكثر من شهر، مع أكثر من 250 عائلة، في سوهباتبور.
وقال رسول، إنه شهد فيضانات عام 2010، لكن هذا كان أسوأ، «هذا لا يشبه ما رأيته من قبل. لم ينجُ منه ولو منزل واحد. لقد دُمِّر كل شيء».
وقال سهيل أحمد، 22 عاماً، إنه كان يعمل مزارعاً مع زملائه، ولم يستطع المغادرة لأن المالك وفر لهم المأوى والمال. وقال أحمد، «نحصل على جزء صغير من الربح، وهو لا شيء، لكننا نعمل منذ عقود ولا يمكننا ترك مقر عملنا. ولا يوجد عمل آخر لنا في الحزام الأخضر، سوى الزراعة».
• 3.18 مليار دولار إجمالي الأضرار التي لحقت بالزراعة جراء الفيضانات الأخيرة.
• 4 ملايين فدان من المحاصيل دُمرت على الصعيد الوطني.
• فقد البعض بذور القمح التي احتفظوا بها في مخازنهم ومصانعهم، للاستخدام في المواسم الجديدة.
• الافتقار إلى المأوى يعني أن العديد من الناس، بمن فيهم عمال المزارع الأساسيون، أصبحوا الآن بلا مأوى.