لم يردّ على هاتف رئيسة الوزراء معتقداً أنها «مزحة»
جيرمي هانت «فوجئ» بعرض تراس لتوليه حقيبة المالية
اتصلت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، ليز تراس، بالسياسي المحافظ جيريمي هانت لتمنحه حقيبة المالية، لكنه لم يردّ عليها في البداية، معتقداً أن هناك من يمازحه. كان هانت يستمتع بإجازة طويلة في بلجيكا، مصطحباً معه زوجته لوسيا، 44 عاماً، وأطفالهما الثلاثة الصغار. وكان يمنّي نفسه بالتنحي جانباً عن العمل السياسي، بعد صيف حافل بالحملات الانتخابية لقيادة حزب المحافظين، وانسحب تماماً من سياسة الخطوط الأمامية بعد خسارته المؤلمة في انتخابات القيادة، لذلك عندما رن هاتفه في وقت مبكر من الصباح، وظهر عليه رقم لم يتعرف إليه، تجاهله.
إلا أن الاتصال كان متتابعاً، وجاءت على أثره رسالة نصية جعلت هانت يضحك بصوت عالٍ. وجاء في الرسالة «جيريمي، أنا ليز تراس، يرجى الاتصال بي على وجه السرعة». وقال هانت لزوجته إن شخصاً ما يمازحه ويدّعي أنه تراس.
ولكن ما حدث أن تراس، تحت الضغط الذي أحدثه الغضب العام المتزايد بشأن الميزانية المصغرة لوزير المالية السابق، كواسي كوارتنغ، قررت التخلي عن أول مستشار لها بعد 38 يوماً فقط من تنصيبه. وفي نحو الساعة 1.30 ظهر يوم الجمعة الموافق 14 أكتوبر، عند وصول كوارتنغ إلى لندن قادماً من أميركا، وقبل أن يهبط في مطار هيثرو، كانت تراس قد استقرت بالفعل على استبداله. وفي وقت لاحق من الصباح نفسه، أمرت تراس مسؤوليها بالاتصال بمكتب دائرة هانت في جنوب غرب ساري.
وبعد ما يزيد قليلاً على 30 دقيقة، عاد هانت المحرج أخيراً إلى مكالمة رئيسة الوزراء، وقيل إنه أبدى اندهاشه من عرض الوظيفة، وطلب بعض الوقت للنظر في العرض، وان الأمر استغرق منه 10 دقائق فقط. وبعد مشاورته لزوجته، اتصل هانت بتراس مبدياً موافقته على العرض، وإن كان ذلك بقائمة طويلة من الشروط حول التخلص من مساحات شاسعة من ميزانية كوارتنغ. رئيسة الوزراء لم تأخذ الكثير من الوقت للاقتناع. وسافر هانت مرة أخرى إلى لندن على متن قطار يوروستار في وقت الغداء مع زوجته، ومعه هدية من الشوكولاتة البلجيكية باهظة الثمن إلى تراس.
بعد هزيمته في انتخابات القيادة، اعتقد كثير من الناس - بمن فيهم هانت نفسه - أن حياته في الخطوط الأمامية للسياسة البريطانية قد انتهت. حتى أنه كانت هناك تكهنات بأنه سيتنحى في الانتخابات المقبلة.
يوم الأحد الماضي، عندما ذهب هانت إلى الوزارة للتحدث عن دوره الجديد، اصطحب عائلته معه. ولعب أطفال هانت (جاك - 12عاماً، آنا - 10 أعوام، وإليانور - ثمانية أعوام) مع ابنة تراس ليبرتي وابنها فرانسيس، بينما كانت زوجة هانت وزوج تراس، هيو أوليري، 48 عاماً، يتجولان في أرجاء المكان. وفي وقت لاحق، تناولت العائلتان الغداء معاً. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقضي فيها تراس وهانت وقتاً طويلاً نسبياً معاً منذ يونيو، عندما كانا في قمة الشؤون الخارجية في باريس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news