فولوديمير زيلينسكي آخر يعيش محنته الخاصة
عندما جاءت القوات الروسية تطرق أبواب منازل قريته الصغيرة في شرق أوكرانيا في أواخر أبريل للتحقق من هويات السكان، شعر المتقاعد فولوديمير زيلينسكي، البالغ 64 عاماً، بالرعب.
وعندما فتح لهم الباب، نظر أحد الجنود الروس إلى جواز سفره وانفجر ضحكاً.
وقال الجندي «لا تقلقوا يا رفاق، لقد انتهت الحرب. يمكننا العودة إلى الديار... لقد أمسكنا برئيسهم!».
وعمل زيلينسكي، الذي يحمل الاسم نفسه للرئيس الأوكراني والمولود عام 1958 في مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، التي كانت وقتها جزءاً من الاتحاد السوفييتي، كعامل في منجم فحم وعامل بناء، سائقاً في الجيش السوفييتي، ثم عاملاً في مجال البناء.
ومنذ بدء الحرب في فبراير، أمضى زيلينسكي الذي لا تربطه قرابة بالرئيس الأوكراني، معظم الحرب مختبئاً من القصف في قبو منزله.
وقال زيلينسكي «لقد أقلعت عن التدخين قبل أربع سنوات، لكنني عدت إليه».
ولم تكشف وكالة فرانس برس اسم قريته لأسباب أمنية.
أُجليت زوجته فالنتينا زيلينسكا (72 عاماً) إلى غرب أوكرانيا في بداية الحرب، لكن زيلينسكي رفض مغادرة المنزل الذي اشتراه قبل 20 عاماً.
فهنا، كان بإمكانه أخيراً استنشاق «أنقى هواء» بعد سنوات أمضاها في بلدة تعدين، وزرع الخضار في قطعة أرضه، والاستمتاع بوقته والاصطياد من البركة المحلية.
لكنه الآن يتعرض لقصف المدفعية الروسية، وتشعر زيلينسكا التي عادت أخيراً إلى منرلها، بالذعر عندما يلقي انفجار في الخارج بالصفائح البلاستيكية الموضوعة على نافذة محترقة إلى الداخل.
وقال زوجها «ليست معتادة على ذلك».
مستعيناً بمصباح، وجد ألبوم صور فيه صورة له عندما كان أربعينياً، مرتدياً زيا باللون الكاكي.
وعلّق «لا أعتقد أنني أشبه الرئيس. مطلقاً». لكن زوجته عبّرت عن رأي مختلف قائلة «لكنك تشبهه!».
وأجابها ضاحكاً «عن أي رئيس تتحدثين؟ الرئيس الأميركي جو بايدن؟».
وأوضحت زوجته أن زيلينسكي اسم عائلة شائع في أوكرانيا، وفي روسيا أيضاً.
لكنها أقرّت بأنها لم تعرف أي شخص آخر اسمه، فولوديمير زيلينسكي، حتى انتخاب الرئيس الأوكراني، وهو ممثل كوميدي سابق، في العام 2019.
وصوّت فولوديمير زيلينسكي، المتقاعد، لصالح المرشح الذي يحمل الاسم نفسه، في الانتخابات.
وقال «أداؤه جيد، إنه شاب وذكي» لكنه أعرب عن خيبة أمله، لأن الرئيس لا يقوم بالمزيد من الجهود للتفاوض من أجل إنهاء الحرب مع روسيا. وتابع «الناس هنا لا يمكنهم تحمل المزيد».
زيلينسكي أعرب عن خيبة أمله، لأن الرئيس لا يقوم بالمزيد من الجهود للتفاوض من أجل إنهاء الحرب مع روسيا.