مجتمعات الزابوتيك في المكسيك تنشئ مشروعات للحفاظ على المياه
استطاع 16 مجتمعاً من مجتمعات الزابوتيك الأصلية في المكسيك إنشاء أكثر من 579 مشروعاً للبنية التحتية للحفاظ على المياه، بما في ذلك آبار الامتصاص والسدود الصغيرة، وأحواض المياه في وادي أواكساكا - وهي منطقة تأثرت بالجفاف المتكرر.
في العام الماضي، اعترفت الحكومة المكسيكية بجهود هذه المجتمعات المحلية، ومنحتها امتيازاً لإدارة موارد المياه محلياً.
مناصب قيادية
ويشغل عدد من النساء مناصب قيادية في هذه المجتمعات، من بينهن جوزيفينا، وإسبيرانزا، وماريا، حيث شاركت هؤلاء النسوة في مشروعات الحفاظ على المياه منذ أن ضرب الجفاف الشديد المنطقة قبل 17 عاماً ويأملن في تعزيز المساواة بين الجنسين في المنطقة.
جوزيفينا سانتياغو، 43 عاماً، هي زعيمة من السكان الأصليين في زابوتيك، تقول «نقوم بدفن الشوكولاتة والزهور ومشروب الذرة المسمى تيجيت لنطلب هطول الأمطار بشكل لطيف، نسمي أنفسنا بزارعي المياه» وتضيف «نستعيد طقوسنا التقليدية مع تطوير آبار الامتصاص، وأحواض المياه، والسدود الصغيرة».
تعيش جوزيفينا في مزرعة عائلتها للزراعة الإيكولوجية في قرية البروفنير الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 600 نسمة في وادي أواكساكا، جنوب غرب المكسيك.
وجنباً إلى جنب مع إسبيرانزا ألونزو، مزارعة أخرى، وماريا دي لوس أنجليس سانتياغو، مصففة الشعر، تمثل النساء الثلاث جزءاً من مجتمعات زابوتيك الأصلية الـ16، التي قررت اتخاذ إجراءات بشأن نقص المياه في المنطقة وتجديد طبقات المياه الجوفية.
نضال جماعي
وتقول إسبيرانزا «عندما كنت طفلة، كان لدى جميع الناس ما يكفي من الماء» وتسترسل «كان عمق المياه أكثر من 10 أمتار في الآبار، ولم نكن بحاجة لاستخدام المضخة». وتشرح إسبيرانزا، 57 عاماً، وهي ترمي حجراً في إحدى آبار الري، «لكن الآن مستويات المياه منخفضة حقاً».
وتعيش إسبيرانزا في سان سيباستيان أوكوتلان، وهي قرية صغيرة أخرى يسكنها 500 شخص. بدأ نضالهن الجماعي في عام 2005 من خلال منظمة «الشعوب المتحدة للدفاع والعناية بالمياه» وبدعم من منظمة فلوري كانتو، وهي منظمة تعنى بحقوق السكان الأصليين.
وشهدت المكسيك مستويات متكررة من الجفاف في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك في وادي أواكساكا.
وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، أثر الجفاف في ما يصل إلى 85٪ من البلاد.
وبحلول منتصف شهر مايو من العام الجاري، كان وادي أواكساكا يعاني جفافاً معتدلاً، وانخفاض مستويات هطول الأمطار وخطراً كبيراً في إمكانية اشتعال حرائق الغابات، وفقاً لمرصد الجفاف التابع للجنة الوطنية للمياه (كوناجوا).
وعلى الرغم من أن موسم الأمطار بدأ في أول شهر مايو، إلا أنه بحلول منتصف الشهر، كانت مجتمعات الزابوتيك لاتزال تنتظر أول مطر لتجديد مزارعهم وحدائقهم. وظلت المنطقة تعاني موجة حر، حيث كانت درجات الحرارة اليومية تقترب من 35 درجة مئوية.
بنية تحتية
منذ عام 2005 تم إنشاء 579 مشروعاً للبنية التحتية للمياه في المنطقة بأكملها. وشاركت 250 أسرة، جنباً إلى جنب مع البلديات المحلية، والمعهد المكسيكي للتكنولوجيا، والمعهد الوطني للسكان الأصليين، بشكل مباشر في المشروعات، من حفر ثقوب في الأرض للسماح للمياه بالتدفق نحو الأحواض والآبار، إلى بناء السدود في مجاري الأنهار. وبمجرد هطول الأمطار تقوم آبار الامتصاص - الموجودة على طول جوانب الشارع أو تحت أسطح المنازل - بجمعها والتأكد من أن المياه تمر تحت الأرض.
رفعت هذه الجهود مستويات المياه في آبار الري وجددت التربة. كما حافظت على الموارد المائية بفضل السدود الصغيرة الموجودة في الأنهار أو الجداول وأحواض المياه التي تحتفظ بالمياه وتوافر مصدراً للحياة البرية العطشى.
وأحواض المياه عبارة عن حفر كبيرة مستطيلة الشكل تحتفظ بمياه الأمطار عن طريق منعها من التسرب إلى التربة.
ويتم جمع هذه المياه مباشرة من قبل المزارعين.
شهدت المكسيك مستويات متكررة من الجفاف في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك في وادي أواكساكا. وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، أثر الجفاف في ما يصل إلى 85٪ من البلاد