مصادرة 2110 أمتار مربعة ضمن مخطط التجديد العمراني في مستوطنة «معلوت دفنا»
135 وحدة استيطانية تمر عبر منازل «الشيخ جراح» المقدسي
ضمن إطار جولة جديدة من المساعي الحثيثة التي تجريها إسرائيل للسيطرة الكاملة على حي الشيخ جراح المقدسي، وتهجير كامل سكانه، تمضي بلدية الاحتلال بمدينة القدس، قدماً لبناء 135 وحدة استيطانية جديدة، ضمن مخطط جديد تسميه «التجديد العمراني في مستوطنة معلوت دفنا»، الجاثمة على أراضي الحي منذ 48 عاماً.
ويخترق المخطط الاستيطاني الجديد الحي المقدسي، ويمر عبر أراضي سكانه، لتقطيع أوصال «الشيخ جراح»، وقطع تواصله عن أحياء القدس، إذ تعتزم اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية الاحتلال الاستيلاء على 2110 أمتار مربعة من مساحة الشيخ جراح.
وتُخصص الأراضي المصادرة لمصلحة مشروعات الإسكان والتجارة، والأماكن العامة داخل برجين ضخمين، يضمان كنيساً يهودياً، والوحدات الاستيطانية الجديدة التي يتضمنها «تجديد معلوت دفنا العمراني».
استيلاء ممتد
حي الشيخ جراح ينقسم إلى شطرين، الشرقي المعروف باسم «كرم الجاعوني»، والغربي المسمى بـ«أرض النقاع»، جميعهما عرضة للمخطط الجديد، وهذا ما أكده رئيس بلدية الاحتلال بالمدينة المقدسة موشيه ليون، الذي قال في تصريحات: «إننا نعمل في جميع أنحاء المدينة لأجل زيادة الوحدات الاستيطانية، من خلال البناء الجديد، والترويج لمشروعات التجديد الاستيطانية، لجميع القطاعات الدينية والعلمانية، والتي تتيح لنا الاستفادة من موارد الأرض بطريقة تسمح بالجدوى الاقتصادية، إلى جانب الرفاهية للمستوطنين».
المتحدث باسم لجنة الدفاع عن أهالي حي الشيخ جراح، صالح ذياب، (55) عاماً، من سكان «كرم الجاعوني»، المهددة منازله بالاستيلاء والمصادرة لمخططات إسكان المستوطنين، يؤكد أن أهالي الحي المقدسي يواجهون عملية تطهير عرقي معدة مسبقاً، وغير مسبوقة، ويتعرضون لضغوط كبيرة متواصلة من إسرائيل ومؤسساتها المختلفة، تتمثل في مخطط بلدية الاحتلال لتهجيرهم قسراً.
ويقول ذياب لـ«الإمارات اليوم» في حديث خاص، «إن بلدية الاحتلال تحاول بشتى الوسائل الاستيلاء على أراضي حي الشيخ جراح، لإقامة وحدات استيطانية جديدة، إلى جانب اعتداءات المستوطنين وعناصر الشرطة التي لم تتوقف بحق السكان، ويتخللها مداهمات لمنازلهم ومطاردتهم واعتقالهم.
ويلفت المتحدث باسم لجنة الدفاع عن أهالي حي الشيخ جراح، إلى أنه وفقاً لمخطط بلدية الاحتلال، ستهدم القوات الإسرائيلية مبنى قائماً يضم 26 وحدة سكنية، وتنشئ مبنى استيطانياً بدلاً منه، يضم 12 طابقاً، و135 وحدة استيطانية، إلى جانب خطة أخرى لهدم بناية سكنية تؤوي أكثر من 10 عائلات مقدسية تقطن في الشيخ جراح منذ عام 1953.
ويشير إلى أن الاحتلال سيقيم على أرض النشاشيبي، التي استولى عليها في السابق، مبنى استيطانياً تجارياً ومكتب توظيف وتشغيل يضم ستة طوابق، طابقان منه تحت الأرض، والطابق الأول يشمل مكاتب لشرطة الاحتلال، بينما يخصص الطابق الثاني للبلدية بالمدينة المقدسة.
ويضيف ذياب: «إن الطابق الرابع سيضم كنيساً لليهود، والطابق الخامس يخصص مدرسة داخلية للمستوطنين، وذلك لمضاعفة الوجود الاستيطاني في الشيخ جراح المقدسي، ومحيطه».
شبح الحصار والتهجير
خلال السنوات الماضية استولت الجمعيات الاستيطانية على العديد من منازل حي الشيخ جراح، أبرزها وأكبرها منزل عائلة الغاوي الذي بات ملاذاً للمستوطنين منذ عام 2009، فيما أسست 25 وحدة استيطانية على أراضي «كرم المفتي»، وفي محيط مغارة «السعدي» بالحي المقدسي، لتتحول إلى بؤرة استيطانية أطلق عليها اسم «شمعون هتصديق».
وتستوطن حالياً 21 عائلة يهودية داخل بؤرة «شمعون هتصديق»، التي أقامتها جمعية «نحلات شمعون» الاستيطانية، لتبتلع العديد من منازل السكان في الشيخ جراح، وتصبح لقمة سائغة للمستوطنين، في حين أن العائلات المقدسية بالحي يطاردها شبح الطرد والتهجير من منازلها في كل وقت وحين.
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، يؤكد أن الجمعيات والشركات الاستيطانية التي تنشط لتهويد الشيخ جراح ومصادرة منازل سكانه، يقف خلفها نائب رئيس بلدية الاحتلال، أرييه كنج، الذي يعمل حثيثاً لتوسعة عمليات الاستيطان وإقامة بؤر استيطانية جديدة في قلب حي الشيخ جراح.
ويقول الهدمي، «إن سكان حي الشيخ بعد تنفيذ هذا المخطط سيحاصرهم الاستيطان المتفشي من كل حدب وصوب، فالهدف الأبرز لمشروع بلدية الاحتلال تهويد الحي، الذي يعد حلقة الوصل المهمة والرئيسة بين البلدة القديمة بالقدس، والأحياء الشمالية الشرقية للمدينة المقدسة».
ويضيف، «إن الحي المقدسي يقع في منطقة قريبة من البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، لذلك يخطط الاحتلال بشتى الوسائل لإيجاد تواصل ما بين القدس الشرقية والغربية، عبر مخطط بلدية الاحتلال الجديد، لربط الوحدات الاستيطانية الجديدة مع قصر المفتي الذي استولى عليه الاحتلال سابقاً داخل الشيخ جراح، ومن ثم وصلها مع الجامعة العبرية ومستوطنة التلة الفرنسية في أراضي جبل المشارف إلى الشمال الشرقي من المدينة المقدسة».
الكثير من المخططات
مخططات استهداف حي الشيخ جراح، لم تتوقف عند التجديد العمراني في مستوطنة معلوت دفنا، ففي الثلث الأخير من شهر أكتوبر الماضي أعلنت بلدية الاحتلال نيتها إعداد ثلاث خطط استيطانية، تعتزم الموافقة عليها.
ويؤكد المتحدث باسم لجنة الدفاع عن أهالي حي الشيخ جراح أن هذه المخططات بلغت المرحلة النهائية للحصول على الموافقة وإصدار رخص البناء، لافتاً إلى أنه سيجرى تنفيذها في بؤرة شمعون هتصديق داخل الحي المقدسي، وكذلك العقارات والأراضي التي استولت عليها جمعية نحلات شمعون الاستيطانية.
ويبين أن المخططات الثلاث التي يدعمها «صندوق أرض إسرائيل»، تشمل إقامة وحدات استيطانية وبنايات تجارية وترفيهية للمستوطنين داخل الحي، وبمحاذاته.
ويقول ذياب، «إن بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة تعتزم وفق مخططاتها إزالة المنطقة الغربية من الشيخ جراح بالكامل، وطرد سكانها، لتشييد 250 وحدة استيطانية جديدة، إلى جانب إنشاء 220 وحدة أخرى على حساب أراضي الفلسطينيين في المنطقة الشرقية داخل الحي المقدسي».
وفقاً للمخطط سيهدم الاحتلال مبنى قائماً يضم 26 وحدة سكنية، وينشئ مبنى استيطانياً بدلاً منه، يضم 12 طابقاً، و135 وحدة استيطانية، إلى جانب خطة أخرى لهدم بناية سكنية تؤوي أكثر من 10 عائلات مقدسية تقطن في «الشيخ جراح» منذ عام 1953.
الاحتلال سيقيم على أرض النشاشيبي، التي استولى عليها في السابق، مبنى استيطانياً تجارياً، ومكتب توظيف وتشغيل يضم ستة طوابق، طابقان منه تحت الأرض، والطابق الأول يشمل مكاتب لشرطة الاحتلال، بينما يخصص الطابق الثاني للبلدية بالمدينة المقدسة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news