روسيان يوهمان الرئيس البولندي بأنه يتحدث مع الرئيس الفرنسي
تعرّض الرئيس البولندي، أندريه دودا، لتجربة قاسية ومقلب مثير للسخرية عندما تلقى اتصالاً اعتقد أنه من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وجاءت تلك المحادثة بعد الضربة الصاروخية التي تعرضت لها بولندا يوم الثلاثاء الماضي، وأمضى أكثر من سبع دقائق في تلك المكالمة التي هي في الواقع أجراها المخادعان الروسيان سيئا السمعة، فوفان ولكزس، اللذان خدعا العديد من قادة العالم (بما في ذلك دودا سابقاً في عام 2020).
أول من أمس تم نشر تسجيل للمكالمة على الإنترنت. وبعد ذلك، أصدر مكتب دودا بياناً أشار فيه إلى أن متصلاً مزيفاً قد استطاع الوصول إلى الرئيس عبر مكالمة هاتفية، ولكن دون تأكيد أو نفي صحة المواد المنشورة على الإنترنت. وفي التسجيل، يمكن سماع دودا وهو يشكر «إيمانويل» على المكالمة، ويخبره أنه «لاشك» في أن صاروخاً تسبب في انفجار على الأراضي البولندية في وقت سابق من ذلك اليوم.
لكنه أضاف أنه بينما كان الصاروخ «روسي الصنع» و«أطلق من مكان ما في الشرق.. لا نعرف من أطلقه». وفي وقت لاحق من المكالمة، أشار دودا إلى أن كلاً من أوكرانيا وروسيا تستخدمان صواريخ روسية الصنع. وقال دودا أيضاً إنه تحدث بالفعل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، وأبلغه باحتمال أن تحتج بولندا بالمادة 4 من معاهدة «الناتو» رداً على الحادث، ومع الرئيس الأميركي جو بايدن. وكان مكتب دودا قد أكد سابقاً أن المكالمة مع ستولتنبرغ تمت في نحو الساعة 10 مساءً في يوم الضربة الصاروخية، وفي الساعة الواحدة مع بايدن بعد ذلك بوقت قصير.
وفي المكالمة سأل ماكرون المزيف عما إذا كان بايدن سيلقي باللوم على روسيا في الحادث، وردّ دودا بقوله «لا»، وسأل ماكرون المزيف أيضاً ما إذا كان من الممكن أن يكون الحادث ناجماً عن صاروخ أوكراني، رد عليه دودا «لا أعرف». ومع ذلك، أكد دودا أن الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي يلوم الروس، وقال إنهم متأكدون تماماً من أن ذلك كان صاروخاً روسياً أطلقه الروس، وليس هناك احتمال أن يكون ذلك صاروخاً أطلقه الأوكرانيون». ويضيف دودا «إيمانويل، صدقني، أنا أكثر حرصاً، أنا لا ألوم الروس»، وتابع دودا: «إيمانويل، هذه حرب، وأعتقد أن كلا الجانبين سيتهمان بعضهما بعضاً».
وتؤكد تلك التعليقات التصريحات العلنية في ذلك الوقت من قبل بولندا و«الناتو» والولايات المتحدة، الذين قالوا إن مصدر الصاروخ غير معروف، وزيلينسكي، هو الذي ألقى باللوم فيه على روسيا.
وأكّد مكتب دودا، في بيان صدر عقب نشر التسجيل على الإنترنت، أنه تلقّى اتصالاً هاتفياً بعد الضربة الصاروخية من «شخص يدّعي أنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون». ويسترسل البيان أنه «خلال المكالمة، أدرك الرئيس دودا من الطريقة غير العادية التي أجرى بها المحاور المحادثة أنه ربما كانت هناك محاولة احتيال، وأنهى المحادثة»، وتابع البيان، الذي قال إن مستشارية الرئيس «تتخذ إجراءات تفسيرية» للتأكد من كيفية توصيل الرئيس بهذا المتصل.
ويُظهر التسجيل الصوتي المنشور على الإنترنت أنه بعد مرور ما يزيد قليلاً على سبع دقائق من المكالمة، بعد أن قال ماكرون المزيف إنه «سئم من كل من بايدن وزيلينسكي، خصوصاً فولوديمير»، قال دودا فجأة: «شكراً لك، أتمنى لك يوماً سعيداً»، وأنهى المكالمة.
ويبدو أن هذه هي الحادثة الثانية التي يقع فيها دودا ضحية لهذين المخادعين اللذين استهدفا في كثير من الأحيان شخصيات تنتقد روسيا.
في يوليو 2020، أثناء حملته الانتخابية لإعادة انتخابه، خدع الثنائي دودا وأوهماه بأنه يتحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. وفي العام السابق خدعا ماكرون نفسه وجعلاه يعتقد بأنه كان يتحدث مع زيلينسكي.