بركان «ماونا لوا» ينطوي على أهمية ثقافية عميقة
تدفّق الحمم البركانية فرصة لشعب هاواي لتكريم أسلافهم.. والتأمل
عندما شاهدت، ويلليتي كالوكاكو أكيما-أكاو، الحمم المتدفقة من بركان «ماونا لوا» أخذت تقدم القرابين مثل القطع النقدية والتبغ، وستشارك في تقاليد ورثتها عن جدها وآخرين من سكان هاواي الأصليين، كطريقة لتكريم كل من العالمين الطبيعي والروحي. وقالت أكيما أكاو إنها تخطط لاصطحاب أحفادها معها وسيقدمون قرابينهم معا ويغنون لـ«بيليه» إله البراكين والنار، الذي اعتاد جدها أن يوقره باعتباره (كوبونا) وهي كلمة تعني السلف. وأضافت «إنه الوقت المناسب من أجل تكريم (كوبونا) أي أسلافنا، ومن أجل أطفالنا كي يأتوا ويشهدوا ما يحدث، حيث يتم صنع التاريخ يومياً» مشيرة إلى أن تجارب اليوم سيتم إضافتها إلى قصص الأجيال المقبلة، وأغانيهم، ورقصاتهم وأناشيدهم.
ويعتقد العديد من السكان الأصليين في هاواي أن ثوران بركان مثل بركان «ماونا لوا» ينطوي على أهمية ثقافية عميقة وشخصية للغاية. ويرى كثيرون أنه يمكن أن يكون فرصة للشعور بالعلاقة مع خالق الكون، من خلال الطريقة التي تمنح بها الحمم البركانية المنصهرة الحياة لأرض جديدة تتشكل عليها بعد أن تبرد، إضافة إلى أنها وقت للتأمل في مكانتهم في العالم والشعوب التي جاءت قبلهم.
مشاهدة الحمم
وقال الناطق باسم هيئة السياحة في هاواي إيليا جيوسون، وهو من سكان هاواي الأصليين ويعيش على جزيرة بيغ «يشكل ثوران البركان عرضاً للعديد من القوى الطبيعية والروحية لسكان هاواي. وينبغي على الأشخاص غير المعتادين على ذلك أن يفهموا أنه أمر شخصي للغاية ومهم جداً».
وفي الواقع، ليس جميع سكان هاواي الأصليين سيشعرون بالحاجة للقيام برحلة من أجل مشاهدة الحمم البركانية، ولكن الذين يؤدون هذه الرحلة، يقوم بعضهم بالغناء، وآخرون بالدعاء لأسلافهم، في حين أن آخرين يمكن أن يقوموا بتكريم هذه اللحظة أو يرقصوا لها. وقال جيوسون «بعض الأشخاص ربما يشعرون بالتأثر عن طريق مراقبة المشهد بصمت، أو التأمل»
وتقول كيناني كاهونيل، باعتبارها أحد السكان الأصليين، إنها تشعر بالتأثر وهي تكرم هذه اللحظة وستصطحب أطفالها وأبناء شقيقاتها، وأشقائها والأصدقاء المقربين وستقترب من الحمم البركانية قدر استطاعتها وستنشد الأغاني من أجل «بيليه». وأضافت «قرابيننا ستكون هي أصواتنا. والهدف ليس تقديم عرض، بل هي العلاقة التي نصنعها مع بيليه، ومع الأرض».
ويمارس العديد من سكان هاواي الأصليين تقاليد العائلة التي ورثوها من الكبار، وتتذكر أكيما-أكاو، التي تعيش في كواهاي على الجانب الغربي لبحيرة بيغ، لدى سماعها القصص «جدها الذي كان يأتي من جزيرة ماوي أو أوهو كلما كان هناك تدفق للحمم البركانية في جزيرة بيغ من أجل تكريم بيليه وتقديم قرابينه».
ويتمتع سكان هاواي الأصليون بعلاقات مختلفة مع «روحانية» الحمم البركانية. وهناك علاقات مختلفة وعلاقات مع «بيليه» إله البراكين والنار، الذي يشير إليه البعض باعتباره «إله الآلهة». ويتمتع بيليه بأهمية كبيرة في ثقافة هاواي، ويمثل جميع الظواهر المتعلقة بالبراكين.
وحتى الآن، لم تتلق هيئة السياحة أي شكوى عن الأشخاص الذين يعارضون الممارسات الثقافية، وفق ما قاله جيوسون، والذي أضاف أن هيئة السياحة تركز على تعليم السياح بصورة عامة كيف يبدون احترامهم لمشهد ثوران البراكين ومن يحترمه.
وتدرك كيناني كاهونيل، وهي من السكان الأصليين في هاواي والتي تعلم لغة هاواي الأصلية والموسيقى في جامعة هاواي، أن زوار الجزيرة ربما يشعرون بالفضول عندما يرون ويسمعون عائلتها وهي تغني.
مناظر الحمم
يجذب منظر بركان ماونا لوا الرائع آلاف الأشخاص الذين يسعون إلى رؤية المناظر الليلية للحمم البركانية المتدفقة من السفح الشمالي الشرقي للجبل. وهناك المهتمون بالثقافة من السكان الأصليين في هاواي، أمثال، كيلا بيسوتا، الذين يريدون أن تكون الحمم البركانية مدركة للأشخاص الذين يغنون ويدعون أو يجتمعون في مراسم دينية وسط اندلاع البركان. وقال المسؤول السياحي جيوسون «إذا قام أحد الأشخاص بعمل يريدون من خلاله دعوة أحد الأشخاص للمشاركة أو المشاهدة، سيكون هناك دعوة».
ليس جميع سكان هاواي الأصليين سيشعرون بالحاجة للقيام برحلة من أجل مشاهدة الحمم البركانية، ولكن الذين يؤدون هذه الرحلة، يقوم بعضهم بالغناء، وآخرون بالدعاء لأسلافهم، في حين أن آخرين يمكن أن يقوموا بتكريم هذه اللحظة أو يرقصون لها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news