في سياستها من أجل الحفاظ على البيئة
إدارة بايدن تستعد لحرب مقبلة ضد ثقافة موقد الغاز
إحدى مميزات العصر الإعلامي، هي مدى سرعة حشد أجهزتنا التقدمية الرائدة من أجل إنكار أن الديمقراطيين يقومون فعلاً بما يفعلونه على أرض الواقع. والمثل التقليدي على ذلك الاندلاع المفاجئ للحرب المناخية المقبلة، والمتعلقة بحظر مواقد الغاز.
وهدد ريتشارد ترومكا، وهو الموظف الذي عيّنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيساً لـ«لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية»، علانية بحظر مواقد الغاز استناداً إلى الدليل المشكوك به الذي يفيد بأنها تسبب ضرراً للصحة العامة. وقال ترومكا: «إنه خطر خفي»، مضيفاً «أي خيار معروض على الطاولة، أو منتجات لا يمكن أن تكون آمنة سيتم حظرها».
وانتقد كثيرون هذه الفكرة، وكان رد الإعلام عليها هو الاندفاع نحو إلقاء اللوم على أنصار البيئة، لأنهم بدأوا بها أصلاً. وقال موقع «اكسيوس» الأميركي الذي يبذل قصارى جهده من أجل أجندة تحذيرية تتعلق بالمناخ: «الحرب الجديدة هي مواقد الغاز». وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» لقرائها أن «المنظمين ليست لديهم خطط لحظر مواقد الغاز، ولكن الجمهوريين ينتقدون لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية، لإعلانها أنها ستدرس الآثار الصحية لهذه الأجهزة».
انتقادات الجمهور
ولكننا لم نختلق كلمات ترومكا، بل قمنا مع الآخرين بالرد عليها. وبعد انتقادات الجمهور الساخنة، بما فيها ما قاله السيناتور الديمقراطي، جو مانشين، أنكر رئيس لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية، وجود خطط لحظر مواقد الغاز، وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أيضاً لا يريد حظر مواقد الغاز. ولكن ذلك بمثابة مواساة بسيطة لأن المتشددين في الدفاع عن المناخ، يريدون حظر هذه المواقد، كما أن المدن والولايات التقدمية تنوي حظرها فعلاً.
وقامت مدن تقدمية مثل بيركلي، وسان فرانسيسكو، ومدينة نيويورك، بحظر مواقد الغاز فعلاً، وكذلك مواقد الغاز الأخرى في المباني الصغيرة. واقترحت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوتشول، هذا الأسبوع، حظر المعدات التي تعمل بالغاز، بما فيها المواقد الموجودة في المباني الصغيرة بحلول عام 2025، والمباني الضخمة في عام 2028.
وبحلول عام 2030 لن يكون مسموحاً لسكان نيويورك باستبدال مواقدهم الغازية بأخرى جديدة إذا تعطلت، وقال أحد المسؤولين في الولاية موضحاً «عندما تبدأون بالانتقال سيتعين على الجميع تغيير مواقدهم الغازية. وبهذه الطريقة سيتم التحول نحو الطاقة الخضراء في كل شيء. وبحلول عام 2035، لن يكون سكان ولايتي نيويورك وكاليفورنيا قادرين على شراء سيارات تعمل بالبنزين أيضاً.
مواقد الغاز
وتساعد إدارة بايدن وتشجع أيضاً قضية رفض مواقد الغاز. وفي العام الماضي أرسلت مذكرة ودية وقصيرة إلى محكمة الدائرة التاسعة للاستئناف تدعم حظر الغاز في مدينة بيركلي، في ولاية كاليفورنيا. وترى وزارتا العدل والطاقة أن المدن والولايات يجب أن تكون قادرة على ممارسة سلطات تخولها حظر استخدام «مواد خطرة وغير آمنة»، وليس من الضروري أن تتدخل الحكومة الفيدرالية في قضية تنظيمية محلية، ولكنها يمكن أن تتضامن مع القضايا المتعلقة بحماية المناخ.
ويدّعي التقدميون أن مواقد الغاز تنتج الغازات الملوثة التي تضر بصحة البشر. ولكن التلوث يأتي من الطبخ في مكان ذي تهوية سيئة، وليس من الغاز الطبيعي. وتحوي المواقد الكهربائية أيضاً «مخاطر مخفية» تتمثل في حدوث احتراقات محتملة، وفق الكلمات التي قالها ترومكا.
وبالمناسبة، نشرت وزيرة الطاقة، جينيفر غرانهولم، تغريدة الأسبوع الماضي، ذكرت فيها رابطاً لدراسة تربط مواقد الغاز بمرض الربو وقالت في تغريدتها: «ولهذا علينا إصلاح هذا الأمر»، وقالت في التغريدة: «من خلال قانون خفض التضخم، سيكون لدى الأميركيين وصول أكبر إلى المواقد الكهربائية»، ويشتمل قانون خفض التضخم خصومات تصل إلى 840 دولاراً للمواقد الكهربائية.
وستكون فعلاً حرباً ثقافية مقبلة بشأن مواقد الغاز، وكل شيء له علاقة بالوقود الأحفوري، لأن المناخ أصبح بالنسبة لليساريين قضية جوهر الهوية الثقافية. ويرغب التقدميون في فرض قيمهم على أسلوب حياة الجميع، بما فيها العمل في المطابخ. وإذا لم تنجح المساعدات، يتم اللجوء إلى الإجبار. وعندما يعجزون عن الفوز في الجدل السياسي، سيلجأون إلى قوة الحكومة. وسيأتون فعلاً إلى مواقد الجميع. ويجب الاستعداد لذلك.
• بحلول عام 2030 لن يكون مسموحا لسكان نيويورك باستبدال مواقدهم الغازية بأخرى جديدة إذا تعطلت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news