رئيس «ميونيخ للأمن»: شولتس لم يكوّن صداقات في الولايات المتحدة
اتّهم رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، كريستوف هويسجن، المستشار الألماني، أولاف شولتس، بإغضاب الولايات المتحدة بسلوكه في الجدل حول توريد دبابات قتالية لأوكرانيا.
وذكر هويسجن أن حكومة الولايات المتحدة كانت تتوقع من ألمانيا أن تضطلع بدور ريادي في توريد دبابات قتالية من طراز «ليوبارد» لأوكرانيا، لكن شولتس لم يقبل ذلك. وقال هويسجن في تصريحات لصحيفتي «راينيشه بوست» و«جنرال أنتسايجر» الألمانيتين الصادرتين أمس: «من المؤكد أن المستشار لم يكوِّن صداقات في واشنطن».
وتعتزم الحكومة الألمانية توريد دبابات من طراز «ليوبارد 2» لأوكرانيا، وستسمح أيضاً للحلفاء بالقيام بذلك. ويستنكر منتقدون أخذ هذا القرار بعد تردد شديد.
وقال هويسجن: «الولايات المتحدة سلمت لأوكرانيا 10 أضعاف الأسلحة التي سلمتها ألمانيا. لا أعرف أين سنكون نحن الأوروبيين في دعم أوكرانيا من دون الأميركيين، أو أين سيكون الروس الآن»، معرباً لذلك عن تفهمه لاستياء الجانب الأميركي من الأمر.
وفي ما يتعلق بالسياسة الأمنية، ذكر هويسجن أنه يتعين على أوروبا أن تقف على قدميها، وقال: «على أوروبا وألمانيا بذل المزيد من الجهد من أجل ذلك، خصوصاً أن القوة الرائدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) - الولايات المتحدة - تتجه أكثر نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ»، متوقعاً أن تستمر أوروبا في المستقبل المنظور في الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية كقوة حامية.
وأكد هويسجن أن ألمانيا، باعتبارها أقوى دولة اقتصادية في أوروبا، عليها أن تضطلع بدور ريادي، أيضاً في المجال العسكري، وقال: «لكن هذا بالضبط ما لا نراه الآن. لا يمكن أن تعني القيادة أن تكون دائماً آخر من يفعل ما هو ضروري للغاية، مثلما هو الحال في الدبابات القتالية»، مضيفاً أن ألمانيا لاتزال تتصرف بأقل من إمكاناتها والتوقعات المنتظرة منها.
من جهته، انتقد المستشار الألماني، أولاف شولتس، الجدل الدائر حول تسليم طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا.
وقال شولتس في مؤتمر صحافي في سانتياغو دي تشيلي مساء الأحد: «من الغريب أن يتم إجراء هذا النقاش. على البعض أن يسألوا أنفسهم: لماذا يطرحون هذا السؤال، بينما يتعلق الأمر بمساعدة الأوكرانيين»، مؤكداً ضرورة إجراء نقاش جاد وليس «مزايدات (...)، قد تكون نابعة على الأرجح من دوافع سياسية محلية في الأساس بدلاً من دعم أوكرانيا».
وأكد شولتس أنه عندما يتعلق الأمر بقضية مهمة مثل عمليات تسليم أسلحة يجب تدبّر الأمر والإمعان فيه بعقلانية. وأشار شولتس إلى أنه بعد وقت قصير من بدء الحرب الروسية في أوكرانيا استبعد هو والرئيس الأميركي جو بايدن إقامة مناطق حظر طيران، لأن ذلك كان سيؤدي إلى صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفاً أنه تم أيضاً رفض «بعض الطلبات غير المنطقية من هذا القبيل» مثل نشر قوات برية في أوكرانيا، وقال: «لقد قيل كل شيء بالفعل عن هذا أيضاً مني أنا».
وكان النقاش العام الماضي حول منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا يدور حول أنه لا يمكن فرض ذلك إلا إذا قدم «الناتو» طائرات مقاتلة خاصة به، ورفض شولتس وبايدن ذلك. ومع ذلك فإن المناقشة الجارية تدور حول إتاحة الطائرات المقاتلة لأوكرانيا، والتي سيسيّرها بعد ذلك طيارون أوكرانيون.
وطالبت أوكرانيا بطائرات مقاتلة، ولم تستبعد الولايات المتحدة تسليمها مقاتلات بصورة مبدئية.
وقال شولتس قبل أيام قليلة في البرلمان الألماني (بوندستاج) عن الجدل حول تسليم المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا: «لقد أوضحت في وقت مبكر للغاية أن الأمر لا يتعلق بطائرات مقاتلة، وأنا أكرر ذلك هنا أيضاً»، مضيفاً أنه عندما تمت مناقشة إقامة مناطق حظر طيران بعد وقت قصير من بدء الحرب، قال هو وبايدن: «لن نفعل ذلك»، وأضاف: «لم يتغير شيء في هذا الموقف، ولن يتغير شيء أيضاً».
ألمانيا باعتبارها أقوى دولة اقتصادية في أوروبا عليها أن تضطلع بدور ريادي أيضاً في المجال العسكري.
شولتس: عندما يتعلق الأمر بقضية مهمة مثل عمليات تسليم أسلحة يجب تدبّر الأمر والإمعان فيه بعقلانية.