نزوح ونوم في الشوارع.. وحصيلة قتلى الزلزال في البلدين تتجاوز 11700

سباق مع الزمن ومخاوف بشأن المحـاصرين تحت الأنقاض في سورية وتركيا

صورة

بدأ الوقت يضيق أمام عناصر الإنقاذ في محاولتهم العثور على ناجين في تركيا وسورية، بعد يومين على الزلزال المروع الذي يواصل عدد ضحاياه الارتفاع وتجاوز 11 ألفاً و700 قتيل. وفيما أقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بوجود مشكلات في استجابة حكومته في البداية لكارثة الزلزال، وتعهد بتوفير مأوى للمتضررين، قالت وسائل إعلام رسمية سورية، إن أكثر من 298 ألفاً اضطروا إلى ترك منازلهم بسبب الزلزال المدمر.

وفي أجواء البرد القارس، يواصل عناصر الإغاثة سباقهم مع الزمن، لمحاولة إنقاذ الناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، وضرب فجر الإثنين جنوب شرق تركيا وسورية المجاورة.

ويؤدي سوء الأحوال الجوية إلى تعقيد عمليات الإنقاذ. وحذر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أمس، من أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون «حاسمة» للعثور على ناجين.

وفي مدينة أنطاكية التركية، تم وضع عشرات الجثث في صفوف، مع تغطية بعضها بالبطانيات والشراشف، ووضع البعض الآخر في أكياس الجثث، على الأرض أمام أحد المستشفيات.

وفي غازي عنتاب، القريبة جداً من مركز الزلزال، قالت سيدة من السكان، إنها فقدت الأمل في العثور على خالتها العالقة تحت الأنقاض، على قيد الحياة. وأضافت «فات الأوان. الآن نحن ننتظر موتانا».

وارتفعت حصيلة قتلى الزلزال في تركيا وسورية إلى أكثر من 11 ألفاً و700، حسبما أظهرت أمس أرقام رسمية.

وقال مسؤولون وعاملون طبيون، إن 8574 شخصاً قضوا في تركيا، و2662 في سورية، ما يرفع حصيلة القتلى الإجمالية إلى 11 ألفاً و236.

ومن المتوقع أن يرتفع العدد بعدما أصبحت مئات المباني المنهارة في كثير من المدن مقابر لمن كانوا نائمين في المنازل، عندما وقع الزلزال.

ووصل الرئيس التركي، الذي أعلن حالة الطوارئ في 10 أقاليم، مع نشر قوات الجيش للمساعدة في الإغاثة، إلى مدينة كهرمان مرعش، لتفقد ما خلفه الزلزال من دمار، وكذلك جهود الإنقاذ والإغاثة.

وأقر الرئيس التركي في محاولة لتهدئة الغضب والانتقادات، بسبب بطء عمليات الإنقاذ «واجهتنا صعوبات في البداية في المطارات وعلى الطرقات، لكن الوضع أفضل اليوم، وسيكون أفضل غداً».

وتابع «حشدت الدولة جميع مواردها، وتعمل مع إدارة الكوارث والطوارئ والبلديات المعنية بكل الوسائل المتاحة لها».

وقال أردوغان خلال زيارة لمنطقة الزلزال إن العمليات تمضي الآن بشكل طبيعي، وتعهد بتوفير مأوى لكل المتضررين.

وأمضت عائلات في جنوب تركيا وسورية ليلة ثانية في ظل أجواء من البرد القارس، فيما حاول عمال الإنقاذ المنهكون انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

ونام كثيرون في سياراتهم أو في الشوارع ملتحفين الأغطية، ويملؤهم الخوف من العودة إلى المباني التي هزها الزلزال.

وفي سورية، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن أكثر من 298 ألفاً اضطروا إلى ترك منازلهم بسبب الزلزال المدمر.

ويشير هذا الرقم فيما يبدو إلى سوريين يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة، وتضررت من الكارثة، وليس من يعيشون في مناطق تسيطر عليها أطراف أخرى.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء، نقلاً عن حسين مخلوف، وزير الإدارة المحلية والبيئة، أن الدولة فتحت 180 مأوى للنازحين.

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن 23 مليون شخص «قد يكونون تضرروا بالزلزال، بما في ذلك نحو خمسة ملايين شخص في وضع ضعف».

وأعلن الاتحاد الأوروبي حشد 1185 من عمال الإنقاذ، و79 من كلاب البحث، إلى تركيا، من 19 من دوله الأعضاء، بينها فرنسا وألمانيا واليونان. وبالنسبة لسورية، فإن الاتحاد الأوروبي على اتصال بشركائه في المجال الإنساني على الأرض، ويمول عمليات الإغاثة.

ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن، نظيره التركي بتقديم «كل المساعدة الضرورية أياً تكن».

وفي السعودية، أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أمس، الحملة الشعبية عبر منصة «ساهم»، لمساعدة المتضررين من الزلزال في سورية وتركيا.

من جهتها بدأت سلطنة عُمان، أمس، بتسيير جسر جوي لنقل مواد إغاثية وطبية للمناطق المتضررة من الزلزال في سورية وتركيا.

تويتر