دخول أول قافلة إغاثة أممية.. وتـفاقم الإحباط بسبب بطء توصيل المساعدات

عدد قتلى الزلزال في تركيا وسورية يتجـاوز 19300.. وتلاشي الآمال في العثور على ناجين

صورة

تجاوزت أعداد قتلى الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية 19 ألفاً، أمس، فيما تتلاشى الآمال في العثور على ناجين بعد 72 ساعة من وقوع الكارثة ويتفاقم الإحباط بسبب بطء توصيل المساعدات. وفيما أعلن عن دخول أول قافلة مساعدات أممية منذ وقوع الزلزال إلى شمال سورية، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيعقد مؤتمراً خاصاً للمانحين لجمع الأموال لضحايا الزلزال في تركيا وسورية.

وتفصيلاً، واصل عمال الإنقاذ في تركيا وسورية أمس، في أجواء البرد الشديد، جهودهم بحثاً عن ناجين تحت الأنقاض مع تضاؤل فرص إنقاذهم بعد مرور ثلاثة أيام على الزلزال، حيث وصل عدد قتلاه في تركيا وسورية إلى 19300، ليتجاوز عدد ضحايا كارثة الزلزال وتسونامي في فوكوشيما اليابانية.

وقضى كثيرون في تركيا وسورية ليلة ثالثة في العراء أو في السيارات وسط انخفاض شديد في درجات الحرارة في الشتاء، بعد أن دُمرت منازلهم أو اهتزت بشدة جراء الهزات مما يجعلهم يخشون بشدة العودة إليها، وأصبح مئات الآلاف دون مأوى وسط برد الشتاء القارس.

وفي تركيا، أظهرت لقطات تم تداولها في وقت متأخر من مساء الأربعاء إنقاذ عدد قليل من الناجين، من بينهم عبدالعليم معيني، الذي تم انتشاله من منزله المنهار في إقليم خطاي حيث ظل تحت الأنقاض منذ يوم الاثنين بجوار زوجته التي لاقت حتفها.

وظهر رجال الإنقاذ في تغطية حية لمحطة «تي.آر.تي» التلفزيونية الرسمية في تركيا أمس، وهم ينتشلون امرأة مصابة تبلغ من العمر 60 عاماً من تحت أنقاض مبنى سكني في مدينة ملاطية بعد 77 ساعة من وقوع الزلزال الأول.

وأنقذ عمال الطوارئ أماً وطفليها بعدما قضوا نحو 78 ساعة تحت أنقاض منزلهم في محافظة كهرمان مرعش جراء الزلزال المدمر.

وعانق رجال الإنقاذ بعضهما بعضاً بعد نجاح المهمة، وقال أحدهم إنهم عملوا لـ15 ساعة لتحرير الأسرة. وقفزت أعداد القتلى في تركيا إلى 14014 وتجاوز عدد المصابين 63 ألفاً. وفي سورية، لقي أكثر من 3000 حتفهم، وفقاً للحكومة وخدمة الإنقاذ. يأتي هذا فيما قال مسؤول في معبر حدودي لـ«رويترز»، إن قافلة تابعة للأمم المتحدة وتحمل مساعدات إنسانية دخلت سورية أمس، من معبر باب الهوى مع تركيا لأول مرة منذ الزلزال المدمر. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عند المعبر قافلة من ست شاحنات فقط تعبر إلى سورية، وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.

وتعمل تركيا، على فتح معبرين حدوديين مع سورية للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جارتها.

وقال رائد الصالح رئيس خدمة الإنقاذ في شمال غرب سورية، إن من المتوقع أن ترتفع أعداد القتلى والجرحى بشكل أكبر بكثير إذ لايزال العديد من العائلات تحت أنقاض المباني المنهارة.

وفي تركيا، اشتكى كثيرون نقص المعدات والخبرة والدعم لإنقاذ العالقين الذين يسمعونهم أحياناً يصرخون طلباً للمساعدة.

وقال أردوغان للصحافيين أمس، خلال زيارة لإقليم غازي عنتاب المتضرر من الكارثة إن الزلزال دمر أكثر من 6400 مبنى، وإن تركيا تهدف إلى إنشاء مبانٍ جديدة من ثلاثة وأربعة طوابق في المنطقة في غضون عام واحد.

واعترف سفير سورية لدى الأمم المتحدة بأن الحكومة تعاني «نقصاً في القدرات والعتاد»، وأرجع السبب في ذلك إلى الحرب الأهلية والعقوبات الغربية. وفي بروكسل أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيعقد مؤتمراً خاصاً للمانحين في الأشهر المقبلة لجمع الأموال لضحايا الزلزال في تركيا وسورية. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، إن الكتلة المكونة من 27 عضواً تبعث برسالة إلى شعب تركيا وسورية مفادها أنها ستدعم مجتمعاتهما لأنه «لا ينبغي ترك أي شخص بمفرده عندما تضرب مأساة مثل هؤلاء الناس». وأعلنت فرنسا أنها ستخصص مساعدات عاجلة لسكان سورية بقيمة تصل إلى 12 مليون يورو إثر الزلزال العنيف.

تويتر