تهجير 80 ألف فلسطيني في النقب على قائمة مخططات نتنياهو

منذ أن كان طفلاً في سن الـ10 من عمره، يعيش الشيخ كايد الأطرش (85 عاماً) داخل قرية «الأطرش» في صحراء النقب جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، إحدى القرى التي لا تعترف بها قوات الاحتلال على مر السنوات التي عاشها المسن الفلسطيني حتى هذه اللحظة، بل وتحرم سكانها عمداً من مقومات الحياة.

أصيب الشيخ كايد بالصمم على مدار هذه السنوات الطوال، لكن ذهنه لم يفقد ذاكرة عقود المعاناة والقمع والحرمان على أرض قرى النقب، في إطار تنفيذ الكثير من مخططات المصادرة والنهب والتهجير، الرامية إلى اقتلاع بدو فلسطين من ديارهم التي يعيشون بداخلها توارثاً منذ عشرات السنين.

اليوم يدنو التهجير من الأطرش ثانية، منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، ليرحل مجدداً من أرضه، ولكن هذه المرة برفقة الأبناء والأحفاد، لمواجهة مصير مجهول خطته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

تهجير بالتحريش

فوق مساحات شاسعة داخل أراضي صحراء النقب الفلسطينية تزيد على 650 ألف دونم، يعيش 80 ألف فلسطيني، من بينهم الشيخ كايد وعائلات أخرى، داخل 35 قرية لا تعترف بها إسرائيل قطعاً، ولكن اليوم أعادت حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة مخطط تهجيرهم السابق إلى قائمة أعمالها للعام الجاري.

ويشير رئيس المجلس الإقليمي لقرى النقب مسلوبة الاعتراف، عطية الأعسم، إلى أن المخطط الإضافي الجديد يقضي بمنع توسعة أراضي تلك القرى، ومحاصرة سكانها البدو داخل مناطقهم، والتضييق عليهم في كل نواحي حياتهم اليومية، لإرغامهم على الرحيل من أراضيهم.

ويبيّن أن المخطط القديم الجديد ينص على تجميع سكان قرى النقب في أراضٍ نائية شرق مدينة بئر السبع المجاورة، لا تتعدى مساحتها 65 ألف دونم، والممتدة من منطقة عراد حتى مفرق السقاطي، مروراً بوادي النعم حتى قرية رخمة، ومن المطار غرباً حتى شارع (6). ويضيف رئيس مجلس قرى النقب غير المعترف بها أن «التحريش الإسرائيلي يستهدف مناطق النقب التي ليس عليها نفوذ، وهي بالنسبة لقوات الاحتلال القرى مسلوبة الاعتراف».

وينوه إلى أن المخطط الجديد، بما فيه التوسعة الاستيطانية، يشطب كل ما هو فلسطيني فوق أرض صحراء النقب التاريخية، في إطار نكبة جديدة، إذ ستصادر مئات آلاف الدونمات، ويهجر ما يزيد على 80 ألف فلسطيني يقطنون التجمعات البدوية، قسراً، بشتى الوسائل التي تمتلكها القوات الإسرائيلية.

ويسترسل الأعسم أن قوات الاحتلال التي ترفض الاعتراف بـ«الطابو العثماني»، لا ترغب في هذه المرحلة سوى في تنفيذ مخطط تهجير سكان النقب من داخل أراضيهم الأصلية، بقوة السلاح، لجلب المستوطنين بأعداد كبيرة.

رئيس المجلس الإقليمي لقرى النقب:

• «الاحتلال يرفض الاعتراف بـ(الطابو العثماني)، ولا يريد سوى تنفيذ مخطط تهجير سكان النقب من داخل أراضيهم الأصلية، بقوة السلاح، لجلب المستوطنين بأعداد كبيرة».

• المخطط القديم الجديد ينص على تجميع سكان قرى النقب في أراضٍ نائية شرق مدينة بئر السبع المجاورة، لا تتعدى مساحتها 65 ألف دونم، والممتدة من منطقة عراد حتى مفرق السقاطي، مروراً بوادي النعم حتى قرية رخمة، ومن المطار غرباً حتى شارع (6).

الأكثر مشاركة