بلدية الاحتلال في القدس ترفض بناء جدار استنادي لحمايتهم
انهيار منازل «أبوتايه».. وسيلة إسرائيلية لطرد 160 مقدسياً من «سلوان»
إلى الجنوب من المسجد الأقصى المبارك يدهم الخوف 160 مقدسياً، يقطنون حي «أبوتايه» داخل حي عين اللوزة في بلدة سلوان، تحسباً من خطر شديد قد يقع في أي لحظة، ويودي بحياتهم وأطفالهم.
وبين ليلة وضحاها، يتخوف المقدسيون من انهيار أتربة الشوارع، وجدران البيوت التي يقطنون بداخلها منذ عشرات السنين، جرّاء هدم بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس الشريف، جداراً استنادياً لمنازل سكان الحي، وإهمال منحهم تراخيص إعادة بنائه.
وتقع منازل عائلات «أبوتايه» فوق الجدار الاستنادي البالغة مساحته 50 متراً مربعاً، بارتفاع أربعة أمتار، وكذلك أسفل منه، لينتج عن إهمال بلدية الاحتلال المتعمد أضراراً جسيمة، أصابت البنية التحتية لشوارع الحي المقدسي، وبعض منازل سكانه.
صراع الجدار
حكاية الصراع الذي تقوده بلدية الاحتلال بحق عائلات حي «أبوتايه» بدأت في شهر أكتوبر الماضي، جرّاء بناء السكان جداراً استنادياً لحماية منازلهم الواقعة على سفح جبل عال، في ظل تدفق سيول مياه الأمطار، وخشية التسبب في انهيارات كبيرة في البنية التحتية، وأتربة المنازل.
ويقول عضو لجنة الدفاع عن أرض سلوان، وأحد سكان منازل الحي المقدسي المتضررة خالد أبوتايه، لـ«الإمارات اليوم»، في حديث خاص: «إن بلدية الاحتلال أصدرت على الفور قراراً بهدم الجدار، بذريعة البناء دون ترخيص، وهذه حجتها التي يعانيها سكان (أبوتايه)، كما أحياء سلوان المقدسية، جرّاء تعنتها، ورفضها تنظيم الحي الذي تقطنه عشرات العائلات المقدسية، فيما ترفض تطوير المنازل وترميمها تحت تلك الذريعة».
ويضيف أبوتايه: «إننا على مدار أكثر من 20 عاماً أعددنا مخططات بناء لمنازل الحي، ومازلنا، وكل ذلك يستنزف أموالاً طائلة تنهك المقدسي، الذي يحارب في جوانب حياته اليومية كلها، وفي النهاية تقابل البلدية كل هذا العناء بالرفض القطعي».
بعد قرار بلدية الاحتلال، خاضت العائلات على مدار أربعة أشهر متتالية صراعاً قضائياً في أروقة المحاكم الإسرائيلية لوقف أمر هدم الجدار، والحصول على ترخيص بناء، الذي كان مصيره الرفض.
ويلفت عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان إلى أن العائلات اتجهت مباشرة إلى محكمة البلدية، والتي بدورها أمهلتهم فترة زمنية لاستصدار ترخيص بناء الجدار، عقب تقديم الأوراق اللازمة لذلك، وفي نهاية المطاف كان الرفض هو سيد الموقف، وذلك بحسب أبوتايه.
ويشير إلى أنه بعد فشل جميع محاولات سكان الحي في حماية منازلهم من الانهيار بالجدار الاستنادي، دهمت جرافات بلدية الاحتلال الحي بداية شهر فبراير الجاري، لتهدم الجدار الملتصق بمنازل أكثر من 16 عائلة مقدسية.
ويبيّن أبوتايه أن هدم الجدار تسبب بتشققات كبيرة في منازل السكان وجدرانها، وانهيارات وانزلاقات في بنية الشوارع التحتية، نتيجة الأمطار التي تزامنت مع إزالة الجدار الاستنادي.
مخاوف حقيقية
بعد أيام عدة من هذه الحادثة، وتحديداً بداية الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، شهد حي «أبوتايه» انهيارات أخرى في منازل السكان، وأتربة غطت الشوارع، نتيجة السيول بسبب مياه الأمطار، إلى جانب إصابة البنية التحتية بأضرار جسيمة، جرّاء إهمال بلدية الاحتلال تطوير الأحياء المقدسية.
ونتيجة لذلك، يدنو الخطر أكثر داخل منازل العائلات المقدسية، وتنزلق الأتربة التي كان يستند إليها الجدار نحوهم، وتسقط أعمدة الكهرباء على بيوتهم، إلى جانب الخشية من انهيار بعض المنازل الواقعة أعلى الجدار، وذلك بحسب أبوتايه.
أثر بعد عين
ويقول عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان: «إن الجدار يلتصق بمنزلي ومنازل أشقائي والبالغ عددهم 70 فرداً، ونمتلك أرضاً مساحتها ثلاثة دونمات، وهي عبارة عن حديقة خضراء ومتنزه لأطفالنا، إلا أن ذلك أصبح أثراً بعد عين، نتيجة هدم الجدار الاستنادي وانهيار حجارته وأتربته».
وإلى جانب منازل عائلته، ينوه أبوتايه إلى أن 90 مقدسياً من عائلة العباسي يقطنون فوق الجدار وأسفله، حيث دهمت الأتربة المنهارة منازلها، وتصدعت جدرانها، إلى جانب تسرب مياه الأمطار داخلها، وهذا لم يكن يحدث مع وجود الجدار الاستنادي.
ويقول أبوتايه: «إن بلدية الاحتلال تتهرب من مسؤولياتها تجاه سكان الأحياء المقدسية، وتمتنع عن توفير أدنى ما نحتاج إليه، وعليها الاستجابة لمطلبنا الوحيد بإعادة بناء الجدار، لحماية أطفالنا من خطر يتربص بهم ليل نهار». ويشير إلى أن بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة تخطط لتحويل حي عين اللوزة، الذي يحتضن منازل حي «أبوتايه» إلى متنزه خاص باليهود، مشيراً إلى أنها ترفض منح المقدسيين تراخيص البناء بذريعة الأراضي الخضراء والمرافق العامة، تمهيداً للاستيلاء عليها، وتهجير سكانها.
ويقول أبوتايه: «إن جامع القعقاع في حي (أبوتايه) أحد المرافق المهددة بالهدم والإزالة، من أجل تحويل مكانه ضمن مسار تلمودي يمتد صوب البلدة القديمة بالمدينة المقدسة، إذ هود الاحتلال اسم الشارع الذي يقع المسجد في مساره، ليصبح اسمه (عير ديفيد)، أي مدينة داوود».
بلدية الاحتلال أصدرت على الفور قراراً بهدم الجدار، بذريعة البناء دون ترخيص، وهذه حجتها التي يعانيها سكان «أبوتايه»، كما أحياء سلوان المقدسية، جرّاء تعنتها، ورفضها تنظيم الحي الذي تقطنه عشرات العائلات المقدسية، فيما ترفض تطوير المنازل وترميمها تحت تلك الذريعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news