«البحر المتوسط».. أخطر طريق ومقبرة لأحلام المهاجرين
المهاجرون الأفارقة والآسيويون الذين يحاولون الوصول من شمال إفريقيا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، غالباً ما يعانون ظروفاً مروعة، بل ومميتة أحياناً قبل التوجه شمالاً على متن قوارب مكتظة وغير صالحة للإبحار كثيراً ما تغرق أو تتعرض لمشاكل.
من وقت لآخر نسمع عن مأساة جديدة لقوارب المهاجرين غير الشرعيين بعرض البحر الأبيض المتوسط الذي تحول إلى مقبرة مفتوحة وكابوس لأهوال لا يمكن تصورها تواجه المخاطرين بحياتهم على متن قوارب مكتظّة، وغالباً ما يُتركون للانجراف هباءً لأيام عدة بدون طعام أو ماء أو رعاية طبية كافية.
بعد أقل من أسبوعين من حادث غرق عشرات المهاجرين قبالة ساحل إيطاليا الجنوبي، أرسل خفر السواحل والبحرية الإيطالية سفناً عدة الجمعة الماضية لإنقاذ 1300 مهاجر تقطعت بهم السبل في وسط البحر المتوسط، أخطر طريق للهجرة في العالم.
وأعلن خفر السواحل في بيان أن ثلاثاً من سفنه بصدد التدخل جنوب سواحل كروتوني في منطقة كالابريا لإنقاذ قارب كبير على متنه نحو 500 مهاجر.
وتعمل ثلاث سفن أخرى لخفر السواحل على إنقاذ قاربين آخرين على متنهما نحو 800 شخص.
وبحسب خفر السواحل الذي نشر صوراً تظهر ثلاثة قوارب محملة فوق طاقتها، فإن عملية الإنقاذ معقدة خصوصاً بسبب العدد الكبير من الأشخاص على متن القوارب.
وإزاء هذا الموقف، طلب خفر السواحل الدعم من البحرية الإيطالية، وأشارت وزارة الدفاع في بيان إلى أنها أعطت أمراً بالتدخل الفوري للسفينة العسكرية سيريو التي اتجهت إلى الموقع لتقديم المساعدة.
وحادث غرق قارب قبل نحو أسبوعين قبالة مدينة كروتوني، ما أسفر عن مقتل 73 شخصاً على الأقل، خلّف صدمة في إيطاليا، حيث نظمت حكومة جورجيا ميلوني اليمينية المتطرفة اجتماعاً لمجلس الوزراء الخميس الماضي قرب موقع الغرق في إشارة تضامن ورغبة في تشديد إجراءات المراقبة البحرية منعاً لحدوث مآسٍ جديدة.
وفي تونس أعلن الحرس الوطني الجمعة عن ضبط أكثر من 2500 مهاجر معظمهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء في محاولات للهجرة غير الشرعية نحو السواحل الأوروبية.
وإجمالاً أحبط الحرس البحري خلال اليومين الماضيين 67 محاولة لاجتياز الحدود كما انتشل في وقت سابق 14 جثة إثر غرق مركبين بسواحل صفاقس، التي تعد منصة رئيسة لانطلاق قوارب الهجرة، إضافة إلى ليبيا.
ووفق وكالة حرس الحدود الأوروبية «فرونتكس» ارتفع عدد المهاجرين الوافدين عبر طريق وسط البحر الأبيض المتوسط بنسبة 116% في يناير وفبراير مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يقدر عدد من لقوا حتفهم أو اختفوا في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم العبور لأوروبا خلال عام 2021 وحده بنحو 1600 شخص.