لماذا يحب الألمان العائلة الملكية البريطانية لهذا الحد
رحبت الحشود المتحمسة بالملك تشارلز وزوجته كاميلا، رافعين العلمين الألماني والبريطاني، خلال زيارتهما الرسمية لألمانيا. ونشرت صحف مثل «برلينز زايتونغ» و«سودوتشه زايتونغ» معلومات مفيدة حول البروتوكول الملكي في حال التقى القراء بالملك والملكة. وتضمنت النصائح كيفية التعامل بشكل صحيح، وكيفية نطق كلمة «سيدتي» بشكل صحيح. ولكن ما الذي يحبه الألمان كثيراً في العائلة الملكية البريطانية؟
وفي حديث مع الإذاعة الحكومية، قال أستاذ الدراسات البريطانية، جيرهارد دانيمان، إن إعجاب الجماهير الألمانية بالملكية البريطانية، له بعض المزايا المغرية للغاية. وأوضح، «في ألمانيا، هناك كل البهاء والسحر والمكانة المشهورة للعائلة المالكة»، مستدركاً، «بغض النظر عن السياسة أو النفقات».
وتلعب الجذور الألمانية لعائلة وندسور المالكة، أيضاً، دوراً في شعبيتها في بلد تنازل فيه القيصر، وهو حفيد الملكة فيكتوريا، منذ أكثر من قرن بعد هزيمته في الحرب العالمية الأولى.
وكانت العائلة المالكة البريطانية تُعرف سابقاً باسم مختلف، بسبب زوج فيكتوريا الألماني ألبرت، ولكن تغير اسمها خلال الحرب العالمية الأولى بسبب المشاعر المعادية للألمان. ومن المؤكد أن حقيقة أن الملك، الذي يتحدث الألمانية، فخور بجذوره ويقضي وقتاً للقاء وتناول العشاء مع أبناء عمومته الألمان، سيكون موضع تقدير في بلد زاره نحو 60 مرة.
وقال ابن عم الملك، الأمير إدوارد فون انهالت، إن تشارلز الثالث «لم ينكر أبداً أصوله الألمانية،» مضيفاً، «حتى لو لم يحظَ بشعبية كبيرة لدى العديد من الإنجليز»، ولكن والدته، الملكة الراحلة إليزابيث، هي التي يجب أن تأخذ معظم الفضل في دفء الترحيب بتشارلز والعاطفة الدائمة للعائلة المالكة في ألمانيا.
وقد حظيت إليزابيث الثانية باحترام كبير لدرجة أن الألمان كانوا يلقبونها بـ«الملكة»، باستخدام المصطلح الإنجليزي بدلاً من «كونيغين»، وهي الكلمة الألمانية للملكة.
وقال عمدة المدينة بيتر تشينتشر إن موتها «تسبب في حزن وتعاطف أكبر في هامبورغ»، حيث أشاد بزيارة الدولة ووصفها بأنها «علامة سياسية قوية على العلاقة بين ألمانيا وبريطانيا العظمى».
ووصفت الملكة الراحلة زيارتها الرسمية التي استغرقت 11 يوماً إلى ألمانيا في عام 1965 - والتي كانت لاتزال مقسمة بين الغرب والشرق - بأنها «تجربة مؤثرة للغاية». ورافقها في جولة في برلين الغربية العمدة آنذاك ويلي برانت، الذي أصبح فيما بعد مستشاراً.
ويُنظر إلى الزيارة على نطاق واسع على أنها علامة على مصالحة مع ألمانيا بعد الحرب، وبعد 20 عاماً من الحرب العالمية الثانية.