قانونيان في السعودية: لا سجن في الحق المالي الخالص

أكد المحامي خالد الحجاج لـ«عكاظ» أنه لا يوجد سجين في حق مالي خاص خالص، إلا أن الحق المالي الخاص قد يكون مترتباً على أفعال قرر لها النظام عقوبات في الحق العام كعقوبة السرقة أو النصب والاحتيال وغيرها، فهنا يحبس (المدين) للجريمة لأنه (جانٍ) ويؤمر بأداء الحق المالي الخاص للغير، فالحبس هنا عقوبة على جريمة، وليس لأجل الدين. جاء ذلك رداً على ما يثار من تساؤل في منصات التواصل الاجتماعي بسبب قيام البعض بنشر فواتير سداد ديون خاصة لسجناء، ويطلبون من الغير سدادها؛ كون صاحب الفاتورة مسجوناً، وأن ما يتعلق بحبس المدين في الحقوق الخاصة موقوف بموجب أمر بتعليق تنفيذ الأحكام والأوامر القضائية النهائية المتصلة بحبس المدين في قضايا الحق الخاص.

وأوضح المحامي الحجاج أن عدم الحبس بالحق المالي لا يعني أن حقوق الناس مستهانٌ بها، فالنظام حدد عقوبات مالية ومدنية من جنس التعامل المدني الذي نحن بصدده (دين)؛ منها منع المنشآت المالية والجهات الحكومية من التعامل معه، وإيقاف صدور الوكالات والتفويضات منه، وإيقاف الخدمات، والمنع من السفر وغيرها، ومع التطور التقني والإلكتروني في جميع الخدمات الحكومية، إيقاف الخدمات صار نوعاً من سجن المدين (سجن إلكتروني).

من جانبه، أوضح المستشار القانوني بندر المغامس لـ«عكاظ» أنه يجب الرجوع إلى نظام التنفيذ ولائحته التنفيذية، فقد جاء في المادة (83) من نظام التنفيذ تحديد حالات صدور الحكم بالحبس التنفيذي مع تحديد ضوابط لحلول وإجراءات يقوم بها قاضي التنفيذ، لتحفيز وتمكين المدين من إيجاد الحلول وجميع الإجراءات المنصوص عليها تم تنظيمها لهدف الوفاء بالحقوق. وجاء في المادة (84) من نظام التنفيذ الحالات التي لا يجوز فيها الحبس التنفيذي للمدين، كما أن لائحتها التنفيذية نصت في الفقرة (3) بعدم جواز الحبس التنفيذي إذا كان عمر المدين 60 سنة فأكثر، أو كان للمدين أولاد قاصرون، وكان زوجه متوفى أو محبوساً لأي سبب.

الأكثر مشاركة