أمطار وثلوج تساقطت بكميات كبيرة بعد جفاف طويل
«الذوبان الكبير» في كاليفورنيا قد يسبب فيضانات غزيرة
كان الربيع في كاليفورنيا، هذا العام، فترة راحة مرحب بها، نظراً إلى الأمطار القياسية وتساقط الثلوج التاريخي الذي شهدته الولاية في الأسابيع الأخيرة. ولكن الخطر الجديد الناجم عن الطقس الحار يلوح في الأفق. وسيبدأ الجليد الهائل في الولاية في الذوبان قريباً، وتستعد المجتمعات المحلية للتعامل مع المياه، إذ من المتوقع أن تندفع تريليونات الغالونات من مياه الثلوج التي تغطي سلسلة جبال سييرا نيفادا، إلى الأنهار والخزانات مع ارتفاع درجة حرارة الطقس. وسيزيد ذلك من مخاطر الفيضانات في المناطق المشبعة بالفعل بفصل الشتاء شديد الأمطار في الولاية.
وقال عالم المناخ، دانييل سوين، في إفادة عبر الإنترنت هذا الأسبوع: «إن كتلة الثلج، التي تبلغ 233% من متوسط الأول من أبريل، تحتوي على ما يكفي من الماء لملء الخزانات في اتجاه مجرى النهر مرات عدة».
خطر
وأوضح سوين أن «الظروف قد تكون محفوفة بالمخاطر حتى من دون موجة حارة كبيرة، أو أمطار دافئة في أواخر الموسم، ويمكن أن يكون مزيج الطقس الدافئ في الربيع والسماء المشمسة كافيين لجريان سطحي سريع».
إنه تحد يواجه العديد من الدول في جميع أنحاء الغرب، والتي كان عليها جميعاً أن تصارع تحولاً شديداً في الظروف المناخية، بعد سنوات من الجفاف المدمر. ومن المتوقع أن تؤدي أزمة المناخ، التي تزيد من حدة الظواهر المتطرفة، إلى تأجيج تقلبات واسعة في المستقبل.
نماذج وتنبؤات أقل موثوقية
وأدى ذوبان الجليد السريع في الربيع إلى إحداث دمار، بالفعل، من الجنوب الغربي إلى جبال روكي، واضطرت طواقم الطوارئ في ولاية نيو مكسيكو إلى إجراء عمليات إنقاذ في المياه للمركبات المغمورة، كما قضى سكان أريزونا أياماً في العمل لنزح مياه الفيضانات من منازلهم.
إلى ذلك، أدت أزمة المناخ إلى جعل النماذج والتوقعات، التي تعتمد على البيانات التاريخية أقل موثوقية، وحتى مع وجود بيانات جيدة، فإن المعلومات لا تساعد كثيراً، وفقاً لمسؤولين في إدارة موارد المياه في كاليفورنيا.
وقالت جيني فروم، من كتيبة المهندسين في الجيش الأميركي: «لا نعرف في الواقع كيف سيذوب الثلج»، موضحة: «التحولات الصغيرة في الإشعاع الشمسي، وتدفق المياه الجوفية يمكن أن يحدثا فرقاً كبيراً في النتائج».
التعامل مع التقلبات الشديدة
من جهته، قال مدير قسم هيدرولوجيا الموارد المائية بكاليفورنيا، ديفيد ريزاردو: «كان لتغيّر المناخ خطط أخرى خلال السنوات الـ10 الماضية»، موضحاً: «كيف أن الزيادة في الأحداث الخارجية جعلت الإحصاءات والنماذج أقل موثوقية».
ومن الصعب أن نعرف في هذه المرحلة، ما إذا كانت الظروف ستتغير للأفضل أم للأسوأ ، وتابع ريزاردو: «ربما سيكون هناك المزيد من الثلج أو المطر. وقد نمر بفترة دافئة حقاً وجافة جداً تؤدي إلى تبخر الماء في النظام. وكلاهما يؤثر».
وأوضح الخبير: «مع ذلك، فإن ما يعرفه المسؤولون هو أن العديد من المناطق المعرضة لخطر أن تكون الأكثر تضرراً، اضطرت، منذ فترة طويلة، إلى التعامل مع الظروف المناخية الشديدة، بما في ذلك سنوات من الجفاف المدمر والحرارة الشديدة».
وقال خوسيه بابلو أورتيز، وهو عالم بارز في اتحاد علماء المناخ، وهو منظمة غير ربحية، إن «كثيراً من هذه المجتمعات ظلت تتأثر لسنوات من التقلبات الجوية». ويهتم العلماء والمسؤولون والناشطون، بشكل خاص، بالمجتمعات الموجودة في وادي سان جواكين بكاليفورنيا، وهو مركز زراعي يحتضن الوسط الجبلي للولاية.
وتسببت العواصف الشتوية، التي ضربت المنطقة في مارس، في فيضانات مدمرة، وألحقت أضراراً بالمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية، وتقدر المقاطعات الأضرار بمليارات الدولارات، وهناك حاجة إلى ملايين أخرى لتمويل الإصلاحات الأكثر إلحاحاً.
إصلاح السدود وتصريف المياه
وإلى جانب الموارد، سيستغرق الأمر وقتاً لإصلاح السدود التي تضررت، وتصريف المياه التي لاتزال تغمر الشوارع، وتجفيف المنازل والشركات. وكان التعافي بطيئاً، والوقت ينفد، إذ إن في أبريل ومايو تكون ذروة الجريان السطحي للذوبان الثلجي في العديد من هذه المناطق.
الحصول على مياه نظيفة
وحتى في الوقت الذي تتسابق فيه المنطقة للاستعداد لتدفقات المياه الخطرة، فإن آثار الجفاف لاتزال قائمة هناك. وقال أورتيز: «بالنسبة للبعض، إنها مشكلة تتعلق بكمية المياه، لكن بالنسبة للآخرين هي مشكلة جودة المياه»، مشيراً إلى أن العديد من المجتمعات، في هذه المنطقة، لاتزال تعاني من أجل الحصول على مياه نظيفة للشرب والنظافة.
وحذّر الخبراء من أن المخاطر التي تواجهها كاليفورنيا والغرب الأميركي الأوسع، ستزداد سوءاً مع اشتداد أزمة المناخ.
وفي ذلك يقول سوين: «إن مخاطر الجفاف - وكذلك الفيضانات الشديدة - آخذة في الارتفاع، في ظل ارتفاع درجة حرارة المناخ».
وفي حين أنه من الصعب أن نعزو أي حدث طقس واحد إلى أزمة المناخ، فإن التقلبات القاسية بين الرطب والجاف تناسب النمط المتوقع، من خلال النماذج واستنتاجات العلماء، كما أشار عالم المناخ. وفي غضون ذلك، فإن تأثير تلك الأحداث المناخية القاسية قد تم الشعور به لفترة أطول، كما قال سوين، مع المخاطر التي تشكلها سلسلة العواصف التي ضربت كاليفورنيا، والتي لاتزال قائمة حتى فصل الصيف. مع أن الشتاء لم ينته بعد.
• تسببت العواصف الشتوية، التي ضربت المنطقة في مارس، في فيضانات مدمرة، وألحقت أضراراً بالمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية.
• حذّر الخبراء من أن المخاطر التي تواجهها كاليفورنيا والغرب الأميركي الأوسع، ستزداد سوءاً مع اشتداد أزمة المناخ.
• مخاطر الجفاف - وكذلك الفيضانات الشديدة - آخذة في الارتفاع، في ظل ارتفاع درجة حرارة المناخ.
• أدى ذوبان الجليد السريع في الربيع إلى إحداث دمار، بالفعل، من الجنوب الغربي إلى جبال روكي، واضطرت طواقم الطوارئ في ولاية نيو مكسيكو إلى إجراء عمليات إنقاذ في المياه للمركبات المغمورة، كما قضى سكان أريزونا أياماً في العمل لنزح مياه الفيضانات من منازلهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news