اشتعال قضية «لوحة كلية البنات» بين فنان روسي وغادة والي في مصر
تجدد اشتعال المعركة بين الفنان الروسي غريغوري كوراسوف، ومصممة الغرافيك المصرية غادة والي، حيث اتهم الأول الأخيرة بسرقة أعماله، وردت والي على الاتهام بالقول إن «كوراسوف يسعى لتصدر (الترند)، ولتسويق أعماله في مصر»، واستقطبت المعركة آلاف المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي، واتخذت المعركة بعداً سياسياً كون والي قدمت هذه الأعمال للشركة الفرنسية المشرفة على مترو الأنفاق المصرية، وبسبب إصرار محامي والي على أن «للهجوم عليها أبعاداً سياسية»، وفي حين قامت هيئة المترو بإزالة الرسومات وقدمت اعتذاراً العام الماضي، إثر تفجر أزمة الاتهامات المتبادلة للمرة الأولى، أعربت والي أخيراً، عن خيبة أملها «للاعتذار والإزالة» قبل الرجوع إليها، في حين اتجهت القضية برمتها للحسم في ساحة القضاء.
وقال الروسي كوراسوف في برنامج «يحدث في مصر» المذاع على فضائية «إم بي سي مصر»، إنه «علم عبر رسائل من مصريين أن صور الرسومات الخاصة به، الموجودة على محطات المترو بالقاهرة -الخط الثالث، نسبتها غادة والي لنفسها، وأنها أدخلت لوحاته على الكمبيوتر ووضعت بعض العناصر الإضافية، وأن هذا لا يعني حقها في نسبة الأعمال لنفسها».
أفضل سيناريو
وتابع كوراسوف أنه «لم يتواصل مع والي ولم تفعل هي الشيء نفسه، وأن أفضل سيناريو لتسوية الأزمة بينهما هو أن يتم حل المشكلة عن طريق المحكمة».
وجاءت اتهامات كوراسوف الأخيرة، تجديداً لاتهام سابق له في يوليو 2022 بأن «والي سرقت أربع لوحات من رسوماته»، باعتها لشركة المترو التي وضعتها على محطاتها، قامت بعدها إدارة المترو بإزالة اللوحات والاعتذار إثر الأزمة، كما تزامن هذا مع إقالة رئيس مترو الأنفاق وقتها عصام والي، حيث ربطت وسائل إعلامية ومنها موقع «صدى البلد» بين الحدثين.
من جهتها، قالت والي في تصريحات مقابلة على «إم بي سي» أيضاً، إن «لوحة محطة كلية البنات في مترو الأنفاق، التي صممتها، ويزعم كوراسوف أنها مأخوذة منه، مستوحاة من الفن الفرعوني، وتحديداً من معبد هابو بالأقصر، إن كوراسوف يسعى لتسويق أعماله في مصر، وإن العملين من تصميمها ولوحة كوراسوف من الفن الفرعوني».
مزاعم
واستطردت والي «كوراسوف يزعم أن مصدره الفن الروماني، لكن اللوحة فرعونية من رسومات معبد هابو بالأقصر خصوصاً (مع وضع اليد)، ومن المدرسة التشكيلية للرسام بابلو بيكاسو. والعملان من تصميمها، ولوحة كوراسوف غير متماثلة مع تصميمها».
أعمال مقتبسة
وشددت والي، التي اختارتها مجلة «فوربس» في وقت سابق كواحدة من أفضل مصممي الغرافيك في العالم، أن «أعمال كوارسوف من الصعب ألا تكون مقتبسة من الحضارة المصرية القديمة»، ونفت أن تكون حصلت على 120 مليون جنيه نظير أعمالها التي قدمتها لشبكة المترو كما تردد، مؤكدة أنها «حصلت على 77 ألف جنيه فقط نظير 36 لوحة قدمتها للشركة»، وأن «الشركة قامت بفسخ العقد بينهما بعد اندلاع الأزمة».
وعاودت والي الظهور للكلام في الأزمة نفسها، وخرجت على بث مباشر على صفحتها على «فيس بوك»، وقالت إن هذه هي المرة الثانية التي تتعرض لها لاتهامات من كوراسوف، ولم ترد في المرة الأولى، لأنها كانت في مشكلة بسبب الولادة، وإنها تعرضت لتنمر إلكتروني أثر في نفسيتها بسبب الموضوع وما حدث، مثل بالنسبة لها كابوساً، وإنها منذ حصولها على الماجستير من إيطاليا مهتمة بإحياء التراث المصري القديم.
نفي
ونفت والي الربط بينها وبين أسماء مسؤولين وقيادات تحمل اسم «والي»، وقالت «لست قريبة لأي والي، لا يوسف والي ( وزير الزراعة والقيادي بالحزب الوطني في عهد حسني مبارك) ولا عصام والي (رئيس هيئة الأنفاق السابق الذي تمت إقالته بعد تفجر الأزمة الأولى)، أنا من بيت بسيط؛ والدي مهندس ووالدتي دكتورة، لم أعش في مصر معظم حياتي ولا أعرف أحداً هنا».
على صعيد موازٍ، تسببت الأزمة في تفجر نقاش بين نقاد وفنانين تشكيليين وصحافيين حول معايير «السرقة والاقتباس»، وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق بوزارة الثقافة، خالد سرور لموقع «سكاي نيوز عربية»، إن «ما حدث يعتبر سرقة فنية كاملة الأركان، حيث هناك نقل يقترب من التطابق، ويوجد تشابه في الخطوط إلى حد النسخ»، رداً على اعتبار أصوات الواقعة «نوعاً من الاقتباس» بحسب تصريحات إعلامية.
من جهة أخرى، خرج محاميا والي وكوراسوف في مناظرة تلفزيونية على برنامج «حضرة المحترم» للدفاع عن موكليهما، كل من طرفه.
وقال عادل عبدالحميد، محامي والي: «موكلتي لم تقتبس شيئاً من الفنان الروسي، وجداريات المترو لم تكن مسروقة، هناك مؤامرة ضد موكلتي لأسباب كثيرة، نحن لم نسرق ولن نسرق ولا نحتاج إلى أن نسرق، كيف لدولة فيها ثلثا آثار العالم تسرق لوحة، ملمحاً إلى أن هناك خلفيات سياسية وراء اتهام موكلته بالسرقة».
في المقابل، رفض أحمد العطار، محامي كوراسوف، الدخول في القضية إلى المسار السابق، وقال إن «القضية موجهة ضد والي، وليس لها أي خلفية سياسية».
شدّدت والي التي اختارتها مجلة «فوربس» في وقت سابق كواحدة من أفضل مصممي الغرافيك في العالم، على أن «أعمال كوراسوف من الصعب ألا تكون مقتبسة من الحضارة المصرية القديمة».
أكد كوراسوف أنه لم يتواصل مع والي ولم تفعل هي الشيء نفسه، وأن أفضل سيناريو لتسوية الأزمة بينهما هو أن يتم حل المشكلة عن طريق المحكمة.