البروفيسور جيفري ساكس:
دعم الحزبين لحروب واشنطن أدى إلى زيادة الديون الأميركية
تحدث رئيس مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة في الأمم المتحدة، البروفيسور جيفري ساكس، والذي كتب أخيراً مقالاً بعنوان «حروب أميركا وديون الولايات المتحدة»، عن أزمة سقف الديون في الولايات المتحدة، وقال إنه إذا لم يتم الاتفاق عليها خلال بضعة أيام، فسيعمل مجلس النواب باتجاه وضع ميزانية تحوي الكثير من التقليصات. وأضاف في مقابلة مع موقع «ديمكراسي ناو» أنه سيكون هناك مجال واحد لن يطاله أي تقليص هو المجال العسكري، لأن الحزبين الجمهوري والديمقراطي متفقان على ذلك.. وفي ما يلي مقاطع من هذه المقابلة:
• : إذا لم يتم الاتفاق على سقف الدين ستكون هناك ميزانية تتسم بالتقشف إلا في المجال العسكري، وثمة تقرير صادر عن جامعة براون الاميركية يقول إن حروب واشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر كلفت نحو ثمانية تريليونات دولار، ووافق الكونغرس على تقديم مساعدات لأوكرانيا حتى الآن بقيمة 113 مليار دولار.. هل يمكن أن تتحدث لنا بروفيسور ساكس عما يجري في واشنطن بشأن أزمة سقف الديون؟
•• : نعم إنه من المرعب أنه منذ عام 2000 حتى الآن ارتفعت الديون الأميركية من 35 إلى 100% من إجمالي الناتج القومي أو «جي دي بي»، ويرجع ذلك إلى أننا انخرطنا في حروب مستمرة منذ بداية القرن الحالي، والتي كلفت الكثير من المال وأرواح البشر، ولا تتحدث الإدارات الأميركية عن إلغاء هذه الحروب، وإنما تتحدث عن إلغاء المساعدات المقدمة للفقراء لدعم الحروب في العالم، وصناعة الأسلحة.
• : تحدثت عن هذه الحروب بأنها «اختيارية».. ما المقصود بذلك؟
•• : إنها ليست حروباً اختيارية فقط، وإنما هناك حروب الأكاذيب، إذ لم يخبرنا أحد عن أسباب نشوب هذه الحروب، وعندما نأتي إلى أوكرانيا، فقد أدرك الدبلوماسيون الأميركيون أن الاستمرار في توسيع حلف شمال الأطلسي سيؤدي إلى الحرب وحذروا من ذلك، لكنهم لم يقولوا ذلك للشعب الأميركي، وحتى الآن لم يقولوا ما هي أسباب هذه الحرب، ولا تسمع إلا الأكاذيب والانتهاك لقرارات مجلس الامن الدولي؛ ولهذا فإنها كانت حروباً اختيارية وحروب أكاذيب حرضت عليها شركات التصنيع العسكري، وكذلك المحافظون الجدد في كلا الحزبين، والآن هناك حرب جديدة تقرع طبولها هذه المرة مع الصين، وهو أمر من الصعب تخيله.
• : ذكرت أوكرانيا، هل يمكن أن تقول إن هذه الحرب لم يحرض أحد على حدوثها؟
•• : لاحظت أن صحيفة «نيويورك تايمز» استخدمت مصطلح «حرب دون تحريض» نحو 26 مرة في افتتاحياتها، ولم تتحدث عن الحقيقة التي كان يعرفها الدبلوماسيون، وكذلك وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه» التي نشرها موقع «ويكيليكس» عام 2008 عن مخاطر توسع حلف الناتو، لأن روسيا تعتبر ذلك خطراً وجودياً، ولكن السياسيين وشركات صناعة الأسلحة دفعت باتجاه توسيع الحلف من أجل بيع الأسلحة، وحتى نهاية عام 2021 وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسودة اتفاق أمن بين روسيا والولايات المتحدة تستند إلى عدم توسيع الناتو إلى أوكرانيا، وهذا ما دأبت روسيا على تكراره منذ 30 عاماً، لكننا لم نكترث لذلك.
• : انتقدت الحرب الأوكرانية، كيف يمكن أن تنتهي الآن، وكذلك كيف ستنتهي أزمة سقف الديون؟
•• : سارت هذه الحرب بصورة سيئة للغاية، سقط عشرات الآلاف من الضحايا في معركة باخموت، وحتى الآن فإن روسيا هي الفائزة، وأوكرانيا هي الخاسرة، وكلفت هذه الحرب مليارات المليارات ناهيك بخسائر الأرواح، وعلينا التفاوض لوقف هذه الحرب، سواء من أجل هدنة أو اتفاق سلام حقيقي، وهذا ما قالته الصين، وكذلك البرازيل، والهند، وجنوب إفريقيا. وقالت هذه الدول التي ليست طرفاً في الناتو: «أوقفوا هذه الحرب قبل أن تندلع في شتى أنحاء العالم»، وعندما يتعلق الأمر بالمفاوضات من أجل سقف الديون أتمنى من المفاوضين أن يواجهوا حقيقة وضع ميزانية جيشنا التي تعادل 40% من إنفاقات العالم العسكرية تحت السيطرة، وهو أمر صعب لأنه يتعلق بالحزبين معاً.
حروب واشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر كلفت نحو ثمانية تريليونات دولار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news