سارة شندي.. عربية مسلمة تقتحم عالم الشرطة الأميركية
أدت الأميركية من أصل مصري سارة شندي اليمين القانونية مع شرطة جامعة كيس ويسترن ويزيريف الأميركية، حيث تحتل موقعاً قيادياً، لتصبح أول عربية مسلمة تحتل هذا الموقع، ويجيء هذا الاختيار بعد تقدم سابق لشندي، حيث أوكل لها في وقت سابق ريادة وكالة شرطية نوعية لإنفاذ القانون، مكونة من النساء والأقليات، وقوبل الاختيار بترحاب كبير من الأوساط العربية والمسلمة، بحسب شبكة «نيوز كليفلاند» الأميركية، و«ذي ديلي» ووسائل إعلام أميركية وعربية.
وقالت شندي للشبكة إن «هذا القسم الشرطي يمتلك ثقافة خاصة، إذ يحترم قيم التنوّع والريادة وتمكين المرأة في مجال أعمال القانون»، وقالت «ارتدائي لزي الشرطة أفضل وظيفة لي على الكوكب، وسأكون الأكثر تحقيقاً لما أصبو إليه، لقد أصبح لدي الفرصة والامتياز لأن أكون جزءاً من قصة الناس».
وتابعت شندي «أن أمان حرم الجامعة أولوية، هذه رسالتي للطلاب»، وأضافت «سنبذل قصارى جهدنا مع جميع الطلاب والزوّار، وطاقم الكلية، وسنعين دوريات متحركة وراجلة، نحن لدينا طلاب من 102 دولة، وقد تبدو لهم الحياة غريبة بعض الشيء في البداية، وقد أخبرنا الطلاب أن عليهم أن يسيروا في مجموعات، وقلنا لهم لا تنظروا لهواتفكم وأنتم تسيرون في الشارع، ولا تدعوا السماعات تحجب الأصوات عنكم، إلى أن تصلوا إلى أماكنكم الآمنة».
واستطردت «إنني أطالب الطلاب الذين يشبهونني ويتحدثون لغتي ويعتنقون الدين ذاته الذي أؤمن به، (تقصد العرب المسلمين) أن يتطلعوا إلى ما أفعله ويقولون لأنفسهم إذا كانت هي قد فعلت ذلك، فأنا أستطيع أيضاً أن أفعل، أريد أن يعرف والدي المهاجر أن التضحيات التي قدمها لم تذهب سدى وأنها أتت ثمارها».
المثل الأعلى
وقالت شندي لصحيفة «ديلي»، إن «والديّ كانا مثلي الأعلى، كنت محظوظة بالقدوم لأميركا عام 1991 لأرى كيف يعمل والداي بشكل شاق ليمنحانا ما حرما منه». وأضافت «أحلم أن أسافر بعد تولي الوظيفة إلى مصر، إنها بلادي التي أحبها وهي قطعة من الجنة على الأرض، أنا مبهورة بكمية التاريخ التي تحتويها، الطعام هناك استثنائي والطبيعة خلابة، كلما زرت مصر أقول كم أنا محظوظة أن لدي وطنين بهذا الجمال».
الثقافة والمهنية
وقالت شندي لـ«ديلي» أيضاً «إن الشيء الذي اجتذبها في شرطة جامعة ويسترن هو الثقافة والمهنية، وإنها تعشق الأكاديمية والتنوّع، والعمل داخل مبادرات مجتمعية لمنع وقوع الجريمة، وحل المشكلات، ووجودها في حرم جامعي سيمنحها فرصة للتفاعل مع طلاب من مختلف أنحاء العالم، كما أنها تحب مكان الجامعة ومعجبة بالتاريخ والبحث الذي سيوفره وجودها فيها، الناس هم من سيجعلون عملي شديد الخصوصية».
وقال شندي أيضاً في حديث مع «المصري اليوم»، رداً على سؤال حول الصعوبات التي تواجهها كامرأة عربية ومسلمة في أميركا، إن «كونك عربية ومسلمة هو أمر صعب في أي مكان غربي أو شرق أوسطي، فالنساء يواجهن تحديات خاصة وفريدة من نوعها في كل مكان يذهبن إليه، وأنا أحب أن أقول إن الضغط امتياز، المطلوب أن أكون واثقة وحكيمة وأمينة وشريفة والباقي على الله»، مضيفة «أنها لا تواجه أزمة هوية لأنها تعيش في أميركا منذ 30 عاماً، وعندما تكون في أميركا تشعر بأنها في وطنها، وعندما تذهب إلى مصر تشعر بأنها في وطنها أيضاً»، مشيرة إلى أنها «أحبت عندما ذهبت إلى الشرق الأوسط في إجازة، رؤية المساجد وسماع الأذان حولها في كل مكان»، وقالت أيضاً إنها «لاتزال تتحدث العربية لأن والدها لم يسمح لأبنائه إلا بالكلام بها في المنزل، رغم مرور 30 عاماً على وجودهم في أميركا»، و إن عائلتها «تتمسك بالكثير من الممارسات العربية الثقافية»، وإنها «ملتزمة بأداء الصلوات»، و«تحب الطعام المصري والاستماع لعمرو دياب وتامر حسني».
وقال المسؤول بشرطة الجامعة باول أوسي لشبكة «نيوز كليفلاند»، إن «شندي مفخرة لقسمها وللحرم الجامعي بأكمله، وإنهم فخورون بأنها اختارت أن تكون قائدة في قسمهم، وأنها تحدثت عن القيادة وأهمية أن تكون مرشدة ليس فقط لأفرادنا وإنما أيضاً للشباب الصغير وللأجيال الأصغر، وأن تلهمهم أنهم يستطيعون أن يفعلوا ما تفعله».
موقع شرطي
وكانت شندي قد تولت موقع شرطي نوعي في سبتمبر 2020، بعد أن أعلن حاكم ولاية أوهايو الأميركية مايك ديفاين، 2020 عن تشكيل وكالة جديدة في الولاية تعتمد على تجنيد نساء وأبناء أقليات في قسم إنفاذ القانون بجهاز الشرطة، بعد حادث مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد بما تبعه من اضطرابات في الولايات المتحدة، وأسند إلى شندي رئاسة هذه القوة، والتي قالت عقب توليها المهمة لموقع «كليفلاند دوت كوم»، إن «الوكالة ستضم 1000 شخص، وإنها تريد صياغة برامج، وصنع مواد مصورة بالفيديو، لتعلم الجمهور بتفاصيل يوم الشرطي، والذي يكون 80% منه هو التفاعل مع مكالمات الجمهور، والعمل كوسيط وصانع سلام».
والداي كانا مثلي الأعلى، كنت محظوظة بالقدوم لأميركا عام 1991 لأرى كيف يعمل والداي بشكل شاق ليمنحانا ما حرما منه.
النساء يواجهن تحديات خاصة وفريدة من نوعها في كل مكان يذهبن إليه، وأنا أحب أن أقول إن الضغط امتياز، المطلوب أن أكون واثقة وحكيمة وأمينة وشريفة والباقي على الله.