«أبوديس».. بوابة القدس الشرقية تشتت شملها «كدمات زيون»
فوق تلال مرتفعة تنتشر يميناً ويساراً، تشرف بلدة «أبوديس» على المسجد الأقصى المبارك، بإطلالة لا تغيب عن مرمى النظر، فيما يشكل ارتفاع موقعها البوابة الشرقية لمدينة القدس الشريف، وأحد أهم ضواحيها.
لا يمكن لجمال هذا الموقع أن يستمر دون تشويه استيطاني يصيبه، وينتزع مكانته من المقدسيين، لتضع إسرائيل يدها على مئات الدونمات في البلدة المقدسية، وتحولها إلى حي استيطاني ضخم، يُطلق عليه اسم «كدمات زيون».
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ يعاني سكان البلدة المقدسية هجمة إسرائيلية لا تتوقف زمنياً، بهدف توسعة المستوطنات، وإقامة أحياء استيطانية جديدة، كان آخرها مصادقة «لجنة التخطيط والبناء المركزية» الإسرائيلية في القدس على مشروع جديد، يتضمن إقامة حي استيطاني جديد غرب «أبوديس».
معاناة مضاعفة
«أبوديس» البلدة المقدسية ذات المساحة الصغيرة، لم يتبق داخلها من أرض للسكان سوى 4000 دونم من مساحتها الإجمالية البالغ قدرها 30 ألف دونم، ورغم ذلك، ستقيم قوات الاحتلال فوقها آلاف الوحدات الاستيطانية أيضاً، وتحديداً داخل حدود مستوطنة «معالي أدوميم»، كبرى المستوطنات في القدس، والجاثمة على أراضي البلدة المقدسية منذ سبعينات القرن الماضي، وذلك بحسب رئيس بلدية «أبوديس»، عبدالسلام عياد.
وأوضح عياد في حديثه مع «الإمارات اليوم» أن مخططات التمدد الاستيطاني تلتهم الغالبية العظمى من أراضي «أبوديس»، خصوصاً المزروعة بمحاصيل شتى، تعد مصدر رزق وحيداً للكثير من السكان، مضيفاً أن «الاحتلال يسلب المزيد من الأراضي، لإقامة حزام استيطاني يحاصر المسجد الأقصى المبارك، ضمن ما تسميه إسرائيل (الحوض المقدس)».
وأشار إلى أن الاستهداف الاستيطاني الجديد لبلدة «أبوديس» يضاعف معاناة سكان البلدة، الذين تحاصرهم المستوطنات من الجهات كافة، وتقيد مشاهد حياتهم اليومية، وتحرمهم الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، والصلاة في باحاته.
وأضاف عياد أن «مشاهد التوسع الاستيطاني، الممتد داخل البلدة المقدسية، هي غيض من فيض، ليضاف إلى اختراق جدار الفصل العنصري أراضي (أبوديس)، فصل العائلات عن بعضها، ما تسبب في خنقها داخلياً، وعزلها عن البلدات المجاورة، في محيطها المقدسي».
«كدمات زيون»
مخططات التوسعة الاستيطانية الجديدة، التي تعصف بسكان «أبوديس»، تهدد الوجود المقدسي فيها، أخطرها وأضخمها حي «كدمات زيون» الاستيطاني، الذي سيقيمه الاحتلال غرب البلدة المقدسية، التي تعد منطقة حيوية استراتيجية مطلة مباشرة على المسجد الأقصى المبارك.
ويلفت المختص في شؤون الاستيطان بسام بحر من «أبوديس» إلى أن الاحتلال أعلن بشكل رسمي عن البدء في بناء «كدمات زيون» الذي يعد حياً استيطانياً ضخماً، حيث تجهيز البنية التحتية للطرق، وخطوط الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، تمهيداً لبناء الوحدات الاستيطانية.
ويبيّن أن الجهة الغربية التي ستشهد إقامة الحي الاستيطاني تبلغ مساحتها 1500 دونم، بينما سيقام الحي الاستيطاني على مساحة 650 دونماً منها، الذي يضم نحو أكثر من 450 وحدة استيطانية، إلى جانب المناطق المحيطة لحدودها، التي يعزلها الاحتلال، ويمنع الفلسطينيين من استخدامها.
وعلى مدار السنوات الماضية، تشهد مساحات الأراضي الغربية للبلدة المقدسية عمليات سلب ومصادرة، وعزلها عن بقية أحياء البلدة، إذ أقام الاحتلال جدار الفصل العنصري داخل تلك المناطق، ليحرم السكان البناء فوق أراضيها واستخدامها في مجالات الرعي والزراعة، أو حتى الوصول إليها.
ولا يعد «كدمات زيون» وحده من يحارب البقاء المقدسي غرب «أبوديس»، وينهب أرضها بشكل مستمر، إذ يخطط الاحتلال في الوقت الحالي لإقامة «شارع الطوق» المزود بشبكة أنفاق جديدة، يسلكها المستوطنون، فيما يشكل همزة الوصل بين المستوطنات الجاثمة على أرض القدس الشرقية.
• الاحتلال يسلب المزيد من الأراضي لإقامة حزام استيطاني يحاصر الأقصى المبارك، ضمن ما تسميه إسرائيل «الحوض المقدس».
• على مدار السنوات الماضية، تشهد مساحات الأراضي الغربية للبلدة المقدسية عمليات سلب ومصادرة، وعزلها عن بقية أحياء البلدة، إذ أقام الاحتلال جدار الفصل العنصري داخل تلك المناطق، ليحرم السكان البناء فوق أراضيها واستخدامها في مجالات الرعي والزراعة، أو حتى الوصول إليها.