الدكتورة إليزابيث ويشنك. أرشيفية

إليزابيث ويشنك: المحور الآسيوي أكثر إلحاحاً لروسيا بعد حرب أوكرانيا

قالت كبيرة الباحثين في جامعة كولومبيا الأميركية والمتخصصة في منطقة دول المحيطين الهادئ والهندي، الدكتورة إليزابيث ويشنك، في مقابلة مع صحيفة «ذي دبلومات»، إن الولايات المتحدة تحاول تعزيز شراكاتها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، للرد على الخطوات التي تقوم بها روسيا والصين. وفي ما نص الحوار:

•  اشرحي لنا جوهر أهداف الاستراتيجية الروسية في آسيا والمحيط الهادئ؟

••  روسيا لا تتحدث عن هذا الموضوع. وبالنسبة للمسؤولين الروس فإن هذا المصطلح يركز على الجهود التي تبذلها الولايات وحلفاؤها لإضعاف التعاون بين الهند وروسيا، واستخدام مشاركة الهند في الحوار الرباعي الاستراتيجي المعروف بـ«كواد» (مع أستراليا، واليابان، والهند والولايات المتحدة)، لزيادة الضغوط على الهند باعتبارها الشريك الاستراتيجي لروسيا.

ويقع ثلثا أراضي روسيا في القارة الآسيوية ولطالما سعى قادة روسيا إلى لعب دور أكبر في آسيا والمحيط الهادئ.

وقبل نحو عقد، استضافت روسيا الاجتماع السنوي لمنظمة التعاون الاقتصادي الآسيوي في مدينة فلاديفوستوك الروسية، والذي كان يبشر بإعادة التوازن الحقيقي إلى السياسة الخارجية الروسية مع آسيا.

•  ما تحليلك لتأثير سياسة الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والآسيوي على روسيا؟

••  يوجد ديناميكيات معقدة هنا. ويعتبر توسيع وتوطيد الشراكات الأميركية في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ جزءاً من الرد على الخطوات التي تقوم بها الصين وروسيا وعلى تعميق الشراكة الصينية الروسية. وفي الماضي كانت روسيا أكثر قلقاً بشأن التهديدات التي تتصورها من حلف الناتو، في حين كانت الصين أكثر تركيزاً على تهديدات الولايات المتحدة، وحلفائها في آسيا والمحيط الهادئ.

•  كيف ترى الحسابات الروسية إزاء منظمة الدول الآسيوية؟

••  لم تشارك روسيا بصورة فاعلة في منظمة الدول الآسيوية أو أي مؤسسات إقليمية في منطقتي المحيطين الهندي أو الهادئ، من ناحية، لأنها ترى أنها إذا لعبت دوراً أكثر نشاطاً سيتطلب منها ذلك اتخاذ موقف من القضايا المحرجة المتعلقة بالصين، والتي تهم شركاء الروس منذ أمد بعيد مثل فيتنام. وفي ما يتعلق ببحر الصين الجنوبي، على سبيل المثال، ذهبت روسيا إلى حد انتقاد الاختصاص القضائي لهيئة التحكيم، التي رفضت مطالب الصين في بحر الصين الجنوبي، بيد أنها لم تتبناها صراحة. وركّزت روسيا على توسيع علاقاتها العسكرية الثنائية وتعاونها الاقتصادي مع دول جنوب شرق آسيا، وكانت أحياناً تنافس الصين في بيعها السلاح لها.

•  كيف أثرت حرب أوكرانيا على استراتيجية روسيا في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ؟

••  الآن أصبح المحور الآسيوي لموسكو أكثر إلحاحاً، في الوقت الذي تصدعت فيه علاقات موسكو مع أوروبا على المستقبل المنظور. وخلال عقود من الزمن تحدث الخبراء الروس عن إمكانية أن تصبح بلدهم مزوداً كبيراً للطاقة، بحيث يصبح لموسكو نفوذ كبير على الدول المستوردة، من خلال قدرتها على نقل إمدادات الطاقة من أوروبا إلى آسيا.

وتمكنت روسيا من زيادة تصدير النفط إلى الهند، وتقديم كميات إضافية من النفط إلى الصين خلال العام الماضي، بتخفيض سعري نسبته ما بين 16 و17%.

وتسعى روسيا إلى زيادة تصدير الغاز المسال إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ولكن ذلك يتطلب مزيداً من الاستثمارات والتقنيات، التي ربما سيكون من الصعب الحصول عليها. وترى روسيا أن دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ بيئة أفضل لتصدير الطاقة.

ولكن حرب أوكرانيا أضرت باقتصادات هذه الدول.

•  تقييمك لدور الصين في خطط روسيا تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

••  حتى قبل الحرب الأوكرانية كان التعاون الصيني الروسي في مجال الدفاع يتعمق باستمرار. وكانتا تتبادلان المشاورات حول الأمن في شمال شرق آسيا، والمشاركة في المناورات البحرية والجوية في المنطقة. وقامت روسيا ببيع الصين صواريخ «إس إس 400» وطائرات سوخوي-35 التي عزّزت من قوة الصين. ولكن الصين أسهمت في تعقيد علاقات روسيا مع كل من الهند وفيتنام. وحتى الآن تحافظ روسيا على علاقتها مع هاتين الدولتين، على نحو منفصل عن التعاون الروسي الصيني.

• يعتبر توسيع الشراكات الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ جزءاً من الرد على خطوات الصين وروسيا.

الأكثر مشاركة