كان ينظر إليه كوسيط وموفق في الائتلاف اليميني
التحديات تواجه الائتلاف الحاكم في إيطاليا بعد وفاة برلسكوني
يرجح أن تشكل وفاة السياسي المخضرم رئيس الوزراء الإيطالي السابق، سيلفيو برلسكوني، تحديات أمام تماسك الائتلاف الحاكم في البلاد.
وفي أعقاب وفاة رئيس حزب «فورزا إيطاليا» عن عمر ناهز 86 عاماً، يلوح في الأفق مزيد من الخلاف في حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.
وكان ينظر إلى برلسكوني على أنه وسيط وموفق في الائتلاف اليميني.
وقال نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الرابطة اليميني الشعبوي، ماتيو سالفيني: «بالتأكيد سيكون الأمر أكثر صعوبة، لأنه كان حصل على موافقة الجميع، ووضع الجميع على الخط نفسه».
يشار إلى أن حزب الرابطة بزعامة سالفيني شريك أصغر بكثير في الائتلاف عن حزب فراتيلي ديتاليا «أخوة إيطاليا» بزعامة ميلوني، ولكنه أكبر قليلاً من حزب فورزا إيطاليا، الذي أسسه برلسكوني، وقاده حتى وقت قريب.
وعندما سألت محطة «كانال 5» التلفزيونية الإيطالية، ميلوني عما إذا كان من الممكن أن تشهد الحكومة خلافات، دون أن يكون برلسكوني «الرابط» بين الطرفين، أجابت: «نحن مدينون له».
وأضافت أن الأمر لن يكون سهلاً بعد رحيله. واستطردت: «كان الرابط، ولكنه أيضاً كان الأكثر خبرة بيننا».
واعترفت ميلوني بأن وجود برلسكوني مصدراً للمشورة كان يبعث على الاطمئنان، حيث كان رئيساً للوزراء في أربع دورات بين عامي 1994 و2011.
ويتعين على ميلوني الآن تدبير أمورها بنفسها في ظل غياب معلمها السابق، وربما قريباً بدون حزب فورزا إيطاليا أيضاً.
وقال رئيس مركز الأبحاث السياسية بمكتب مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في روما، نينو غاليتي: «هناك شيء واحد واضح، ألا وهو السؤال، إلى متى سيكون لفورزا إيطاليا مستقبل بدون برلسكوني؟».
وعلى مدار سنوات، كان الحزب يفقد أصوات الناخبين والنواب، ولكن برلسكوني فقط كان قادراً على جمعهم معاً في الآونة الأخيرة، وذلك بفضل جاذبيته وذكرى نجاحاته السابقة.
وأوضح غاليتي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أنه يستطيع توقع سيناريوهين للأحداث: الأول، هو أن يتمكن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاغاني، من إنقاذ الحزب في الوقت الحالي، «أو أن ينهار حزب (فورزا إيطاليا) بشكل سريع لأن العديد من النواب سينشقون للانضمام إلى أحزاب أخرى. ومن المرجح أن تبقى النواة الصلبة، ولكنها ستفتقر بعد ذلك وعلى نحو متزايد إلى الارتباط السياسي».
وحال انهيار حزب برلسكوني، قد تستفيد ميلوني إذا تمكنت من كسب الناخبين لدعم حزبها، «إخوة إيطاليا». وستكون فرصتها جيدة، حيث إنها حصلت بالفعل في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، على عدد كبير من الأصوات بعيداً عن حزب «فورزا إيطاليا».
ويعد برلسكوني هو صاحب أطول فترة تولٍ لمنصب رئيس الوزراء في إيطاليا، حيث تولى المنصب في 1994 و2001 -2006 و2008-2011. وكان صعود برلسكوني للسلطة سريعاً، حيث فاز في أول انتخابات له عام 1994، حيث كان يترأس حزباً جديداً، يحمل اسم شعار في كرة القدم وهو «إيطاليا إلى الأمام».
وقد استقال من منصب رئيس الوزراء عام 2011، في ذروة أزمة ديون في البلاد، هددت استقرار منطقة اليورو بأكملها، في الوقت الذي كان يخضع فيه للمحاكمة لاتهامه بالتهرب الضريبي وتورطه في القضية المعروفة باسم قضية حفلات «بونجا بونجا». التي انتهت بالبراءة بسبب الافتقار للأدلة.
وتصدر برلسكوني أثناء توليه منصب رئيس الوزراء عناوين الأخبار بسبب سلسلة من الهفوات، التي كان من بينها وصف بشرة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما «بأنها تبدو برونزية بسبب الشمس»، واتهام الألمان بإنكار الهولوكوست، والزعم بأن الشيوعيين الصينيين كانوا يقومون بغلي الرضع في السبعينيات.
وعلى المستوى الدولي، ساند برلسكوني الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق، واستضاف قمة خلال عام 2002 شهدت تقارباً مؤقتاً بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، كما أقام علاقة صداقة عميقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتبره «واحداً من أعظم الساسة الأوروبيين».
وفي إيطاليا، كان برلسكوني محبوباً ومكروهاً بالقدر نفسه، ما أدى إلى انقسام البلاد إلى معسكرين أحدهما يؤيده، والآخر يعاديه.
ومما أثار الانتقاد ضده، قيامه بتمرير تشريع لحماية نفسه من المحاكمة، وغض الطرف عن أي شيء من أجل مصالح الخاصة.
وتورط برلسكوني في العشرات من المحاكمات والتحقيقات، حيث واجه اتهامات تراوحت ما بين التواطؤ مع المافيا إلى تقديم رشاوى للنواب المعارضين والشهود في المحكمة. وأدين برلسكوني مرة واحدة فقط، ويرجع ذلك جزئياً إلى قوانين الحصانة التي دفع لتمريرها.
وقد أدين برلسكوني عام 2013 بتهمة تتعلق بالاحتيال الضريبي بقيمة ملايين اليوروهات، كما تم طرده من البرلمان ومنعه من تولي منصب عام حتى 2018. ولكنه تجنب السجن، وبدلاً من ذلك، أدى خدمة مجتمعية في مركز للمصابين بمرض الزهايمر لمدة 10 أشهر.
وبعد استقالته من منصبه عام 2011، توارى برلسكوني عن الأنظار، على الرغم من عودته للظهور من حين لآخر. ولم يحقق برلسكوني مطلقاً حلمه في أن يصبح رئيساً للجمهورية الإيطالية.
• اعترفت ميلوني بأن وجود برلسكوني مصدراً للمشورة كان يبعث على الاطمئنان، حيث كان رئيساً للوزراء في أربع دورات بين عامي 1994 و 2011.
• يرجح أن تبقى النواة الصلبة لحزب برلسكوني «فورزا إيطاليا»، ولكنها ستفتقر بعد ذلك وعلى نحو متزايد إلى الارتباط السياسي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news