جورج إسحاق.. سياسي مصري رائد ودّعته كل التيارات بحزن بالغ
ودّعت مصر، بكل تياراتها السياسية والفكرية والحقوقية، السياسي جورج إسحاق الذي توفي الأسبوع الماضي إثر إصابته بجلطة في المخ نقل على إثرها إلى العناية المركزة بإحدى المستشفيات. واحتشد العشرات من الساسة والمثقفين الثلاثاء الماضي بكاتدرائية القديس بطرس القبطية بالعباسية للمشاركة في جنازته، ونعاه زملاؤه السابقون في الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) كما نعته الأحزاب السياسية وزملاؤه في المجلس القومي لحقوق الإنسان، فيما أعلن منسق الحوار الوطني، ضياء رشوان، تأجيل الحوار لساعات لإتاحة الفرصة للمشاركين في جلسات الحوار لتقديم العزاء.
وشارك في توديع إسحاق عدد كبير من الشخصيات العامة المصرية، من بينها وزير السياحة المصري السابق منير فخري عبدالنور، ورئيس الوزراء المصري السابق الفريق أحمد شفيق، ورئيس الوزراء المصري السابق الدكتور عصام شرف، والكاتب والسياسي سمير مرقص، والإعلامي محمود سعد، ورئيس هيئة الاستعلامات ضياء رشوان، ونقيب الصحافيين المصريين خالد البلشي، والفنان محمود حميدة، ورئيس حزب الدستور السابق خالد داوود، والبرلماني السابق زياد العليمي.
بقاء الأثر
وقال عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد ممدوح إن «مشهد جنازة جورج إسحاق أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأثر هو ما يبقى، وأن جهود جورج إسحاق في الحياة لم تذهب سدى، وأن الوطن الذي سعى الفقيد لتعزيز مسيرة حقوق الإنسان فيه لم ولن ينساه
». وتابع ممدوح «من اللافت أن هناك من المشاركين من كان على خلاف معه في الرأي بشكل واضح، ولكن هذا الاختلاف لم يمنع هؤلاء من الوجود للعزاء في هذا الفارس النبيل، ما يثبت المقولة العظيمة (إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية)».
وقال الكاتب الصحافي عمرو الشوبكي إن «جنازة جورج إسحاق كانت مظاهرة حب لرجل تجاوز الـ80 من عمره، وظل حتى آخر نفس حديث المدينة وطاقة محبة لكل من عرفوه، فهو لم يخرج من السلطة لأنه لم يدخلها أصلاً، وبدا لافتاً حضور هذه الجموع الغفيرة».
وتابع الشوبكي «محطات جورج إسحاق كبيرة وثرية ورآها الجميع في جنازته، كانت الجنازة تشبه الرجل في الحضور الكبير الذي يعكس محبة الناس له».
وقال السياسي والكاتب سمير مرقص إن «الناس هم سر بزوغ جورج إسحاق وقوته واستمراريته والتزامه الوطني العام المتجاوز للتحيزات السياسية الضيقة، وكان الوطن هو الذي يشكل توجهاته وممارساته، وكانت الخبرة بالتاريخ والانفتاح على كل التيارات والاتجاهات ما ميزه». وتابع أنه «سئل في إحدى الندوات في التسعينات، لماذا لم يوجد في مصر مكرم عبيد معاصر؟، فأجاب: لا، بل يوجد، إنه جورج إسحاق».
الجدير بالذكر أن جورج إسحاق، ولد في حارة أبوالحسن الشاذلي عام 1938 بمدينة بورسعيد، وبدأت علاقته بالسياسة بالتحامه بحركة الفدائيين في صد العدوان الثلاثي عام 1956، وارتبط عبر نشأته بالمدينة التاريخية، والتي وصفها في أحد حواراته الصحافية بأنها «المعلم الأساسي الذي علمه الشجاعة والوطنية وكيفية التحرك وسط الناس». بدأ إسحاق حياته العملية، بحسب مصادر متطابقة، مدرس تاريخ، ثم تدرج في السلك التعليمي حتى أصبح مديراً للمدارس الكاثوليكية.
التحق إسحاق بحزب العمل الاشتراكي في الثمانينات، وعرفه الجمهور المصري عبر مقالاته المعارضة، ثم شارك في تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) عام 2004، والتي شاركت في الحراك السياسي الذي شهدته مصر منذ 2004، والذي انتهي بثورة 25 يناير 2011، وأصبح لحقبة من الزمن مقررها، ثم انتقل بعدها للعمل الحقوقي فانضم إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان، وشارك أخيراً في الحوار الوطني في مصر والذي يتواصل حالياً بين مختلف القوى السياسية.
الناس هم سر بزوغ جورج إسحاق وقوته واستمراريته والتزامه الوطني العام المتجاوز للتحيزات السياسية الضيقة، وكان الوطن هو الذي يشكل توجهاته وممارساته، وكانت الخبرة بالتاريخ والانفتاح على كل التيارات والاتجاهات ما ميزه.
ولد جورج إسحق في حارة أبوالحسن الشاذلي عام 1938 بمدينة بورسعيد، وبدأت علاقته بالسياسة بالتحامه بحركة الفدائيين في صد العدوان الثلاثي عام 1956، وارتبط عبر نشأته بالمدينة التاريخية، والتي وصفها في إحدى حواراته الصحافية بأنها «المعلم الأساسي الذي علمه الشجاعة والوطنية وكيفية التحرك وسط الناس».