الرئيس السابق أكد أن العرق شكل دائماً خط الصدع في الحياة والسياسة

أوباما محق بأن العنصرية كانت دائماً وستظل ما يفرق الأميركيين كأمة

صورة

• صوفيا نيلسون

من النادر أن يخوض الرؤساء السابقون في أمر العنصرية في وقت مبكر من سياسات الحملات الرئاسية، لكن الرئيس السابق باراك أوباما فعل ذلك بالضبط، حيث وبخ اثنين من المرشحين الجمهوريين للرئاسة لأنهما انتقداه لازدرائه تاريخ أميركا البائس فيما يتعلق بالعرق. ومنذ ذلك الحين ظلت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية، نيكي هالي، والمرشح الرئاسي الأسود الحالي، تيم سكوت، يشجبان ما ذهب إليه أوباما بصوت عالٍ.

السياسيان المنتميان لولاية كارولينا الجنوبية، منزعجان من أوباما لأنه انتقد تقليلهما للدور الذي تلعبه العنصرية في الحياة الأميركية، حيث أشار أوباما بأنهما يتحدثان بليونة في هذا الشأن، ويصدران تفاهات توحي بأن بلادنا هي أرض الفرص للجميع.

وعند سؤاله خلال مقابلة الأسبوع الماضي عن الرسائل التي يريد سكوت إرسالها خلال الحملة الانتخابية، قال أوباما: «هناك تاريخ طويل من المرشحين الأميركيين من أصل إفريقي أو غيرهم من الأقليات داخل الحزب الجمهوري الذين يصدقون ويقولون: كل شيء رائع، ويمكننا تحقيقه» ويضيف أوباما بأن نيكي هالي «لديها نهج مماثل».

ويقول الرئيس السابق إن طريقتهم في النظر إلى العرق فشلت في معالجة «الفقر المدقع بين الأجيال الذي نتج عن مئات السنين من العنصرية في هذا المجتمع - ونحن بحاجة إلى القيام بشيء حيال ذلك». وأدلى أوباما بهذه التصريحات خلال محادثة مع مستشاره السابق في البيت الأبيض ديفيد أكسلرود، كبير المعلقين السياسيين في «سي إن إن».

خلال الحملة الانتخابية، أنكر كل من هالي وسكوت وجود العنصرية المنهجية. وقالت هالي لمؤيديها: «كل يوم، يقولون لنا إن أميركا معيبة وفاسدة ومليئة بالكراهية.. لا شيء أبعد عن الحقيقة.. أميركا ليست دولة عنصرية». وفي هذه الأثناء، يقدم سكوت نفسه «دليلاً من لحم ودم» على أنه حتى أولئك في الطبقات السفلية من المجتمع يمكنهم الصعود إلى القمة. وغالباً ما يمتعنا بقصة جده الذي ترك المدرسة في الصف الثالث للعمل في حقول القطن في ولايته.

وقال الشهر الماضي في انطلاق حملته: «أنا دليل حي على أن أميركا هي أرض الفرص وليست أرض القمع» - وهو سطر كرره مرات عدة وهو يؤكد على أن العرق لم يثبطه. وعلى أرضية مجلس الشيوخ وفي المقابلات، يذكر سكوت أحياناً أنه غالباً ما يتم إيقافه خلال قيادته سيارته لأنه أسود، لكن لم يذكر ذلك في خطبه حتى الآن.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين الملونين خلال الانتخابات النصفية لعام 2022 كانوا أكثر ميلاً للتصويت للجمهوريين مما كانوا عليه في الماضي. ومع ذلك، أيد أكثر من ثمانية من كل 10 ناخبين سود مرشحاً ديمقراطياً في تلك الانتخابات.

لقد فهم أوباما الأمر بشكل صحيح: العنصرية كانت دائماً وستظل هي ما يفرقنا كأمة وما يمنع العديد من الأشخاص الملونين من تحقيق إمكاناتهم الكاملة. لقد أكد هذه النقطة خلال مقابلة بثت في وقت متأخر من يوم الخميس على شبكة «سي إن إن» مع الصحافية كريستيان أمانبور. حيث يعتقد أن «العرق كان دائماً خط الصدع في الحياة الأميركية، وفي السياسة الأميركية. وهذه هي الحقيقة بالنسبة لي. وأعتقد أن أي مراقب لأميركا سيقول ذلك. إنه شيء كان على أميركا أن تكافح من أجله لقرون».

ذهب أول رئيس أسود لأميركا ليقول إنه طوال حياته السياسية، «ظل الأمل والتغيير دائماً جزءاً من علامتي التجارية» - أولاً كمنافس للبيت الأبيض ثم كرئيس، حيث حاول توحيد الأميركيين حول وعد محاربة العنصرية. وقال أوباما لأمانبور: «لكن ما قلته دائماً عن الأمل هو أنه لا يجب أن يكون أملاً أعمى، ولا يمكن أن يكون جهلاً متعمداً بتاريخنا، هذه هي الطريقة التي نستطيع أن نمضي من خلالها قدماً، هذه هي الطريقة التي نكمل بها اتحادنا».

خلال الأسابيع القليلة الماضية، استخدم الاثنان -هالي وسكوت- المقابلات الإعلامية والخطابات المتعثرة ووسائل التواصل الاجتماعي للتقليل من آثار العنصرية الواقعية، وحث الأميركيين السود، بكلمات كثيرة، على غض الطرف عن الماضي العرقي لأميركا والتاريخ الحالي المتمثل في عدم المساواة العرقية. ويرفض الأميركيون السود حديث الجمهوريين عن العنصرية عندما يقارنونها بالتحيز والتمييز الذي يتعرضون له في حياتهم اليومية - وهي نقطة أكدها أوباما في حواره مع أكسلرود عندما قال «لا يمكننا تجاهل كل ذلك والتظاهر كما لو أن كل شيء متساو وعادل. في الواقع علينا أن نسير في الطريق الصحيح وأن نلتزم بالأفعال وليس مجرد الحديث والكلام. إذا لم نفعل ذلك، فأعتقد أن الناس يتشككون فينا».

هالي لها تاريخ معقد مع العرق. اكتسبت حاكمة ساوث كارولينا السابقة شهرة وطنية عندما تعاملت بشكل حاذق مع المذبحة التي غذتها العنصرية في كنيسة ماثر إيمانويل في يونيو 2015 في تشارلستون. ففي دولة ذات تاريخ مثير للجدل يتصاعد فيها أحياناً الاستقطاب بين الأسود والأبيض، لم تكن هالي - ابنة المهاجرين الهنود - كذلك. وقد وضعتها مهادنتها في وضع فريد ودفعتها لتحقيق مكاسب مثل إبعاد علم معركة الكونفدرالية من مبنى الكابيتول بالولاية في عام 2015. وفي عام 2012، عينت سكوت أول أميركي من أصل إفريقي من الجنوب منذ إعادة الإعمار لشغل مقعد في مجلس الشيوخ الأميركي.

سكوت، من نواح كثيرة، مقطوع من نفس القماش مثل الحاكمة السابقة للولاية: محافظ في مدرسة السياسة يريد الحصول على العسل أكثر من الخل. لكن لديهما أيضاً موهبة في كسب ود زملائهما الجمهوريين من خلال عدم الظهور بمظهر الامتعاض من نقاش حزبهما حول العرق. وهذا صحيح أكثر من أي وقت مضى بعد أن ترشح كلاهما للرئاسة.

وإذا فشل الجمهوريون، بشكل عام، في الحصول على قبول الناخبين السود، فإن الأمر يتعلق، إلى حد كبير، بالرواية الزائفة عن العرق التي قدمها هالي وسكوت. كان أحد الأسباب العديدة التي دفعتني إلى ترك الحزب الجمهوري هو إخفاقه في الاعتراف بالعمل الذي لايزال يتعين على أميركا القيام به، والفشل في تقديم حلول محافظة لإصلاح المشكلات الحقيقية للغاية للعنصرية النظامية، والشرطة السيئة، وإعادة التخطيط والترميم.

هل أحرزت أميركا تقدماً في ما يتعلق بالعنصرية؟ بالطبع لا. أنا دليل حي على هذا كامرأة سوداء في الخمسينيات من عمرها، وتحمل شهادة في القانون وتعيش حياة مريحة. ولكن عندما أنظر إلى البيانات الصعبة حول فجوة الثروة العرقية، وفجوة ديون القروض الطلابية، وفجوة ملكية المنازل بين السود والأبيض، وما إلى ذلك، فإن هذا يعكس أنه يتعين على الأشخاص ذوي البشرة السمراء والسوداء العمل لعقود من الزمن للحاق بنظرائهم البيض.

ربما لن ينتهي النقاش بتصريحات أوباما ليلة الخميس. فبعد المقابلة أرسلت هالي تغريدة ترد فيها على أوباما بقولها «لم يربني والداي على الاعتقاد بأني سأظل ضحية إلى الأبد، لقد ربياني لأكون مسؤولة عن نجاحي». وانتقد سكوت أوباما في وقت سابق من الأسبوع الجاري في تلفزيون نيوماكس، وأصر على أن أميركا بعيدة عن العنصرية، هي «بلد يمكن أن يكون فيه الأولاد والبنات السود رؤساء للولايات المتحدة». ويبدو أن التناقض بين الرئيس الأسود السابق والشخصين البارزين الملونين اللذين يتنافسان على الرئاسة قد يستمر لفترة من الوقت. أنا أستعد للسلسلة التالية من الردود، والردود المضادة، والتصفيق. لكن في رأيي، هناك شيء واحد لا جدال فيه: لا يمكنك الترشح للبيت الأبيض بينما تهرب من قضية العرق.

• صحافية ومستشارة تحقيق سابقة في لجنة الكونغرس


• لقد فهم أوباما الأمر بشكل صحيح: العنصرية هي ما يمنع العديد من الأشخاص الملونين من تحقيق إمكاناتهم الكاملة. لقد أكد هذه النقطة خلال مقابلة بثت في وقت متأخر من يوم الخميس على شبكة «سي إن إن» مع الصحافية كريستيان أمانبور. حيث يعتقد أن العرق كان دائماً خط الصدع في الحياة الأميركية، وفي السياسة الأميركية. وهذه هي الحقيقة بالنسبة لي.

• ربما لن ينتهي النقاش بتصريحات أوباما ليلة الخميس. فبعد المقابلة أرسلت هالي تغريدة ترد فيها على أوباما بقولها «لم يربني والداي على الاعتقاد بأني سأظل ضحية إلى الأبد، لقد ربياني لأكون مسؤولة عن نجاحي». وانتقد سكوت أوباما في وقت سابق من هذا الأسبوع في تلفزيون نيوماكس، وأصر على أن أميركا بعيدة عن العنصرية، «هي بلد يمكن أن يكون فيه الأولاد والبنات السود رؤساء للولايات المتحدة».

تويتر