رئيس وزراء كمبوديا يتخلى عن «فيس بوك» قبل أن تتخلى المنصة عنه
قال رئيس الوزراء الكمبودي هون سين، لمتابعيه عبر تطبيق «تليغرام» الأسبوع الماضي: لقد قررت التوقف عن استخدام «فيس بوك»، حيث لدي أكثر من 14 مليون متابع. وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من توصية مجلس الإشراف في ميتا، الشركة الأم لـ«فيس بوك»، بتعليق حسابه. وسارع سين البالغ من العمر 70 عاماً بالتخلي عن «فيس بوك» بسرعة قبل أن تتخلى المنصة عنه أولاً.
ومع ذلك، يبدو أن هون سين يجد صعوبة في إعادة شعبيته في أي مكان آخر. ففي حين أن حسابه في «تليغرام»، الذي أطلقه في مايو من العام الماضي، قد جمع ما يقرب من مليون متابع، فإن حسابه في «تيك توك» الذي يبلغ عمره أسبوعاً واحداً لا يتجاوز 100 ألف متابع، وكلاهما بعيدان كل البعد عما كان يحصده في «فيس بوك».
وكان رئيس الوزراء، الذي كان مستخدماً غزير الإنتاج على «فيس بوك»، يبث بانتظام حياته اليومية وأنشطته السياسية إلى 14 مليون متابع على المنصة، وهو جمهور ضخم، على الرغم من أنه واجه مزاعم بشراء الإعجابات لتعزيز ملفه الشخصي.
لماذا ترك هون سين «فيس بوك»؟
في الأسبوع الماضي، نصحت لجنة الرقابة الداخلية المستقلة في ميتا «فيس بوك» بتعليق حساب هون سين بسبب مقطع فيديو نشره في يناير حصد 600 ألف مشاهدة، حيث طلب رئيس الوزراء من خصومه السياسيين الاختيار بين «النظام القانوني» ونظام «الخفافيش»، وهددهم بالضرب.
وقالت لجنة الرقابة الداخلية إنه «نظراً لخطورة الانتهاك، وتاريخ هون سين في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان وترهيب المعارضين السياسيين، فضلاً عن استخدامه الاستراتيجي لوسائل التواصل الاجتماعي لتضخيم هذه التهديدات، يدعو مجلس إدارة ميتا إلى تعليق صفحة هون سين على «فيس بوك» وحساب «إنستغرام» لمدة ستة أشهر».
وشجبت وزارة الخارجية الكمبودية التوصية ووصفتها بأنها «ذات طبيعة سياسية». لكن المراقبين الدوليين أشادوا بقرار مجلس الرقابة باعتباره سابقة للحكام الآخرين. وقال نائب مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش، فيل روبرتسون، في بيان صدر يوم الخميس قبل الماضي: «هذا النوع من المواجهة بين شركات التكنولوجيا الكبرى وهون سين بشأن قضايا حقوق الإنسان طال انتظاره». ويضيف «المخاطر كبيرة لأن الكثير من الضرر في العالم الحقيقي يحدث عندما يستخدم سياسي وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض على العنف - كما رأينا بالفعل مرات عديدة في كمبوديا».
بعد قرار مجلس الرقابة، هدد هون سين بحظر «فيس بوك» في البلاد الأسبوع الماضي، لكنه تراجع عن التهديد بعد ساعات قليلة، مشيراً إلى العدد الكبير من الأشخاص في البلاد الذين يعتمدون على المنصة لبيع المنتجات. ومع ذلك، أعلنت السلطات الكمبودية يوم الثلاثاء أن أعضاء مجلس رقابة ميتا البالغ عددهم 22 عضواً لم يعودوا موضع ترحيب في البلاد.
وقال الأستاذ المشارك في جامعة كوليدج لندن، ويل بريهم، الذي يبحث في الاقتصاد السياسي في جنوب شرق آسيا، لمجلة تايم: «لقد ظهر اتجاه واضح: كمبوديا تقوم ببطء بفك تشابك سياساتها من «فيس بوك» بالنظر إلى دور «فيس بوك» في تآكل الديمقراطية في العديد من البلدان حول العالم، فهذه أخبار جيدة».
وتعرض عملاق وسائل التواصل الاجتماعي لانتقادات في السابق بسبب سجله في مساعدة الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم، سواء عن غير قصد أو غير ذلك، في خنق حرية التعبير في فيتنام إلى تضخيم المحتوى المناهض للروهينغا في ميانمار.
هل يحتاج هون سين إلى وسائل التواصل الاجتماعي؟
لطالما كان «فيس بوك» وسيلة مهمة لهون سين للتواصل مع الجمهور الكمبودي. فعلى مدى العقد الماضي، قام «باستخدام المنصة ببراعة لدعم قبضته المتزايدة على السلطة. وشجع الناس على التعبير عن مخاوفهم للمسؤولين الحكوميين على «فيس بوك» لمزيد من المساءلة، واستخدم صفحته الخاصة على «فيس بوك» لتكوين علاقة عاطفية وحميمة جديدة مع الجمهور من خلال صور شخصية منظمة بعناية واختيار صور تدعو المتابعين إلى دائرة عائلته الخاصة.
ولكن حتى إذا فشل هون سين في العثور على الشعبية نفسها على «تيك توك» و«تليغرام»، يقول الخبراء إن وجوده على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون له تأثير ضئيل على هيمنته على صناديق الاقتراع الشهر الجاري، حيث انطلقت حملته الانتخابية في عطلة نهاية الأسبوع.
• لطالما كان «فيس بوك» وسيلة مهمة لهون سين للتواصل مع الجمهور الكمبودي. فعلى مدى العقد الماضي، استخدم المنصة ببراعة لدعم قبضته المتزايدة على السلطة. وشجع الناس على التعبير عن مخاوفهم للمسؤولين الحكوميين على «فيس بوك» لمزيد من المساءلة، واستخدم صفحته الخاصة على «فيس بوك» لتكوين علاقة عاطفية وحميمة جديدة مع الجمهور من خلال صور شخصية منظمة بعناية واختيار صور تدعو المتابعين إلى دائرة عائلته الخاصة.
• يبدو أن هون سين يجد صعوبة في إعادة شعبيته في أي مكان آخر. ففي حين أن حسابه في «تليغرام»، الذي أطلقه في مايو من العام الماضي، قد جمع ما يقرب من مليون متابع، فإن حسابه في «تيك توك» الذي يبلغ عمره أسبوعاً واحداً لا يتجاوز 100 ألف متابع وكلاهما بعيدين كل البعد عما كان يحصده في «فيس بوك».