فتيات يحتفلن ابتهاجاً بانتهاء امتحانات الثانوية العامة. أرشيفية

احتفالات شعبية «غير مسبوقة» في مصر بمناسبة انتهاء امتحانات الثانوية العامة

انتشرت موجة احتفالات شعبية غير مسبوقة في معظم مدن مصر الأسبوع الماضي، عقب انتهاء امتحانات شهادة الثانوية العامة، اغتباطاً من الطلاب والطالبات بزوال التوتر الذي شاب أيام الامتحانات التي شهدت صعوبة بعض الأسئلة، بحسب شكوى بعض الطلاب. وتنوعت مظاهر الاحتفالات ما بين الغناء خلف فرق موسيقية، وترديد عبارات تعكس ابتهاج الطلاب بنهاية الامتحانات.

ففي العاصمة المصرية القاهرة، خرج طلاب من مئات المدارس عقب نهاية يوم الامتحانات الأخير في شهادة الثانوية بأعداد هائلة، يحملون بعضهم على الأعناق وينشدون الأهازيج احتفالاً بنهاية الامتحانات، بينما تقدمتهم طالبات بالدفوف والآلات الموسيقية، وهم يترنمون بأغنية الفنان الراحل عبدالحليم حافظ «وحياة قلبي وافراحه»، المعتاد إنشادها في يوم ظهور نتيجة الثانوية، كما انشغلت أعداد من الطلاب بتطيير البالونات ونفخ المزامير ورش الجموع بـ«الثلج الاصطناعي».

ورصدت تقارير ويوتيوبات بُثت على الإنترنت استئجار بعض الطلبة سيارات ربع نقل مكشوفة سارت على شكل قوافل وعليها طلاب وطلبات في حالة احتفالية داخل الأحياء الشعبية، بينما ارتدى بعضهم «فانلات» أو حمل لافتات مكتوباً عليها باللغة الإنجليزية «الحرب انتهت»، وعبارة «دفعة ثلث التسعة كام»، في تلميح ساخر إلى سؤال في امتحان اللغة العربية أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة.

وفي الوجه البحري، شهدت مدينة المنصورة احتفالات للطلبة والطالبات بـ«الطبول والفوم»، والزغاريد والرقص في الشوارع، تعبيراً عن الابتهاج، كما شهدت مدن أخرى في محافظة الدقهلية احتفاءات للطلاب بانتهاء الامتحانات.

وفي أسيوط عاصمة الصعيد، شهدت المدينة حشوداً احتفالية من الطلاب، تتقدمهم «فرقة مزمار بلدي»، الترفيه الأكثر شهرة في الصعيد، حيث طافوا المدينة ابتهاجاً بنهاية الامتحانات. وفي مدينة الأقصر السياحية شهدت الشوارع احتفالات واسعة، وكان الأكثر تمييزاً فيها تقدم أعداد ملحوظة من النساء بالزهور والورود لأبنائهم الطلاب العائدين من الامتحانات في أرتال.

أما مدينة أسوان أقصى جنوب مصر، فقد شهدت احتفالات نوعية تماشت مع ارتفاع درجات الحرارة الجاري حالياً، حيث تقاذف الطلبة والطالبات بالثلوج تعبيراً عن حالة الابتهاج التي شملتهم .

وأعلنت وزارة التربية والتعليم المصرية في بيان رسمي، أن إجمالي الطلبة والطالبات المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة العام الجاري بلغ 783025 طالباً وطالبة، منهم 276211 طالباً وطالبة في الشعبة الأدبية، و391671 في شعبة علمي علوم، و98658 في شعبة علمي رياضة، شارك فيها 2096 مراقب أول لجنة، و7798 مراقباً، و14086 معاوناً، و77977 ملاحظاً، و10480 عضو أمن.

من جهته، قال الخبير التعليمي رأفت نجيب لـ«الإمارات اليوم»، إن «تفجر الاحتفالات بهذا الشكل الواسع له عدة أسباب، أهمهما صعوبة الأسئلة في بعض المواد من وجهة نظر الطلاب، مثل الكيمياء، وهو ما حدا بالوزارة إلى الإعلان عن اعتزامها التثبت من هذه الشكاوى ومحاولة إزالة أسبابها طبقاً للمعايير العلمية للتعامل مع هذه الحالات، كما لعب دوراً في انطلاق هذه الاحتفالات تزامن الامتحانات مع عيد الأضحى المبارك، ما جعل الطلاب يشعرون بحرمانهم من المشاركة في العيد».

وتابع أن «الثانوية العامة ارتبطت في مصر طوال الوقت بالوجدان العام، ولم تكن يوماً حدثاً منعزلاً، وكانت امتحاناتها دوماً حدثاً قومياً لارتباط ذلك بمستقبل الطلاب في مصر، كونها أبرز عتبات الصعود الاجتماعي في البلاد، وتاريخ الثانوية العامة تضمن وقائع أحدثت صدى إعلامياً، مثل قضية تسريب الامتحانات عام 1960 التي اتُهم فيها لاعب نادي الزمالك الشهير نبيل نصير، وواقعة بثّ امتحانات الثانوية العامة في الستينات في الإذاعة الإسرائيلية كجزء من معركة الدعاية والحرب النفسية التي كانت بين مصر وإسرائيل، وظهور شخصية «شاومنج» في السنوات الأخيرة التي نسب إليها تسريب الامتحانات على الشبكة الافتراضية، وأصبحت حديث الناس في الشارع، ومن ثم تجيء الاحتفالات الشعبية التي ترافقت مع الامتحانات، كواقعة إضافية في الأحداث التي اقترنت بهذه الامتحانات».

• تاريخ الثانوية العامة تضمن وقائع أحدثت صدى إعلامياً، مثل قضية تسريب الامتحانات عام 1960 التي اتهم فيها لاعب نادي الزمالك الشهير نبيل نصير، وواقعة بث امتحانات الثانوية العامة في الستينات في الإذاعة الإسرائيلية كجزء من معركة الدعاية والحرب النفسية التي كانت بين مصر وإسرائيل.

الأكثر مشاركة