جمعن مجلدات ووثائق وعملن على ترميمها ونشرها
9 باحثات شابات في غزة يُحيين مخطوطات تاريخية
بدقة ورفق، تمرر الشابة حنين السرساوي فرشاة ناعمة للغاية، مصنوعة من شعر السنجاب، فوق صفحات كتاب متهالكة، نتيجة إهمالها، وتراكم الغبار بين طياتها، لسنوات طوال.
وبعد إزالة الغبار عن حروف مخطوطات ورقية عتيقة، خطت في بدايات العهد العثماني داخل الأراضي الفلسطينية، تمسك الشابة حنين بقطع من إسفنج الفينيل، المبللة بمادة الكحول، فتمسح الشوائب وبقايا تآكل الصفحات، لتتخلص منها بواسطة مقص وملقط طبيين.
بعد إتمام هذه العمليات خلال ساعات طوال، تمتد على مدار عدة أيام، تخضع تلك المخطوطات والكتب لعمليات حفظ إلكترونية، تجريها الشابة أريج جريد وفتيات أخريات، فتصبح جاهزة للتصفح في أي وقت، ومن أي مكان في العالم.
إحياء التراث
عملية إحياء الكتب التاريخية والمخطوطات الأثرية، تقودها تسع باحثات شابات من قطاع غزة، ضمن مشروع ثقافي تراثي اسمه «عيون على التراث»، أطلقته مؤسسة عيون على التراث للدراسات والأبحاث والنشر المحلية، لجمع مخطوطات وكتب ومدونات قديمة لعلماء فلسطينيين خلال العهد العثماني.
وتشرح مشرفة مؤسسة عيون على التراث للدراسات والأبحاث والنشر، حنين العمصي مراحل المشروع الثقافي، وتقول «إن مهام الفريق النسائي المختص بعلوم أتمتة المكتبات، الحصول على المخطوطات الأثرية من المكتبات الكبيرة والقديمة، وعائلات توارثتها عبر تعاقب أجيالها، وكذلك من مخازن المؤسسات العامة، وتنقل فوراً إلى مكتبة خاصة بمؤسسة عيون على التراث».
وتضيف أن «مرحلة إعادة إحياء المخطوطات التراثية، وترميم صفحاتها، تجرى داخل غرفة أشبه بالعناية المكثفة، والتي تشهد عمليات صيانة وقائية لهذه المخطوطات، من خلال التنظيف الجاف، لحماية أوراقها المتآكلة من التمزق».
علماء غزة
وتشير مشرفة مؤسسة «عيون على التراث» إلى أن فريق الشابات جمع مخطوطات ووثائق ومجلدات بالآلاف، منذ شهر سبتمبر من العام 2022، توثق التاريخ الفلسطيني، والتي تحمل بين طيات صفحاتها مخزوناً تاريخياً وجغرافياً وسياسياً ودينياً، شهدته سنوات تلك الحقب الزمنية.
وتبين أن مشروع «عيون على التراث» جمع العديد من مؤلفات العلماء من مدينة غزة، خلال العهد العثماني، من مخطوطات، وصور، ومجلات، وصحف، وكتب، وروايات.
ومن بين العلماء الفلسطينيين التي حفظت «عيون على التراث» مخطوطاتهم، الشيخ أحمد بسيسو، والشيخ عثمان الطباع، والشيخ إبراهيم السقا، والتي تضمنت طي صفحات محفوظاتهم علوم الأدب والتصوف والفقه والعقيدة، والعديد من العلوم الأخرى، وذلك بحسب العمصي.
جهود كبيرة
وتقول أخصائية الأرشفة الرقمية أريج جريد: «داخل استوديو تقني فائق الجودة، تحفظ المخطوطات والوثائق والمجلدات العلمية والدينية بطريقة علمية إلكترونية، بعد أن تكمل زميلاتي عملية كتابة تقارير علمية عن كل مخطوطة تنظف وترمم، من خلال تصويرها، وأرشفتها رقمياً، لتنقل تلك المصنفات من قاع الاندثار إلى العالمية».
وتوضح جريد أن الاستوديو الخاص بالأرشفة الرقمية يندر وجوده داخل القطاع المحاصر، إذ أدخل إلى غزة بعد طول عناء وانتظار، وكذلك جهود كبيرة بذلها فريق مشروع «عيون على التراث»، بعد تنسيق استغرق نحو نصف العام.
وتتابع أخصائية الأرشفة: «إن هذا الاستوديو اختصر علينا الكثير من الوقت في سبيل أرشفة المخطوطات رقمياً بجودة فائقة، ومن ثم نرفع كل ما نوثقه إلكترونياً على موقعين عالميين هما، المكتبة البريطانية، ثاني أكبر مكتبة حول العالم، ومتحف هيل في أميركا، الممولين للمشروع، حتى يتاح لجميع الباحثين والمهتمين في شتى بقاع الأرض.
وتلفت جريد إلى أن المخطوطات الورقية التي رممت، تخزن بعد أرشفتها رقمياً في صناديق كرتونية خالية من الأسيد (الحموضة)، ومن ثم تحفظ داخل خزائن حديدية مخصصة.
• عملية إحياء الكتب التاريخية والمخطوطات الأثرية، تقودها تسع باحثات شابات من قطاع غزة، ضمن مشروع ثقافي تراثي اسمه «عيون على التراث»، أطلقته مؤسسة عيون على التراث للدراسات والأبحاث والنشر المحلية، لجمع مخطوطات وكتب ومدونات قديمة لعلماء فلسطينيين خلال العهد العثماني.
• الاستوديو الخاص بالأرشفة الرقمية يندر وجوده داخل القطاع المحاصر، إذ أدخل إلى غزة بعد طول عناء وانتظار، وكذلك جهود كبيرة بذلها فريق مشروع «عيون على التراث»، بعد تنسيق استغرق نحو نصف العام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news