إسرائيل تستهدف منازلها منذ 2004 في أحياء بلدة سلوان جنوب الأقصى

عائلة الرجبي المقدسية.. بنك أهداف الاحتلال بالهدم والمصادرة

صورة

خلف شاشة عرض تلفزيوني، داخل صالة منزله في حي بطن الهوى، ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، يجلس المواطن المقدسي زهير الرجبي، ليراقب عن كثب كاميرات مراقبة يثبتها على مدخل بيته وفي محيطه، خشية اقتحامه من قبل قوات الاحتلال في أي لحظة، وطرده منه، لغرض الاستيلاء الاستيطاني، تماماً كما يتعرض له أفراد عائلته منذ 19 عاماً.

وعلى بعد أمتار قليلة من حي بطن الهوى المقدسي، يواجه المواطن المقدسي نضال الرجبي خطر هدم منزله في حي البستان ببلدة سلوان، في أي وقت وحين، ليصبح مصير عائلته المكونة من ستة أفراد التشرد، بموجب قانون «كمينتس» الإسرائيلي.

الخطر الذي يتربص بمنزلَي نضال وزهير الرجبي، يعد غيضاً من فيض مما تواجهه عائلة الرجبي المقدسية من مخططات لاجتثاثها من منازلها، ومصادرتها، تزامناً مع تكثيف الاحتلال قرارات الهدم والإخلاء والمصادرة وفقاً لقانون «كمينتس»، الذي يستهدف 40٪ من مساحات أحياء بلدة سلوان الستة.

صراع طويل

عائلة الرجبي التي تتواجد داخل أحياء بطن الهوى، والبستان، وعين اللوزة، وعين الحلوة بسلوان، تتجرع مأساة مريرة، نتيجة مصادرة منازلها، التي تواجه العشرات منها قرارات الهدم التي لا تتوقف داخل المدينة المقدسة، إلى جانب ما تتعرض له العائلة من اعتداءات همجية من الاحتلال ومستوطنيه، تتمثل في مداهمة منازلها وتفتيشها، وملاحقة واعتقال أبنائها والاعتداء عليهم.

ويقول زهير الرجبي (53 عاماً)، رئيس لجنة الدفاع عن أهالي حي بطن الهوى لـ«الإمارات اليوم»، في حديث خاص، «إن حكاية الصراع بين عائلتنا من سكان أحياء بلدة سلوان، والاحتلال وجمعياته الاستيطانية، بدأت عندما وضعت جمعية (عطيرت كوهنيم) أول موطئ قدم لها في حي بطن الهوى بسلوان عام 2004، باستيلائها على منزل عوض الرجبي، لتحوله إلى بؤرة استيطانية».

ويضيف الرجبي «منذ ذلك الوقت حتى اليوم، تدور معارك طاحنة داخل أحياء سلوان للاستيلاء على منازل المقدسيين، ومنها عائلة الرجبي، وتهجيرها قسراً، ليكون مصير أطفالنا قارعة الطريق، فتقام على أنقاض منازلنا مستوطنة كبيرة، تتصل مباشرة بالبؤر الاستيطانية الجاثمة على أراضي سلوان».

وينوه إلى أن عائلة الرجبي تواجه من قبل الاحتلال ومستوطنيه اعتداءات كبيرة، وتتسلم قرارات هدم كثيرة، تنذر بتهجيرها من كل أنحاء مواقع تواجدها جنوب المسجد الأقصى، كونها تشكل النسبة الأكبر في بلدة سلوان.

المزيد من قرارات الإخلاء

الرجبي أحد السكان المقدسيين الذي أخطرته «عطيرت كوهنيم» بالاستيلاء على منزله، الذي يعيش فيه منذ عشرات السنين، يخوض معركة قانونية داخل أروقة المحاكم منذ شهر مايو من العام 2015، عندما تسلم دعوى قضائية من الأوقاف الإسرائيلية، والتي تحددها المحاكم الإسرائيلية تلقائياً في كل عام.

ويمتلك الرجبي أوراقاً ثبوتية، تؤكد أن والده اشترى 150 متراً مربعاً من أرض تبلغ مساحتها الإجمالية خمس دونمات و200 متر مربع في عهد الوصاية الأردنية على مدينة القدس الشريف، قبل احتلالها في العام 1967، وبعد أن ورثه عن والده أصبح المنزل مكوناً من طوابق عدة، جميعها عرضة للاستيلاء الاستيطاني.

ومنذ مثول قرار إخلاء منزل زهير الرجبي أمام المحكمة، فإنه عرضة للتشرد والتهجير وعائلته المكونة من ثمانية أفراد، ضمن قرارات الإخلاء للجمعية الاستيطانية «عطيرت كوهنيم».

وبجوار منزل زهير في بطن الهوى، يواجه ناصر الرجبي وأولاده الستة خطر الإخلاء من بنايتهم السكنية، حيث يخوض الأب معركة قضائية داخل أروقة المحاكم الإسرائيلية منذ 14 عاماً، في مواجهة الجمعيات الاستيطانية، التي تخطط للانقضاض على بنايته في أي وقت.

وبالانتقال إلى حي عين اللوزة بسلوان، فقد هدمت قوات الاحتلال في مايو من العام 2022 بناية تعود ملكيتها لأبوفراس الرجبي، والتي تضم خمس شقق سكنية ومحال تجارية.

هدم واعتداءات

في نهاية شهر يونيو من العام 2021، هدمت قوات الاحتلال محلاً تجارياً لبيع اللحوم، يمتلكه نضال الرجبي (أبوحربي)، في حي البستان المقدسي، والذي يعد مصدر رزق عائلته الوحيد.

وأثناء عملية هدم المنشأة التجارية، اعتدت القوات الإسرائيلية على مالكها بالضرب المبرح، واحتجزته ونجله البكر «حربي» خلال عملية الهدم، كما اعتقلت عدة شبان من أفراد العائلة المقدسية.

واليوم، باتت أنياب الاستيلاء الاستيطاني قاب قوسين أو أدنى من التهام منزل نضال البالغة مساحته 100 متر، تنفيذاً لقرار جديد أصدرته بلدية الاحتلال في القدس، يقضي بهدم منزل العائلة المقدسية.

ويقول نضال الرجبي، إنه «في يوم 12 من شهر يوليو الجاري أجرت طواقم بلدية الاحتلال عملية تدوين قياسات منزلي، وبذلك فإن قرار البلدية الأخير بهدم منزلي أصبح ساري المفعول».

ويواصل أبوحربي حديثه، «إن طواقم البلدية وقوات الشرطة الإسرائيلية قد تقتحم منزلي على حين غفلة، لمباشرة عملية هدمه، بناء على قرار بلدية الاحتلال الأخير».

وفي يوم 15 يوليو الجاري، نظم أفراد عائلة الرجبي من شتى الأعمار اعتصاماً تضامنياً أمام بناية أبوحربي السكنية، تنديداً بقرار الهدم الأخير، ليتعرض الجميع لقمع عنيف من قوات الاحتلال، التي اعتدت عليهم، وأطلقت قنابل الغاز صوبهم، ليصاب كبار السن والأطفال بالاختناق.

• عائلة الرجبي التي تتواجد داخل أحياء بطن الهوى، والبستان، وعين اللوزة، وعين الحلوة بسلوان، تتجرع مأساة مريرة، نتيجة مصادرة منازلها، التي تواجه العشرات منها قرارات الهدم التي لا تتوقف داخل المدينة المقدسة، إلى جانب ما تتعرض له العائلة من اعتداءات همجية من الاحتلال ومستوطنيه، تتمثل في مداهمة منازلها وتفتيشها، وملاحقة واعتقال أبنائها والاعتداء عليهم.

• أثناء عملية هدم المنشأة التجارية لنضال الرجبي، اعتدت القوات الإسرائيلية على مالكها بالضرب المبرح، واحتجزته ونجله البكر «حربي» خلال عملية الهدم، كما اعتقلت عدة شبان من أفراد العائلة المقدسية.

تويتر