مباراة بين «تويتر» و«ثريدز»

على عكس كثير من الصراعات السابقة في عالم المنصات الاجتماعية، بدا الصراع بين منصتي «تويتر» و«ثريدز» من اللحظة الأولى ساخناً وقوياً وثقيلاً.

ففي اليوم فقط الذي انطلق فيه «ثريدز» الذي يملكه صاحب «ميتا»، مارك زوكربيرغ، حاز التطبيق 30 مليون مشترك في 100 دولة، في مقدمتهم مشتركون مميزون من أهل الفن والسياسة والإعلام مثل شاكيرا، وجنيفر لوبي، وهيوجاكمان، وكيم كارديشان، وجاك بلاك، ونوح بيك، والمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية مايك بينس، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والنائبة اليسارية الكساندريا كورتيز، ومؤسسات إعلامية رصينة مثل واشنطن بوست ورويترز ومجلة ذي ايكونوميست، ومنصات ذائعة الصيت مثل هوليوود ريبورتر و«نتفلكس».

ربما كان الوقت مبكراً لمعرفة مصدر سخونة المعركة، لكن خبراء رقميون يشيرون إلى خلفيات سياسية تستند لتصريح زوكربيرغ، قال فيه إنه «يسعى إلى شراء مساحات للحرية»، في تلميح لدعمه المعسكر الديمقراطي، وإلى تصريحات خصمه إيلون ماسك الميالة إلى دعم الحزب الجمهوري.

للمنافسة جانبها التقني ايضاً، فالخبراء الرقميون يعتقدون المقارنات بين إمكانات تويتر وثريدز، التي أوضحوا فيها حيازة ثريدز على 500 حرف مقابل حيازة تويتر على 280 حرف، فيما تملك الأخيرة منفردة امكانات اظهار «الترند» و«الهاشتاغ»، لكن الوقت مبكر للقول بأن هذا كل شيء لأن الاستخدام على أرض الواقع هو الذي يحدد الأفضل بشكل نهائي، كما أن قلة إمكانات التطبيق قد تصبح ميزة بحسابات البساطة والتعقيد، كما أن كل حديث عن «ثريدز» حتى الأن منصب على نسخته الأولى، ليس إلا.

المعركة أيضاً لها جانب قانوني. فقد أرسل محامي ماسك إنذاراً قانونياً إلى المدير التنفيذي لـ«ميتا» مالكة شركة ثريدز، يطالبه بالتوقف عن «استخدام الأسرار التجارية لتويتر، والتوقف عن استقطاب موظفيها السابقين لصالح ثريدز»، واكتفت «ميتا» بالرد على هذه الهجمة بقولها إنه «ما من أحد في فريق الهندسة الخاصة بثريدز كان موظفاً سابقاً في تويتر».

المثير والجديد في القصة، أن صعود اشتراكات ثريدز بصورة صاروخية في اليوم الأول، انخفض بشكل مفاجئ، بحسب مجلة فويس الأميركية، أول من أمس، بنسبة 70%، الأمر الذي دفع المجلة لأن تنشر عنواناً عريضاً وهو «انفجار الفقاعة، تويتر تهزم ثريدز 200 مقابل 13»، مشيرة إلى أن «ثريدز أصبحت شاحبة في مواجهة تويتر المتوهجة»، فيما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولي ثريدز توقعوا انخفاضاً أكبر، ويستعدون لإضافة مميزات جديدة له لإبقاء المستخدمين في التطبيق. هي حرب سجال إذن لا يعرف أحد من سيكتب سطرها الأخير.

في اليوم فقط الذي انطلق فيه «ثريدز» الذي يملكه صاحب «ميتا» مارك زوكربيرغ، حاز التطبيق 30 مليون مشترك في 100 دولة.

الأكثر مشاركة