المرصد
«حنا أجاكيي.. فارسة تدقيق الحقائق»
حصلت الصحافية النيجيرية حنا أجاكيي، ضمن سبع صحافيات وصحافيين من مختلف أنحاء العالم، على جائزة/منحة «الفارس يوحنا» الصحافية لعام 2023-2024 من جامعة ستانفورد، لتقدم برهاناً جديداً ليس فقط على موهبتها الاستثنائية، وإنما على حقيقة أن التفوق الصحافي لم يعد حكراً على سباق الوصول إلى الحقيقة، وإنما أيضاً على تدقيقها.
خاضت حنا أجاكيي مسيرة صعبة في تصحيح الأخطاء الإعلامية السائدة، والتضليل الإعلامي المتعمد في نيجيريا وإفريقيا، وهو مضمار أصبح الاحتياج إليه حاداً في ظل الإغراق المعلوماتي الذي نعيشه، والذي لم تعد مصدر المعلومة فيه جهات موثوقة فقط.
عملت أجاكيي في صحيفة «ديلي ترست» النيجيرية التي تولي اهتماماً نوعياً بمواجهة التضليل الإعلامي، ثم أسهمت في إنشاء مواقع عدة خصيصاً لهذا الغرض منها «أفريكا تشيك»، لكن تميز أجاكيي الأهم كان في إنشاء قناة فيديو باللغة الدارجة، موجهة الى بسطاء النيجيريين من المحرومين من التعليم أو الاحتكاك بمستويات عليا من الثقافة، وكانت مهمة القناة تفنيد الأكاذيب الإعلامية المنتشرة بأسلوب مبسط أولاً بأول.
وجهت أجاكيي قدراً لا بأس به من مجهودها في مواجهة السياسيين النيجيريين الذين يستغلون وسائل التواصل في حروبهم ضد بعضهم بعضاً، كما نجحت في صنع شبكة من الصحافيين العاملين في مجال «تدقيق الحقائق» في مختلف أنحاء نيجيريا، إيماناً منها بالعمل الجماعي، مثل الصحافيين في مواقع «ذي كابل» و«أفريكا تشيك» و«فاكت تشيك هاب»، و«ديباوا»، هذا علاوة على تشكيلها فريقاً للتعاون مع المجتمع المدني لمعاونتها في الغرض نفسه، سواء عبر رفده من جهتها بـ«الحقائق المدققة» التي تفند الأكاذيب، أو باعتباره - أي المجتمع المدني - مصدراً صحافياً لتقاريرها، كما أقامت أجاكيي دورات مهنية نوعية للصحافيين في مختلف المجالات لتمليكهم استراتيجيات متقدمة لتدقيق الحقائق.
لم يقتصر دور أجاكيي بحسب «رويترز إنيستيتيوت» على المجال السياسي، فمددت دورها إلى كل المجالات، فلعبت دوراً مهماً في مواجهة التضليل الإعلامي أثناء أزمة كورونا، بعد أن راجت في نيجيريا نظريات المؤامرة، ونسب إلى شخصيات عامة مرموقة وزعماء طوائف دينية تصريحات مؤذية، تسببت في امتناع بعض النيجيريين عن التطعيم، بعد أن سرت شائعات بأنه «مؤامرة غربية». وتعتز أجاكيي في كل مسيرتها بأنها نجحت في إقناع قطاع كبير من الناس بأنهم وحدهم هم القادرون على تدقيق الحقيقة بامتلاكهم منهجية فرز الغث من السمين والتوقف عن نشر الأخبار المثيرة، وهو نجاح لاشك يغني عن ألف موقع ومنصة. تحية لأجاكيي لانتصارها في فرع جديد وخطير في مهنة الصحافة الجميع الآن في أشد الاحتياج إليه.
• وجهت أجاكيي قدراً لا بأس به من مجهودها في مواجهة السياسيين النيجيريين الذين يستغلون وسائل التواصل في حروبهم ضد بعضهم بعضاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news