مستوطنة جديدة داخل منزل فلسطيني بجوار الحرم الإبراهيمي

داخل الأزقة العتيقة الضيقة في البلدة القديمة بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، تقيم سلطات الاحتلال أربع بؤر استيطانية، يقطنها 800 مستوطن، والذين ينغّصون حياة 40 ألف فلسطيني يقطنون في قلب الخليل.

ولإحكام قبضة المستوطنين على البلدة القديمة وسكانها، وسلبهم المزيد من العقارات التاريخية، أقامت القوات الإسرائيلية مستوطنة جديدة في شارع الشهداء جنوب مسجد الحرم الإبراهيمي، لتشكيل كتلة استيطانية تحاصر المنازل الفلسطينية.

وبذلك يرتفع عدد البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة بالخليل إلى خمس بؤر، والتي تقام داخل بنايات سكنية استولى عليها المستوطنون بحماية مطلقة من قوات الجيش الإسرائيلي، ومنها، «الدبويا»، و«أبراهام أفينو».

منزل مصادر

حركة «السلام الآن» اليسارية الإسرائيلية المعارضة للاستيطان، قالت في بيان يوم 17 يوليو الماضي، إن مستوطنين أقاموا أخيراً مستوطنة جديدة في البلدة القديمة بالخليل، بعد مصادرة منزل مواطن فلسطيني، جنوب الحرم الإبراهيمي.

وأضافت في بيان لها آنذاك، أن «دخول المستوطنين المنزل يشير إلى أن الحكومة والجيش الإسرائيليين يمكّنان ويدعمان إقامة المستوطنة الجديدة».

ونوهت «السلام الآن» بأنه حتى وقت قريب، كان احتلال المستوطنين المنازل يتطلب موافقة وزير الدفاع ورئيس الوزراء الإسرائيليين، مضيفة أن «توافد المستوطنين إلى المنزل بشكل مفتوح يشير إلى أن الوزير ورئيس الحكومة اتفقا على إقامة المستوطنة الجديدة».

وتسترسل الحركة اليسارية المناهضة للاستيطان: «إذا لم يكن لدى المستوطنين تصريح إقامة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما سبب عدم طردهم؟».

تسهيل سيطرة المستوطنين

تعود ملكية المنزل، الذي سهلت قوات الاحتلال للمستوطنين الاستيلاء عليه في مايو من عام 2022، للمواطن الفلسطيني وليد الجعبري، بمساحة قدرها 1200 متر مربع، ويتكوّن من ثلاثة طوابق مجهزة وغير مأهولة، وذلك بحسب مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان. ويبين حمدان لـ«الإمارات اليوم»، أن المنزل يقع في منطقة تسمى «واد الحصين» بالبلدة القديمة، بالقرب من مستوطنة «كريات أربع»، كبرى المستوطنات الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في الخليل.

وينوّه بأن جيش الاحتلال يسهّل عملية سيطرة المستوطنين على العقارات الفلسطينية في الخليل، ويغلق ما يقرب من 520 محلاً تجارياً في البلدة القديمة، بأوامر عسكرية، لافتاً إلى أن القوات الإسرائيلية سيطرت خلال السنوات الأخيرة على خمسة مساكن فلسطينية بدعوى الملكية، دون وجود ما يثبت ذلك.

ويشير مدير لجنة إعمار الخليل إلى أن ما يقرب من 1000 شقة سكنية بالبلدة القديمة، هجرها سكانها قسراً، بسبب مضايقات المستوطنين، وكذلك الأوامر العسكرية القاضية بإخلاء مساكنهم.

مرحلة خطرة

من جانبه، يؤكد الناشط الفلسطيني في مقاومة الجدار والاستيطان بشار القريوتي، أن عملية مصادرة المنزل الأخير قبل عام، أسست مرحلة خطرة في قلب البلدة القديمة، لفرض أمر واقع جديد، من أجل السيطرة الكاملة على المزيد من الأراضي والعقارات التي تتبع لأهالي الخليل، من خلال الجمعيات الاستيطانية التي تدعم المستوطنين بمبالغ ضخمة.

ويوضح أن عمليات المصادرة للعقارات والأراضي الفلسطينية، سواء منزل أو متجر أو منشأة تجارية أو بناية سكنية، تهدف إلى إنشاء مستوطنة داخل منطقة الحرم الإبراهيمي ومحيطه.

ويشير الناشط الفلسطيني في مقاومة الجدار والاستيطان، إلى أن الاحتلال يصادر منذ سنوات طويلة عقارات ومحال تجارية، في البلدة القديمة، والمنطقة المحيطة بالمسجد الإبراهيمي، بحجة الأغراض الأمنية والعسكرية.

ويلفت القريوتي إلى أن الاحتلال وجمعيات استيطانية سيطروا على تلك المحال والعقارات المغلقة، بطرق التفافية، تمهيداً لإحضار آلاف المستوطنين داخل المنطقة.

الأكثر مشاركة